الخميس، 8 أغسطس 2024

العلاقة الايرانية الصهيونية .. صناعة الجهل

 

رواد للدراسات:
" #خاطرة_بعنوان" (صناعة الجهل)   (صناعة الجهل في مختبرات الإعلام الشعبوي).

عشرات الحسابات الإخبارية التي تتبنى وجهات النظر المبنية على نظرية المؤامرة وأن #إسرائيل وإيران وجهان لعملة واحدة، ولا عداء حقيقي بينهما وما إلى ذلك... صمتت صمت القبور عما جرى أمس واليوم في #العراق وشمال #فلسطين.

سؤال بسيط:

هل خبر إصابة 19 إسرائيليا بينهم جنود بحالات خطرة وموت سريري خبرا تافها بما يكفي لعدم ذكره لمتابعيك!؟

هل خبر مقتل وإصابة جنود أمريكيين في قاعدة عين الأسد سخيفا بما يكفي لعدم نشره على منبرك الكريم!؟

بالتأكيد لأ. ولكننا نتفهم تماما بأنه لا يمكنك أن تمضي الليل كله وأنت تحاول إقناع الناس بأن إسرائيل وإيران أصدقاء ثم تخبرهم في الصباح بأن وكلاء إيران هنا وهناك قلتوا إسرائليين وأمريكان...

وهكذا يا أصدقائنا يتم تجهيل الشعوب، والعوام بطبيعة الحال يستمعون فقط لما يحبون سماعه، وأما الرويات التي لا يحبون سماعها فلن تصلهم ليتأملوها ويضربوا فيها أخماسا بأسداس...

هذا ناهيك عن نقل متكرر لوجهة نظر أحادية بشكل دائم في التحليلات السياسية والعسكرية، ففي حالات خطر نشوب حرب اقليمية كبرى، تتوافق الاطراف على حجم الرد بشكل روتيني، وهذا طبيعي، حتى بين روسيا وأمريكا يتم هذا التنسيق، هذا هو الصمام الذي يمنع اندلاع الحرب العالمية، ومع ذلك، فالرواية التي تذكر أن إيران طلبت من ترامب قبول الضربة على قاعدة عين الأسد (ونحن أول من نقلها وترجمها بالمناسبة) انتشرت كالنار في الهشيم، بينما خبرا معاكسا آخر يظهر كيف تراجع ترامب عن الرد على إيران عام 2020 خوفا من اندلاع حرب مفتوحة ثم غرد تغريدة مضحكة سخيفة حول إلغاء الرد الأمريكي آخر 10 دقائق "خوفا على حياة المدنيين" هذه رواية لم يذكرها أحد تقريبا وماتت إعلاميا (وقد ذكرناها أيضا في تحليلاتنا)، ومع أن إيران ليست ندا لأمريكا وأضعف بمرات ومرات، ولكن وضع الامور في نصابها الحقيقي ليس شيئا سيئا.

بعيدا عن كل هذا... لكل منبر سياسة إعلامية خاصة تبقى من شأنه، ولكن هنا نسأل... ماذا لو اندلعت الحرب فعلا بين الغرب وايران؟ والغرب لا يفهم سنة وشيعة وزيدية ورافضة، الغرب لا يهمه من قتل الحسين ولا من تابع يزيد، الغرب ينظر فقط وفقط من منظور المكاسب السياسية والهيمنة الاقليمية، واليوم ينظر لايران كما كان ينظر لنظام صدام حسين، خطر بدأ يتجاوز حدوده، لا يهمه إن كان خطرا سنيا أم خطرا شيعيا، وفي الحقيقة لا يحمي إيران الان من ضربة إسرائيلية - غربية كبرى إلا الفوضى الدولية وعدم قدرة الغرب على فتح حرب كبرى جديدة في  الشرق الأوسط، وإلا لكانوا فعلوها منذ مدة. حسنا... في حال اندلعت الحرب كيف سيقدم هؤلاء (المسرحيون) لأتباعهم مجريات الأحداث؟ الله أعلم بذلك...

سمعت بالأمس أحد الباحثين يقول: نقل هذه الاخبار التي تظهر ضربات ايرانية على اسرائيل هي محاولة لغسل جرائم إيران في  سوريا والعراق... ولست أدري ما علاقة هذا بهذا؟ ومتى كان المجرمون لا يختلفون فيما بينهم؟ ونحن اليوم نشاهد حربا كبيرة في أوكرانيا بين الولايات المتحدة الأمريكية المجرمة وروسيا المجرمة، فهل غسل أحد هؤلاء المجرمين جرائمه بقتال مجرم آخر؟ إن الحروب والتنافر بين الأمم هو السمة الطبيعة للبشرية، أصلا تلك النظريات الخرندعية التي تزعم أن إسرائيل وإيران متوافقتان معا في السراء والضراء هي مضروبة أساسا تعارض سنن الكون، بل حتى بريطانيا أمة تختلف عن أمريكا، ويمكن أن يتنازعا الامر فيما بينهما، أو يتقاسمانه طالما كان ذلك ممكنا... هذه سنن الحياة، سنة التدافع بين الأمم المختلفة.

ولقد كان الحزب النازي من قبل يتبنى شعارات وأفعال أشد إيلاما لليهود من شعارات إيران اليوم، ولم يقل أحد من العالمين بأن هذه الشعارات قد غسلت للنازيين جرائم كذا وكذا... إنما تبقى الأمور في نصابها الصحيح دوما.

ويمكننا أن نقارن بين جرائم الصهاينة في فلسطين وجرائم إيران في سوريا والعراق، ثم نفاضل بينهما؟ أي المجرمين أشد إجراما بحق المسلمين؟ بالتأكيد المجرم الإيراني بلا ريب، لم نشاهد إسرائيليا يقتل مدنيا بمطرقة عبر تكسير عظامه ولا شوي المدنيين بتعليقهم فوق النار ولا شاهدنا اغتصاب النساء في مساجد غزة واستغاثاتها عبر مكبرات الصوت كما فعل حزب الله في سوريا والحشد في العراق، ومع ذلك فهذا لا يمنع من كون المجرم الأول عدو للمجرم الثاني! واختلافهما لا يغطي سوءاتهما ولا يغسل عارهما... وتفاضلهما في الشر ليس لأن أحدهما أكثر أخلاقا من الآخر وإنما لأن أحدهما أتيح له ذلك مع إمكانية الافلات من العقاب والثاني لم يتح له ذلك بكل بساطة...
إن نقل الأحداث بحجمها الطبيعي وبأبعادها كاملة هي أكبر إهانة لإيران ومشروعها في المنطقة، وهل هناك أوضح من تلك الخديعة الكبرى التي وقعت بها كتائب القسام عندما صدقت كذبة "وحدة الساحات" وفتحت معركة "طوفان الأقصى" في غزة انتظارا لفتح جبهات المقاومة الأخرى، بينما بقي حزب الله اللبناني يضرب العواميد وصحون الرادار وكميرات المراقبة لمدة 300 يوم؟

واليوم يخبط ويهدد ويضرب لماذا؟ انتقاما لأطفال غزة المساكين؟ لأ! يضرب انتقاما لمقتل قائده العسكري! وكيف قتل قائده؟ لم يقتل في حرب مفتوحة انتصارا لغزة بل في مناوشات "إشغال وإسناد" في جبهة تخضع لقواعد اشتباك منخفضة التأثير ولا تؤدي بالنهاية لأي إسناد حقيقي عملي لغزة.

وكذلك إيران عندما تنتقم لهنية، هل تنتقم لمقتل قائد مسلم سني؟ لا بالتأكيد! إنها تنتقم لأنها ضربت في عقر دارها ولو قتل في أي مكان آخر لما كان هناك أي داع للتحرك.

واليوم لماذا تتحرك الأساطيل الكبرى للشرق الاوسط وتنهار الأسواق المالية العالمية ويدخل العالم نفقا مظلما؟ لأجل دماء أهل غزة التي تسفك كالنبع الهداج منذ 300 يوم؟ لا! بل لأجل حفنة صغيرة من دماء الشيعة اهريقت في الضاحية الجنوبية وتحرك لأجلها "محور المقاومة" برمته مهددا بحرب كبرى إذا تم استهداف الشيعة مجددا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق