الخطاب الإسلامي في الثورة ودور
الإسلام السني في بناء الدولة
دور الإسلام السني
بنظرة اجنبية
يمكن للقادة الدينيين ومؤسساتهم أن يلعبوا دوراً مهماً في
عملية بناء الدولة، بشرعيتهم، ومستوياتهم العالية من الثقة، وغالباً بمواردهم
المادية والبشرية الواسعة، فيمكن للمؤسسات
الدينية أن تكون إما حلفاء أقوياء أو أعداء أشداء للجهود الدولية لإعادة بناء
الدول، وتُحدد قدرة المؤسسات الإسلامية السنية على الإسهام في الاستقرار عبر
مشاركتها في الفصل بين الخلافات، وبناء رأسمال اجتماعي ونشر قيم مدنية. وحل
الخلافات.
أن العدد الكبير من رجال الدين وشعبيتهم الواسعة بالإضافة لوجود
شبكة كبيرة من المؤسسات التعليمية يجعل منهم قوة جبارة لنشر القيم المدنية، إلا أن
المساهمات الدينية في الاستقرار من المرجح أن تكون منخفضة أو متوسطة، وبصورة عامة،
قد يشير هذا إلى أن المؤسسات الدينية قادرة على الإسهام في بناء الدولة، لكن فقط
عبر آليات محددة وبصورة أكثر قوة بوصفها مصادر لتشريع سلطة ونشر القيم المدنية.
وحتى حين نفهم العمليات التي يمكن من خلالها للمؤسسات الدينية
الإسهام في بناء الدولة يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت ستقوم بذلك، يفترض
الرأي الشائع أن المؤسسات الدينية تطمح لذات الأهداف التي ينشدها الفاعلون
الدوليون-السلام والازدهار في المقام الأول- وهو موقف قاد إلى احتواء الدين للوفاء
بأهداف عابرة لمنظمة دولية أو عسكرية أجنبية. بدلاً من ذلك، ينبغي أن يتضمن أي جهد
للتعامل مع المؤسسات الدينية في جهود بناء الدولة فهماً للكيفية التي يمكن بها
للدولة أن تساعد في تحقيق ما يعتبرونه إرادة الله. وبعبارة أخرى، ما هو الغرض الذي
تخدمه الدولة في أصول الدين؟ وأخذ هذا السؤال بعين الاعتبار هو الخطوة التالية
المطلوبة قبل أن ينظر الفاعلون الدوليون في التعامل مع المؤسسات السنية.
دور
الإسلام السني بنظرة واقعية علمية المجلس الإسلامي
ولدت فكرة تأسيس المجلس الإسلامي السوري اثناء لقاء دوري مع علماء
دمشق وبعض المحافظات الأخرى قبل خروجنا بسنوات، رحب جميع العلماء بفكرة التعاون، حيث
التقت أربعون رابطة ومنظمة وهيئة علمية وهيئة شرعية على إقامة هذا المجلس واجتمعت
على فكرة واحدة ونظام داخلي واحد، وانتخاب أعضاء المجلس الإسلامي السوري الذي يضم
نخبة علماء الأمة.
الهدف من المجلس الاسلامي هو تكوين مرجعية شرعية
دينية علمية للشعب السوري ولأهل السنة والجماعة من كافة الشرائح، فنحن لا نعمل
بالسياسة أو العسكرة، بل بضرورة التواصل مع جميع مكونات الثورة لجمعها على كلمة
واحدة وهدف واحد مهما اختلفت الرؤى والأفكار والتوجهات ومواقف الأحزاب .
بعض الدول الغربية تقدم لبعض الفصائل ببعض
الأسلحة، فهذه الدول لا تمدهم بهذه الأسلحة لإسقاط النظام، وإنما لتتوازن القوى
بينهم وبين النظام لإطالة حتى يذبح من المسلمين أكثر ما يمكن أن يتصور.
الخطاب الديني لشيوخ
السلطة
عمل النظام على تحييد المؤسسة الدينية في البلاد منذ عام 1963،
تاريخ استلام حزب "البعث"
السلطة عام 1970 حين استلم حافظ الأسد السلطة، وهو يعرف أنه
ما كان ليستمر لولا مباركة هذه المؤسسة، التي كان يقودها الشيخ أحمد كفتارو الذي
نسج مع مشايخ آخرين خيوط علاقة متينة مع الأسد منحتهم امتيازات جمّة مقابل الولاء
وتهدئة الشارع طيلة حكمه،
وغضّت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، الطرف عن بروز تيار ديني
يُوصف بـ"النخبوي"، انتشر بين نساء الطبقة الغنية في دمشق تحت إشراف
المفتي العام حينذاك أحمد كفتارو، عُرف بـ"القبيسيات"، نسبة إلى مؤسسة
هذا التيار النسائي منيرة القبيسي،
في بداية الثورة السورية في 2011 "عمل الأسد على استرضاء المؤسسة الدينية، حيث تراجع عن قرار فصل
المنقبات، مع الاعتراف بالشهادات التي تصدرها المعاهد الدينية. كما استعان
بالمؤسسة الدينية لتطويق الحراك الثوري".
وكان معظم رجال الدين التابعين لوزارة الأوقاف ومفتي الجمهورية أصدروا
فتاوى ضد الخروج على رئيس النظام، وكان من أبرزهم الشيخ رمضان البوطي والمفتي بدر
الدين حسون.
أشاد بشار الأسد بالدور الذي لعبته المؤسسة الدينية في سورية،
كرديف إلى جانب قواته في حربها على الشعب السوري، مضيفاً أن "الجيش يحارب
الإرهاب" و"المؤسسة الدينية تحارب الفتنة".
في أسباب الحضور الباهت للتدين الدعوي في الثورة السورية
1-
يتبنى
التدين الدعوي في سورية في غالبيته وبتوجهاته المختلفة المعارض المؤيد والمحايد،
إلى أن مشكلة السوريين تكمن في ابتعادهم عن الشريعة الإسلامية وهم بذلك يلغون
السياسة بوصفها عاملا أساسي في تكوين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية
للناس .
2-
النظام
اكبر المستفيدين من هذا التدين الذي دأب على تغريب السوريين عن السياسة لصالح جعل
السوري يعتقد أن أوضاعه الدينية والنفسية والأخلاقية هي سبب المشكلات كلها ومفتاح
الحلول لها،
3-
يردد
غالبية وجهاء التدين الدعوي أن الحل بالعودة إلى الإسلام وتعاليمه، ويتجاهلون أن
تطبيق تعاليم الدين الإسلامي الإنسانية موجودة في الغرب». والمقصود هنا العدالة
والمساواة والحقوق، وهى تحتاج إلى نظام سياسي يطبقها، لأن علة تنظيم المجتمع في الغرب
وعدالته هو النظام السياسي، وليس مدى التزام الغربيين بتعاليم الأديان.
4-
نشر
قيم الإسلام الإنسانية بحاجة نظام حكم ديمقراطي يؤمن بالعدالة والمساواة، ومسألة
تأخر المسلمين مسألة سياسية، وليست مسألة دينية، والسوريون مسلمون في غالبيتهم، ويذهب
المتصوفة أن السوريين العاديين بحاجة إلى الدعاة والمتصوفة، لأن هؤلاء بمفردهم لا يعرفون كيف يفسرون
الآيات الكريمة ولا كيف يطبقون احكام الشريعة الإسلامية،
5-
ولا
يحمل الدعاة والمشايخ أي مسؤوليات تجاه أوضاع السوريين، لأنه يحمل السوريين أوزار
كل ما يحصل لهم، خطاب يشبه في جوهره خطاب النظام من حيث إنه خطاب يبرئ نفسه من
أوضاع السوريين وأزماتهم، لأن الثورة وكامل أوضاع السوريين مسألة دينية ناتجة عن
عدم التزام الناس بالشريعة الإسلامية وتراجعهم الأخلاقي، وبذلك يخرجون السياسة من
المعادلات.
6-
ينتمي
الدعاة والمتصوفة إلى أيديولوجية دينية. تشابه الأيديولوجية القومية من حيث أنها
لا تتهاون مع المستعمر والعدو الخارجي ولكنها تتهاون بالمقابل مع النظم الطاغية. وهذا
الوضع الصعب والمتوتر، وضحته تفسيرات الدعاة المؤيدين للنظام (ابتلاء)
7-
دعوات
الناس لفعل الخير وبر الوالدين والالتزام بالشريعة الإسلامية ونبذ التحاسد والغيرة
والبخل والتعصب أمور لا تخيف النظام ولا أي طاغية عربي ولن تخيفه لأنها مجرد دعوات
أخلاقية ونصائح، ما يخافه النظام هو تحول المواعظ إلى أفعال عبر أليات معينة. أي
تحول الأمر إلى عمل سياسي إنهم بكل بساطة يفكرون بالقضية السورية من حيث هي مشكلة
غير قابلة للحل البشري.
8-
سلطة
بعض رجالات الإسلام في سورية مزيفة ويمكن وصفهم بأنهم ضمن النسق السياسي المهيمن
على سورية. ولكنهم فئة مهيمن عليها ضمن هذا النسق، أنهم يشكلون في النهاية فئة
مأمورة، أو تابعة، ولسلطتها سقف واضح لا يمكن لها أن تتجاورة.
9-
أن
اغلب الدعاة لا يؤمنون بالحربات والديمقراطية (الأهداف العريضة للثورة السورية).
لأنها قضايا مستجلبة من الغرب الذي يريد الهيمنة على بلاد المسلمين وهذا ما يجمعهم
مع النظام خاصة إذا طالب هؤلاء بحرياتهم وكامل حقوقهم وفق النموذج الغربي
10-
بعض
رجالات الإسلام الدعوى في سورية مطالبون بإعادة حساباتهم بشكل جذري وتشجيع الناس
على طلب حقوقهم من الحكام ولو بالقوة. ونبذ الفتاوى التي تنافق للأنظمة. وتكوين
نظرية جديدة للسياسة وعلاقة الدين بها ورفع الوصاية الدينية على السياسة، وإلا سيظلون
يخدمون النظام السوري من حيث يدرون أو لا يدرون.
للتوسع بمعرفة الأفكار جميعها
ادخل الى رابط الموضوع https://kenanaonline.com/users/lkoud/downloads/125146
انتهى
بتوفيق من الله
الخطاب السياسي في سورية محمد اللكود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق