الخميس، 15 أغسطس 2024

ما نقول يكتب علينا

 

ما نقول يُكتب لنا أو علينا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يجتمع الناس في مناسبات كثيرة ويتخلل اجتماعاتهم  دائماً فواصل من الضحك أو اخبار اشخاص غائبين أو حديث مجامله لأشخاص موجودين أو كلام بقصد التهكم او المزاح وما شابه ذلك من احاديث تعود الناس عليها في مجالسهم في الوقت الحالي.

 والاغلب في هذه الاجتماعات الحديث عن الماضي وما فعل الاصدقاء وصفاتهم وحركاتهم ( الغيبة )، دون ان يعرفوا أهمية ما يقولونه أو يستهينون به، هذا الموضوع  دفعني لان ابحث في القران الكريم عن آيات تبين أهمية القول ومكانته ، وابحث في الاحاديث النبوية التي تبين ما عقوبة قول الكذب او الزور او المزاح، وماذا يجب أن نقول واهمية ما ينطق به اللسان، وقال صلى الله عليه وسلم: كَلامُ ابنِ آدَمَ كُلُّه عليه، لا له، ما خَلا أمْرًا بمَعروفٍ أو نَهيًا عن مُنكَرٍ، أو ذِكرَ اللهِ عزَّ وجلَّ.

 وردت ‏مجموعة من الآيات نذكر منها:

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ  ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ  ﲀ ﲁ ﲂ الإسراء:

 وجاء في بيان هذه الآية أن رجلا من العرب شتم عمر بن الخطاب، وسبه عمر وهم بقتله ، فكادت تثير فتنة فأنزل الله - تعالى - فيهوقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن،  وقيل : نزلت لما قال المسلمون : إيذن لنا يا رسول الله في قتالهم فقد طال إيذاؤهم إيانا ، فقال : لم أومر بعد بالقتال فأنزل الله - تعالى - : وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ; اوقل لعبادي المؤمنين إذا جادلوا الكفار في التوحيد ، أن يقولوا الكلمة التي هي أحسن . كما قالولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم . وعلى هذا تكون الآية عامة في المؤمن والكافر ، أي قل للجميع . والله أعلم . وقالت طائفة : أمر الله - تعالى - في هذه الآية المؤمنين فيما بينهم خاصة ، بحسن الأدب، وإطراح نزغات الشيطان ; وقد قال صلى الله عليه وسلم - : وكونوا عباد الله إخوانا .

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ  ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙﲚ ﲛ ﲜ  ﲝﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ البقرة: ٦٧ وقول النبي موسى ارشاد وتوجيه وحكم

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ  ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ  ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ  ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ البقرة: ١١٣ 

 قول اتهام بين بعضهم البعض وهذا قول الذين لا يعلمون ، وتكرار ما قاله السابقون لتبرير كفرهم.

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ  ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ الأعراف: ٦٦

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ  ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱔ ﱕ  ﱖ ﱗ ﱘ الأعراف: ٨٨

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ  ﱊ ﱋ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ  ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ الأعراف: ١٣٨

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ  ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ الأعراف: ١٥١

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ  ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ  ﱡ ﱢ ﱣ يونس: ٢

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ  ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ  الكهف:

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ  ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ  النمل: ٨٤

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ  ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱻ ﱼ ﱾ ﱿ ﲀ  ﲁ ﲂ القصص: ٦٣

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ  ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ  ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ القصص: ٧٨

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ  ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ سبأ:

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ  ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ  سبأ:

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ  ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ  ﲐ ﲑ ﲒ يس: ٤٧

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ  ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ  ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ الزمر: ٤٩

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ  ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ  الزخرف: ٢٣

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ  ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ  الحشر: ١٦

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱳ ﱴ  ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱻ ﱼ ﱽ  ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ التوبة: ٦٥

ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ  ﳨ ﳩ ﳪ ﳫ ﳬ ﳭ ﳮ ﳯ ﳰ ﳱ  ﳲ ﳳ ﳴ ﳵ ﳶ ﳷ ﳸ ﳹ ﳺ ﳻ ﳼ  المدثر: ٤٢ - ٤٧

جميع هذه الآيات تؤكد على ضرورة قول الصدق والابتعاد عن الكذب أو تحميل الأنبياء ما لم يقولوا به أو يفعلوه .

التحذير من الكذب

الكذب من الكبائر والله تعالى يقول‏‏ ‏( ‏إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) ‏[‏النحل : 105‏]‏ وقوله سبحانه وتعالى‏‏ ‏( ‏فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) ‏[‏آل عمران : 61‏] ‏‏ والكذب من صفات المنافقين فعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر) صحيح  ..

عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه ،قال : دعتني أمي يوما ،ورسول الله صلي الله عليه وسلم قاعد في بيتنا ، فقالت: ها تعال أعطلك ، فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم : ما أردت أن تعطيه ؟

قالت : أعطيه تمرا

فقال لها رسول الله صلي الله علية وسلم : أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة

تعريف الكذب

الكذب :هو الكلام علي خلاف الحقيقة، وهو أصل النفاق ،وهو محرم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة . عن عائشة رضي الله عنها قالت : (ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلي الله علية وسلم من الكذب ، ما اطلع علي أحد من ذلك بشيء فيخرج من قلبه حتى يعلم أنه قد أحدث توبة ) ولا غرو فلقد كان السلف الصالح يتلاقون علي الفضائل ويتعارفون بها ، فإذا أساء السيرة وحاول أن ينفرد بمسلك خاطئ بدا بعمله هذا كالأجرب بين الأصحاب فلا يطيب له مقام بينهم حتى يبرأ من علته !!. وبالجملة : فالكذب رذيلة محضة تنبئ عن تمن الفساد في نفس صاحبها

 

 

 

أنواع الكذب

النوع الأول : الكذب علي الله

 ويعد هذا النوع أفحش أنواع الكذب ، وأعلاه وله عدة وجوه:

أ- أن يجعل الإنسان مع الله إلها آخر

ب- تكذيب الله تعالي فيما أخبر

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم قال : قال تعالي : كذبني ابن آدم ، ولم لم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي ، فقوله :لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته وأما شتمه إياي ،فقوله :اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفوا أحد .

ج- تحريم ما أحل ، أو تحليل ما حرم

 ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ     يونس: ٥٩

النوع الثاني :الكذب علي الرسل

عاقبةُ الكَذبِ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أشدُّ مِن عاقبةِ الكذبِ على غيرِه؛ لِمَا يَترتَّبُ على ذلِك مِن مفاسدَ في الدِّينِ والدُّنيا. يَروي الصحابيُّ الجليلُ المُغيرةُ بنُ شُعبةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه سمِع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ، مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ »، لأنَّ كلامَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَشريعٌ، وكلامَ غَيرِه ليس كذلك؛ فالكذِبُ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعظَمُ مَضَرَّةً، وأوقَعُ فَسادًا في نُفوسِ المُسلِمينَ، وهو أشدُّ في الإثمِ مِنَ الكذِبِ على غيرِه.

ويدخل في نطاق هذا الافتراء، سائر ما ابتدعته الجهال ، وأقحموه في دين الله من محدثات لا أصل لها ، عدها العوام دينا ، وما هي بدين !! وقد نبه النبي صلي الله عليه وسلم أمته إلى مصادر هذه البدع المنكرة ، وحذر من الانقياد إلى تيارها ،  قال : يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأحادِيثِ بما لَمْ تَسْمَعُوا أنتُمْ، ولا آباؤُكُمْ، فإيَّاكُمْ وإيَّاهُمْ، لا يُضِلُّونَكُمْ، ولا يَفْتِنُونَكُمْ.

النوع الثالث : الكذب علي الناس

يستسهل المرء الكذب حين يمزح حاسبا أن مجال الله لا خطر فيه !! هنا يقول النبي صلي الله عليه وسلم : ويلٌ للذي يحدِّثُ بالحديثِ ليُضحكَ به القومَ فيكذبُ ويلٌ له ويلٌ له) ويدخل في نطاق الكذب علي الناس : شهادة الزور، وإنفاق السلعة بالخلف الكاذب ، والغش في البيع والشراء ..الخ

قال صلي الله عليه وسلم : (كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به كذب ) ونظرا لما يترتب علي الكذب من أضرار ، أوصي الإسلام بغرس الصدق في نفوس الأطفال حتى يثبوا عليها ، وقد ألفوها في أقوالهم وأحوالهم كلها ، لذا قال النبي صلي الله علية وسلم لأم عبد الله بن عامر : ( أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة )

النهي عن الإطراء

عن أبي هريرةt ،قال : (أمرنا رسول الله أن نحثو في وجوه المداحين التراب )

 يَرْوي التَّابعيُّ هَمَّامُ بنُ الحارثُ النَّخَعيُّ الكوفيُّ: أنَّ رَجلًا كانَ يَمدَحُ عُثمانَ بنَ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه، «فجَثا»، المِقدادُ بنُ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عنه على رُكبتَيْه فوْرَ سَماعِه مَدْحَ الرَّجلِ، فجَعَلَ المِقدادُ يَغرِفُ بيَديْه الحَصى الصَّغيرةَ فيَجعَلُها في وَجهِ المادحِ، فسَأله عُثمانُ رَضيَ اللهُ عنه عن فِعلِه هذا، فاستَدَلَّ المِقدادُ بِقولِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إِذا رَأيتُم المدَّاحينَ، فَاحثُوا في وُجوهِهِم التُّرابَ»، وَالمدَّاحونَ هُمُ الَّذين اتَّخَذوا مَدْحَ النَّاسِ عادةً، أو مَن مَدَحَ بباطِلٍ أَو ما يُؤدِّي إلى باطلٍ.

لأنَّ في مَدحِهم تَزكيةً لنَفْسٍ مُسْلمةٍ، واللهُ تَعالَى يقولُ: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]، وهذا المدْحُ المَنهيُّ عنه هو المدْحُ المذمومُ الَّذي لا يكونُ في صاحبِه، أو يَحصُلُ به تَضرُّرُ الممدوحِ، أمَّا المدْحُ الَّذي يَحصُلُ به الفائدةُ والمصلحةُ فلا بأْسَ به، ومنه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن كان مِنكم مادِحًا أخاهُ لا مَحالةَ، فلْيَقُلْ: أحْسِبُ فُلانًا، واللهُ حَسِيبُه، ولا أُزَكِّي على اللهِ أحدًا، أحْسِبُه كذا وكذا، إنْ كان يَعلَمُ ذلكَ منه» مُتَّفقٌ عليه.

ويمتد التحذير من الكذب ليشمل كل أنواع المعاملات

قال رسول الله صلي الله علية وسلم : (البيعان بالخيار مال يتفرقا ، فإن صدق البيعان وبينا بورك لهما في بيعها ، وإن كذبا وكتما فعسي أن يرجا ربحا ما ، ويمحق بركة بيعهما ، اليمن الفاجرة منفقة للسلعة ممحقة للكسب )

وعن أبى ذر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) قال : فقرأها رسول الله صلي الله علية وسلم ثلاث مرات ، فقلت : خابوا وخسروا ، ومن هم يا رسول الله ؟ قال : ( المسبل ، والمنان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب )

وكذلك الحيف (الظلم و الجور) في الشهادة من أشنع الكذب ، وأضره علي الإنسان

قال تعالي : (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم) - سورة البقرة - الآية 283

ما رخص فيه من الكذب

في الحديث : عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلي الله علية وسلم قال : (من حمى مؤمنا من منافق أراه قال : بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جنهم ...) فمهما كان لا يتم مقصود الحرب أو إصلاح ذات البين أن استمالة قلب المجني عليه إلا بكذب فالكذب مباح ، إلا أنه ينبغي أن يحترز منه ما أمكن لأنه إذا فتح باب الكذب علي نفسه فيخشى أن يتداعى إلى ما يستغني عنه والي ما لا يقتصر على حد الضرورة ، فيكون الكذب حراما في الأصل إلا لضرورة

وعن أم كلثوم قالت : ما سمعت رسول الله صلي الله علية وسلم رخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث : الرجل يقول يريد به الإصلاح ، والرجل يقول القول في الحرب ، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها . قلت : قوله : ( والرجل يحدث امرأته ...) أي : من أجل أن يرضيها ، أو يستميل قلبها إليه ، وكذلك بالنسبة لها يجوز لها أن تنتقى من الكلام أحسنه ،أو تضفي عليه أوصافا لم يصل إليها ، تأليفا للقلوب ، وترطيبا للحياة بين الزوجين

وهو من ذنوب إبليس قال تعالى: (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور)

فيا أخا الإسلام : عليك بالصدق ، واعلم أنك إذا طلبت الله بالصدق آتاك الله مرآة بيدك حتى تبصر كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) اللهم طهر قلوبنا من النفاق ، وأعيننا من الخيانة ، وألسنتنا من الكذب.

محمد اللكود

18-7-2024

 

قصة مؤثرة

قال الشيخ (عبد القادر الجيلاني)

بنيت أمري علي الصدق، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم ، فأعطتني أمي أربعين دينار ، وعاهدتني علي الصدق ولما وصلنا أرض (مهدان) خرج علينا عرب، فأخذوا القافلة، واحد منهم قال: ما معك؟

قلت : أربعون دينار ، فظن أني أهزأ به، فتركني فرآني رجل آخر فقال ما حملك علي الصدق ؟

قلت: عاهدتني أمي علي الصدق، فأخاف أن أخون عهدها، فصاح باكيا، وقال: أنت تخاف أن تخون عهد أمك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة، وقال: أنا تائب لله علي يديك

فقال من معه : أنت كبيرنا في قطع الطريق ، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة فتابوا جميعا ببركة الصدق وسببه.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق