*الله الله ما أروع هذا الكلام من الدكتور أدهم الشرقاوي، أدعوكم لقراءة ونشر الكلام أدناه لقمة روعته وتوقيته.*
*رسالة إلى أهل غزَّة!*
*أعرف أن القلم مهما تطاول في قامته فلن يصل إلى كعب البندقية،* *وأن الحبر مهما قال بلاغةً فسيبدو ركيكا في حضرة الدم!*
*ولكنها كلمات جاشتْ في صدري فأردتُ أن أكتبها،*
*وقد قال غسّان قبلي: إن كل كلامنا هو تعويض صفيق لغياب البندقية!*
*يا تيجان الرؤوس:*
*إنها المعركة الأولى في التاريخ التي تسبق نتيجتُها نهايتَها!* *فهنيئا لكم هذا النصر الذي لن يُغيّره توقيت نهاية المعركة!* *لقد أحدثتم في روح هذا الكيان شرخا لن يُرمَّمَ أبدا،* *ودققتُم في نعشه مسمارا لن يستطيع نزعه،* *وأعدتم إلى الأمة كلها روحا كانت قد فقدتها،* *فكأنها نفخة إسرافيل في الناس الميتة أن قوموا!..* *ثمة مشاعر عِزَّة* *زرعتموها فينا أنتم لا تعلمون شيئا عنها،* *فالعصفور لا يعلم ما يُحدِثه صوتُه في قلوب سامعيه،* *والوردة لا تستطيع أن تشم شذاها.*
*يا تيجان الرؤوس:*
*إن الله تعالى لا يختار لأنقى معاركه إلا أنقى جنوده، وإننا والله نغبطكم على هذا الاصطفاء؛* *وإن الله تعالى تأذَّن أن يبعث على أحفاد القردة عبادا له يسومونهم سوء العذاب،* *فكنتم عباده الذين اختارهم؛* *وإن النبي ﷺ أخبرنا أن خير الرباط رباط عسقلان،* *وقد رأينا الكتائب تجتاحها!*
*يكفيكم والله شرفا أن تكونوا تفسير الآيات في المصحف،* *وموعود النبي ﷺ في كتب الحديث،* *فنتقوّى ونزداد إيمانا على إيماننا* *أن هذا الدين حقٌّ،* *وأنه لا غالب إلا الله، وأنتم أهله وصفوته،* *وإنكم لغالبون بإذنه.*
*يا تيجان الرؤوس:*
*نعلم أنكم نهاية المطاف بشر،*
*وأن الحرب موجعة، والقصف أليم،* *والتهجير مضنٍ، وفقد الأحبة غربة!*
*ولكن الله لا يضع ثمارا على غصن لا يستطع حملها، وإنه سبحانه يُكلِّف بالممكن لا بالمستحيل، وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون..* *وقد مضت سُنَّة الله في الصراع بين الحقِ والباطل أنّه لا تمكينَ بلا امتحان، ولا أمنَ إلا ويسبقه فزع!*
*في غزوة الخندق بلغت قلوب الصحابة الحناجر؛* *فالأحزاب من الخارج، واليهود والمنافقون من الداخل، وقد راهنوا جميعا أنها أيام الإسلام الأخيرة!.* *وبعد عشر سنوات من غزوة الخندق كان الصحابة يدكُّون إمبراطوريتي الروم والفرس!*
*وإنكم اليوم تُعبِّدون الطريق إلى المسجد الأقصى، فوالله ما هي إلا سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلا ونحن نصلي في المسجد الأقصى، محرَّرا بفضل الله ثم بفضل جهادكم وثباتكم!*
*يا تيجان الرؤوس:*
*لستم وحدكم، وإن بدا المشهد كذلك.. من ورائكم أُمّة تغلي، ومارد محبوس في قمقمه دبَّتْ فيه الروح،* *وأحيته مشاعر العِزّة وشوَّقته إلى زمن الفتوحات،* *ولَيُغيّرنَّ الله الحال إلى حال أخرى بإذنه وكرمه!*
*فإن خذلتكم الجيوش فقد أكبرتكم الشعوب، وإن لم تساندكم الطائرات فقد ظللتكم الدّعوات.*
*ثمّ ألستم الظاهرين على الحقِّ في بيت المقدس وأكنافه؟.* *ألستم الموعودين بالخذلان من قبل أن تُولَدوا،* *ولكنكم المبشَّرون بالثبات حتى يأتيكم أمر الله وأنتم كذلك؟!*
*طبتم، وطاب جهادُكم، وقبلاتي لأقدامكم قبل رؤوسكم.. والسلام!*
*أدهم شرقاوي / مدونة العرب*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق