التحليل السياسي
الانقلاب الأبيض في روسيا
ومن خطط له
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تواجه تمردا مسلحا، وذلك
بعدما أعلن قائد مجموعة فاغنر العسكرية غير النظامية التحرك للإطاحة بقيادة الجيش
الروسي وأكد السيطرة على المقرات العسكرية في مقاطعة روستوف جنوبي البلاد.
وفيما يأتي أبرز ما نعرفه حتى الآن عن هذا التمرد:
- ما العامل الذي أثار
التمرد؟
منذ أشهر يخوض يفغيني بريغوجين قائد المجموعة صراعا
مع قيادة الجيش الروسي، إذ اتهم كبار الضباط بعدم تجهيز قواته بما تحتاجه من
العتاد وتعطيل تقدمها لأسباب بيروقراطية.
تصاعدت مساء الجمعة حين اتهم بريغوجين الجيش
الروسي بتنفيذ ضربات صاروخية على معسكرات قواته بأمر من وزير الدفاع وقتل عدد
"هائل" من مقاتليه، مشيرا إلى وجود قرابة ألفي جثة، وتوعد بريغوجين
بالإطاحة بمن وصفهم بالخونة في قيادة الجيش وشنق وزير الدفاع في الساحة الحمراء،
داعيا "الوطنيين" إلى التحرك لمساندته.
وبدأ التحرك الميداني ليلا، حيث أعلن قائد فاغنر
أن قواته انطلقت من مواقعها في أوكرانيا وعبرت الحدود إلى مقاطعة روستوف جنوبي
روسيا حيث مقر القيادة الجنوبية للجيش،
وأعلن بريغوجين بعد ظهر السبت أن قواته سيطرت على
المقر العام للجيش في روستوف "من دون إطلاق رصاصة واحدة". ، ورفض قائد فاغنر اتهامات الرئيس الروسي له بالخيانة، وأكد أنه ورجاله
لن يسلموا أنفسهم بناء على طلب الرئيس أو جهاز الأمن الفدرالي أو غيرهما.
من جهته، أعلن "فيلق المتطوعين" الروسي
أنه يدعم تحرك بريغوجين، وقال إن قوات الفيلق الموجودة على الأراضي الروسية مستعدة
للمساعدة في القضاء على نظام بوتين، وأضاف أن هذا النظام الذي وصفه بالدموي
"لن يقهر إلا بالقوة العسكرية".
- ما رد موسكو على الأحداث؟
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن ما يجري تمرد مسلح سيتم الرد
عليه بشكل قاس، و ما يحدث بأنه خيانة داخلية وطعنة في الظهر، وحذّر من خطر
"الحرب الأهلية" اللذين يمثلهما قائد مجموعة فاغنر بتمرده على القيادة
الروسية.ووقّع قانونا يسمح باحتجاز
من ينتهك الأحكام العرفية 30 يوما.و وقّع قانونا يسمح بتجنيد المحكوم عليهم والسجناء للقيام بالخدمة
العسكرية.
ورفعت السلطات قضية جنائية ضد بريغوجين بتهمة
التمرد المسلح، ودعا جهاز الأمن الفدرالي الروسي مقاتلي فاغنر إلى عدم الانصياع
لأوامر قائد المجموعة واتخاذ خطوات لاعتقاله، وحذرهم من "ارتكاب الأخطاء التي
لا يمكن الرجوع عنها".
أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، الموالي
للكرملين، أن قوات وزارة الدفاع والحرس الوطني في جمهورية الشيشان انطلقت باتجاه
مناطق التوتر في روستوف جنوبي روسيا.
و أكد قديروف أن قواته مستعدة لتقديم العون في
إحباط تمرد قائد فاغنر، واستخدام أساليب قاسية إن لزم الأمر، على حد تعبيره. وهذا الموقف بسسب علاقات سابقة بين الاثنين .
- ما مجموعة فاغنر؟
انخرطت قوات فاغنر في نزاعات في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأقر بريغوجين
العام الماضي بأنه أسس المجموعة بتجنيده الكثير من العناصر من السجون الروسية
مقابل وعد بالعفو.
وكان مقاتلوها في الصفوف الأولى للهجوم على مدينة باخموت التي استولت
عليها روسيا بعد أن تكبدت فاغنر خسائر فادحة في صفوفها.
أثار التمرد أيضا ردود أفعال
عدد من زعماء العالم. وقالت واشنطن وباريس وبرلين وروما إنها تراقب التطورات من
كثب. أما
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقد أكد لنظيره الروسي استعداد تركيا للقيام بما
يلزم من أجل إيجاد حل لما يجري في روسيا.
ولنستطيع
الحكم بطريقة علمية عن علاقة بوتين بهذا التمرد يجب أن نعود لنذكر بشخصي هذا
الرئيس وكيف يفكر.
فلاديمير
بوتين.. بدأ حياته جاسوسا ويحلم بالسلطة حتى 2036
الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين ثاني أطول زعماء الكرملين بقاء في السلطة بعد جوزيف ستالين في عهد بوتين
دخلت قوات روسية إلى إقليم كوسوفو عام 1999 لكنها خرجت سريعا، ثم غزت روسيا
الشيشان في العام نفسه وسيطرت عليها وضمتها للاتحاد الفدرالي الروسي، واحتلت أجزاء
من جورجيا عام 2008.
وفي عهده أيضا، ضمت روسيا
شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، وهو الآن يخوض حربا أوسع في أوكرانيا
لمنعها من الانضمام إلى الناتو.
النشأة
والعائلة
7 تشرين الأول 1952: ولد فلاديمير
فلاديميروفيتش بوتين في لينينغراد (سان بطرسبورغ لاحقا) التي شارك والده في الحرب
العالمية الثانية دفاعا عنها. ـ كانت
والدة بوتين عاملة في مصنع وكان والده مجندًا في البحرية السوفياتية، وخدم في
أسطول الغواصات في أوائل الثلاثينيات. وقُتلت جدة بوتين لأمه
على يد المحتلين الألمان لمنطقة تفير في عام 1941، واختفى أعمامه على الجبهة
الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية. وكان
سبيريدونوفيتش بوتين، جد فلاديمير بوتين، طباخا شخصيا لفلاديمير لينين وجوزيف
ستالين.
عام
1973: أصبح محترفا للعبة السامبو التي تعد من فنون الدفاع عن النفس الروسية، وتحول
بعدها إلى لعبة الجودو التي حصل فيها على الحزام الأسود. وعام 1975: تخرج بوتين
من كلية الحقوق بجامعة سان بطرسبورغ متخصصا في العلاقات الدولية. 28 يوليو/تموز 1983: تزوج
من المدرسة لودميلا بوتينا ، وعام 2013: أُعلن طلاق بوتين من زوجته لودميللا بعد
زواج استمر نحو 30 عاما. وصفته زوجته السابقة بأنه مدمن عمل.
ـ إحدى بنات بوتين، وتدعى كاتيرينا، تشغل منصبا إداريا رفيعا في
جامعة موسكو الحكومية، كما أنها راقصة تشارك في عروض الروك أند رول الأكروباتية. ـ أما ماريا، الابنة
الكبرى لبوتين، فهي أكاديمية متخصصة في طب الغدد الصماء.
يجيد
اللغتين الألمانية والإنجليزية بجانب الروسية ـ وحصل على الدكتوراه في فلسفة
الاقتصاد.
عام
1985: عمل بوتين عضوا في الاستخبارات السوفياتية "كيه جي بي" (KGB) سابقا في درسدن بألمانيا
الشرقية مستخدمًا هوية مترجم.
عام
1996: أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. وعام 1997: عين نائبا
لمدير ديوان الرئيس يلتسن.
ـ
25 يوليو/تموز 1998: عين يلتسن، بوتين مديرًا لجهاز الأمن الفدرالي، وهي المنظمة
الأمنية والاستخباراتية الأساسية للاتحاد الروسي. وفي 1999: تم تعيين
بوتين كواحد من 3 نواب لرئيس الوزراء، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تم تعيينه رئيس
وزراء بالإنابة من قبل الرئيس يلتسن، وفي نفس اليوم، وافق بوتين على الترشح
للرئاسة
بوتين
رئيسا
1999: تولى مهام رئيس
روسيا الاتحادية بالوكالة بعد تنحي الرئيس بوريس يلتسن.
2000: فاز بانتخابات
الرئاسة في الجولة الأولى بنسبة 53% من الأصوات.
ـ
شهدت فترة ولاية بوتين الأولى -التي استمرت 4 سنوات- إجراء تعديلات في النظام
السياسي أحكم بفضلها سيطرته على القرار السياسي والاقتصادي في روسيا.
ـ
عام 2001: أمر بانسحاب الجيش الروسي جزئيا من الشيشان، مقابل منح صلاحيات واسعة
لأجهزة الاستخبارات السرية التي كلفت بتصفية المعارضين، بعد أن شكلت موسكو إدارة
تابعة لها لتحكم الشيشان بقيادة ستانيسلاف إلياسوف.
ـ عام 2004: أعيد انتخابه
لولاية رئاسية جديدة. وعام
2009: عرفت الحرب في الشيشان نهاية رسمية لها بتصفية جل المعارضين وتنصيب موسكو
حاكما لها ذا صلاحيات واسعة على الشيشان وأنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وداغستان.
2012: فاز بوتين في الانتخابات
الرئاسية بحصوله على 63.6% من أصوات الناخبين، وسط احتجاج من المعارضة الروسية
وبعض المنظمات الدولية .
2017: أغلقت حكومة موسكو
الحدود مع إقليم أبخازيا في جورجيا المجاورة، واحتلت القوات الروسية بعض الجيوب هناك
بالإضافة إلى إقليم أوسيتيا الجنوبية، واعترفت بهما جمهوريتين مستقلتين. ووقع
بوتين أيضا على مرسوم يسمح بتجنيد مواطني أوسيتيا الجنوبية في القوات المسلحة
الروسية.
2018: فاز بوتين بولاية
رابعة مدتها 6 سنوات إثر تعديل الدستور، حيث حصل على أكثر من 70% من الأصوات، وهي
نسبة تفوق بكثير تلك التي حصل عليها في انتخابات 2012.
ـ
عام 2020: أُجري استفتاء مثير للجدل على إصلاحات دستورية منحت الرئيس بوتين فرصة
البقاء في منصبه بعد انتهاء فترة رئاسته الرابعة في عام 2024، ما يعني أنه قد يمكث
في الكريملين حتى عام 2036.
عمل
بوتين داخليا على تعزيز السلطة المركزية وإحداث التوازن في العلاقات يبن أجهزة
الدولة، ـ وصف مسؤولون كبار سابقون بوتين لديه شكوك في كل المحيطين به حتى من
كبار مساعديه ممن عملوا معه لسنوات طويلة،
قال بوتين في مقابلة له
عام 2017 مع أوليفر ستون، إنه استقال من لجنة أمن الدولة في عام 1991، وذلك بعد
انقلاب ضد ميخائيل غورباتشوف، حيث أنه لم يكن موافقًا على ما حدث ولم يرغب بأن
يكون جزءًا من المخابرات تحت الإدارة الجديدة
عندما أصبح بوتين رئيسًا للجمهورية لاحقًا اتهم الزملاء في معهد
بروكينز أطروحته بالسرقة الأدبية، بعد أن اكتُشف أن 15 صفحة منها منسوخة من كتاب
مدرسي أمريكي
كان خصوم يلتسن الرئيسيون وخلفاؤه المحتملون يقومون مسبقًا بحملات
لاستبدال الرئيس الذي تنحرف صحته، وقد حاربوا بشدة من أجل منع ظهور بوتين كخليفة له.
في أعقاب تفجيرات الشقق الروسية وغزو داغستان على يد المجاهدين، بما فيهم عملاء
سابقين في لجنة أمن الدولة، الذين كانوا متمركزين في جمهورية إيشكريا الشيشانية،
شكل النهج الصارم لبوتين مع الصورة المعكوسة لنظامه وقوانينه في الحرب الشيشانية الثانية .
في أغسطس 2000، عندما تعرض لانتقادات لسوء التعامل مع كارثة غواصة كورسك، بسبب
أن الأمر استغرق عدة أيام حتى يعود بوتين من الإجازة، وما حصل من الكارثة
حدثت أزمة رهائن مسرح موسكو في أكتوبر 2002. ومقتل 130 رهينة في عملية إنقاذ القوات الخاصة خلال
الأزمة .
في عام 2003، أجري استفتاء لتبني دستور جديد يعلن أن جمهورية الشيشان جزء من روسيا؛ وخلال الحرب الشيشانية الثانية،
أعاقت روسيا بشدة حركة المستقلين الشيشان بالاستقلال.
وقعت أزمة رهائن مدرسة بسلان في 2004؛ مات أكثر من 330
شخصًا، من بينهم 186 طفلًا.
الملاحقة الجنائية لأغنى رجل في روسيا، رئيس شركة النفط والغاز يوكوس ميخائيل خودوركوفسكي،
بتهمة الاحتيال والتهرب الضريبي، بمثابة انتقام لتبرعات خودوركوفسكي لكل من
المعارضين الليبراليين والشيوعيين للكرملين، و ألقي القبض على خودوركوفسكي، وأُعلن إفلاس شركة يوكوس، وبيعت أصول
الشركة بالمزاد بأقل من قيمتها السوقية،
في عام 2007، نظمت «مسيرة المنشقين» من قبل جماعة المعارضة روسيا بقيادة بطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف والزعيم البلشفي الوطني إدوارد ليمونوف، وقوبلت المظاهرات بقمع الشرطة، والتي تضمنت التدخل
في سفر المتظاهرين واعتقال ما يصل إلى 150 شخصًا حاولوا اختراق خطوط الشرطة.
في 2007، حل بوتين الحكومة بناءً على طلب رئيس الوزراء ميخائيل
فرادكوف. وعلق فرادكوف قائلاً إن ذلك كان لإعطاء الرئيس «حرية التصرف» في التحضير
للانتخابات البرلمانية.
بعد الانتخابات البرلمانية في 4 ديسمبر 2011، شارك عشرات الآلاف من
الروس في احتجاجات ضد التزوير الانتخابي ، وانتقد المتظاهرون بوتين وحزب روسيا
الموحدة وطالبوا بإلغاء نتائج الانتخابات
في 4 اذار 2012، فاز بوتين بالانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى، بنسبة 63.6٪ من الأصوات، على الرغم من الاتهامات
الواسعة بتزوير
حدثت الاحتجاجات المناهضة لبوتين أثناء الحملة الرئاسية وبعدها
مباشرة. تجمع ما يقدر بنحو 8000-20000 متظاهر في موسكو ، عندها أصيب ثمانون شخصًا
بجروح في مواجهات مع الشرطة وتم اعتقال 450، وتم اعتقال 120 آخرين في اليوم .
في سبتمبر 2019، تدخلت إدارة بوتين في نتائج الانتخابات الإقليمية
في روسيا وتلاعبت بها من خلال القضاء على جميع المرشحين في المعارضة. الحدث الذي
كان يهدف إلى المساهمة في انتصار الحزب الحاكم، روسيا الموحدة، الذي ساهم أيضًا في التحريض على الاحتجاجات
الجماهيرية المطالبة بالديمقراطية، مما أدى إلى اعتقالات واسعة النطاق وحالات عنف
الشرطة.
في عام 2014، قامت روسيا
بعدة عمليات توغل عسكرية في الأراضي الأوكرانية. بعد احتجاجات الميدان الأوروبي وسقوط الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، سيطر جنود روس بدون شارات على المواقع الاستراتيجية والبنية التحتية داخل إقليم القرم الأوكراني. ثم ضمت روسيا شبه جزيرة
القرم وسيفاستوبول بعد استفتاء صوّت فيه، للانضمام إلى الاتحاد الروسي، في وقت لاحق، تصاعدت المظاهرات ضد الإجراءات التشريعية الأوكرانية
رادا من قبل الجماعات الموالية لروسيا في منطقة دونباس في أوكرانيا إلى نزاع مسلح بين الحكومة الأوكرانية والقوات الانفصالية المدعومة من روسيا لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبية المعلنة من جانب روسيا. في 2014 عبرت مركبات
عسكرية روسية الحدود واعتبرت السلطات الأوكرانية توغل الجيش الروسي مسؤولاً عن
هزيمة القوات الأوكرانية.
العلاقات
الدولية
ـ وعلى صعيد العلاقات
الدولية، انتقد الرئيس بوتين سياسة الولايات المتحدة الأميركية وعبّر عن معارضته
لاستقلال كوسوفو عن صربيا واعتبره غير شرعي.
عارض بوتين التدخل الغربي
في ليبيا، وساند بقوة نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الثورة الشعبية ضد
نظام حكمه، في 30 سبتمبر 2015، أذن الرئيس بوتين بالتدخل العسكري الروسي في الحرب الأهلية السورية، تألفت الأنشطة العسكرية الروسية من الضربات
الجوية وضربات صواريخ كروز واستخدام مستشاري الخطوط الأمامية والقوات الخاصة
الروسية ضد المعارضة.
ـ
يرى بوتين، أن العالم الغربي له زعيم واحد هو الولايات المتحدة الأميركية، وهو
خطرا وعدوا لا يمكن تجاهله. ويؤمن بوتين بأن تمدد
الاتحاد الأوروبي بمثابة خطوة عدائية أخرى من الغرب.
في يناير 2017، أعرب تقييم لمجتمع الاستخبارات الأمريكية عن ثقته
العالية في أن بوتين أمر شخصيًا بشن حملة، في البداية لتشويه سمعة هيلاري كلينتون والإضرار بفرصها
الانتخابية ورئاستها المحتملة، ثم طور لاحقًا «تفضيلًا واضحًا» لدونالد ترامب.
2022-2021
الغزو الروسي الأوكراني
في أعقاب ثورة الكرامة الموالية للغرب في أوكرانيا في عام 2014، استولى
بوتين على المناطق الشرقية من البلاد وضم شبه جزيرة القرم. في فبراير 2022، شن حربًا للسيطرة على ما تبقى من البلاد والإطاحة بالحكومة المنتخبة بحجة
أنها كانت تدار من قبل «النازيين». أدى غزو أوكرانيا إلى إدانة عالمية لبوتين،
وفرض عقوبات واسعة النطاق على الاتحاد الروسي.
منذ عام 2003، عندما
عارضت روسيا بشدة الولايات المتحدة عندما شنت حرب العراق، أصبح بوتين أكثر بعدًا عن الغرب، وتدهورت العلاقات
بشكل مطرد.
قال ميخائيل كاسيانوف،
الذي شغل منصب أول رئيس وزراء في عهد فلاديمير بوتين بين عامي 2000 و2004، يعتبر
أن الرئيس الروسي "لم يكن يفكر بطريقة صحيحة" عندما شن العملية في
أوكرانيا
وفي مقابلة مع
وكالة "فرانس برس"، توقّع كاسيانوف الذي كان رئيساً للحكومة الروسية بين
عامَي 2000 و2004، أن تستمر الحرب في أوكرانيا ، وبوتين، وهو عميل سابق في
الاستخبارات السوفياتية ، تمكن على مدار العشرين عاماً الماضية من بناء "نظام
قائم على الإفلات من العقاب والترهيب".
". و أوضح قائلاً
"إنه نظام يذكر بنظام الاستخبارات السوفياتية القائم على انعدام القانون. من
الواضح أنهم لا يتوقعون أي عقاب". ووقُتل حليفه المقرب وزميله السياسي المعارض بوريس نيمتسوف
بالرصاص قرب الكرملين عام 2015. وكذلك، تعرض المعارض
الأشرس لبوتين أليكسي نافالني (46 عاماً) لمحاولة التسميم بغاز نوفيتشوك عام 2020
وهو الآن يقبع وراء القضبان. وتابع
كاسيانوف أنه تعرض للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولم يحترمه أثناء زيارته
لروسيا.
الخلاصة :
هذا الرئيس لا يفكر وفق
الطريقة التقليدية في العلاقات الدبلوماسية العلمية ولا حتى بالقيادة الديمقراطية للداخل ، أولوياته
الاستمرار في السلطة والانفراد بالقرار فلذلك يمكن أن يقوم بالمؤامرات الداخلية
والحرب الخارجية لاشغال المواطن الروسي عن سياسته الداخلية والبقاء في السلطة .
وعند قيام أي حدث يجب
الاخذ بعين الاعتبار هو وراء هذا الحدث ويجب معرفة أهدافه .
والتمرد الأخير لطباخه
(يفغيني بريغوجين ) دليل ذلك .
فكيف لقوات عسكرية
محملة على الناقلات العسكرية والتي لا تزيد سرعتها عن 50 كم في الساعة أن تقطع 200
كم ولا تتعرض لقصف جوي أو صدام بري كما قال قائد التمرد ؟
وكيف تحل قضية التمرد
بسرعة ولصالح المتمردين إذا لم يكمن هناك اتفاق مسبق مع بوتين ؟
المصدر : الجزيرة + الفرنسية + الصحافة الروسية-
مشاهدات
لقاء تلفزيوني مع بوتين
محمد
اللكود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق