الخميس، 4 مايو 2023

المنطقة العربية والمشروع السوري في الحرب القادمة

 

المنطقة العربية والمشروع السوري في الحرب القادمة

في هذه الأيام شاعت فكرة أن روسيا سلمت ملف القضية السورية الى جامعة الدول العربية لأنها بحاجة للتفرغ لحربها على اكرانيا وهذا يشكل فكرة إيجابية بتجاه حل القضية السورية وعودة المهجرين اليها ، والبدء بأعمار سورية ولكن من خلال نظرة في التحليل العلمي للسياسة نجد الاتي:

من خلال احداث اليوم بالنسبة لإيران: حيث استولى الحرس الثوري الإيراني على ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي ، وهو حادث تقوم به طهران بشكل متكرر مقابل تصاعد التوترات الغربية ضدها بشأن برنامجها النووي .

وصول الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" إلى دمشق للقاء بشار الأسد في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011. ويرافقه وفد وزاري سياسي واقتصادي كبير على رأسه وزير الخارجية لتوقيع عدد من الاتفاقيات لضمان السيطرة الكلية على سورية.

ومحاولة إعلان اغتيال للرئيس بوتين بهجوم بطائرات مفخخة أوكرانية استهدفت مبنى الكرملين خلال الليل وهى ضربة سيادية كما صرح الكرملين وتستدعي الرد المباشر حتى باستخدام السلاح النووي وأوكرانيا تنفي أي علاقة لها بالضربة!

وكما قامت الرئاسية الروسية بتوزيع بعض التعليمات المفاجئة، مثل: لا "تقللوا من شأن" الهجوم المضاد الوشيك لأوكرانيا، ولا تنشروا أفكاراً يُفهم منها أن كييف "لم تحسن الاستعداد" لشنِّ هذا الهجوم، يفهم منه الاستعداد لحرب كبيرة واستخدام أسلحة الدمار الشامل.

وبسبب هذه الاحداث وما سبقها وهى كثيرة ناقش وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، يوم الأربعاء، نتائج اجتماع عمان التشاوري حول سوريا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث رحب لافروف بمخرجات الاجتماع و"التحرك العربي للتوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية".

وأكد للافروف على "أهمية المسار العربي الذي أطلقه الاجتماع للعمل على حل الأزمة السورية ومعالجة تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية، وتأكيد وزير الخارجية الأردني على "أهمية التعاون مع روسيا ودورها الرئيس في جهود حل الأزمة ومعالجة جميع نتائجها على سورية وعلى المنطقة"، وهذا لا يعني تخلي روسيا عن الملف السوري ، أو تكليف أية جهه لحله .

من خلال ما سبق نجد هناك اصطفاف عالمي ودولي يهدف لتقسيم العالم لحلف شرقي بزعامة روسيا وتحالفها من الصين وايران ومحاولة كسب الهند التي ترفض ان تعمل مع عدوها التاريخي الصين ومساعدة سوريا والمليشيات في المنطقة العربية والعراق وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا .

والمعسكر الغربي الذي يضم أوروبا وحلف الشمال الأطلسي وامريكا وكندا وكوريا الجنوبية والتايون وأستراليا بالإضافة لليابان وإسرائيل .

والاصطفاف الاخر التي تعمل عليه الدول العربية مع دول عدم الانحياز حيث تسعى لتقف موقفاً حياديا تجاه هذه الازمة الدولية والتي ستكون نتيجتها الحرب العالمية الثالثة والتي بدأت تظهر معالمها وأصبحت اقرب للاندلاع في فصل الصيف وشرارتها بدأت بإعلان روسيا محاولة اغتيال بوتن .

حيث صرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف بأن الرئيس الأمريكي، بعد ترشحه لولاية رئاسية ثانية، يمكن أن يشعل شرارة الحرب العالمية الثالثة بلا وعي حيث قال : "العجوز بايدن: يخلط بين الأسماء والأعلام والتواريخ ويتوه في مكتبه. ويحتفظ بوثائق سرية في مرآب منزله الشخصي.وأنفق أكثر من 100 مليار دولار على بلد منهار لا يعرفه الأمريكيون العاديون.ويعلق كل المشكلات الاقتصادية للولايات المتحدة على شماعة مكائد روسيا.

وحالة بدء الحرب بإعلان اغتيال سياسي جرت في الحرب العالمية الأولى اغتيال ولى عهد النمسا الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند وزوجته أثناء زيارتهما لمدينة سرايفو عاصمة "البوسنة والهرسك"، فكانت السبب المباشر، لاندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، والتى راح ضحيتها حوالي 37 مليون شخص ما بين قتيل ومصاب.

ويحاول العرب وخاصة دول الخليج المحافظة على ثرواتهم من خلال الوقوف على الحياد من أي حرب قادمة فتم التواصل مع ايران وتوقيع اتفاقيات اقتصادية وعدم اعتداء ، وتم عقد اتفاقيات بين مجلس التعاون الخليجي والصين لضمان عدم زجها في صراع قادم وكذلك مع الروس من خلال التقرب اليهم وتأييدهم في مجال بيع النفط وعدم الوقوف مع انهيار أسعار النفط عالميا ، حتى تقربت من إسرائيل لتمنعها من استعمال الأجواء الخليجية في معركة النووي الايراني.

وحتى تضمن دول الخليج عدم انتقال المعركة الى ارضها كان لابد لها من عودة سورية الى الحضن العربي لان الحرب القادمة ستكون في سورية حيث قوات التحالف الدولية في منطقة الجزيرة والقوات المناهضة لها روسيا وايران في الساحل السوري والبادية والجنوب .

فكانت فكرة وزير الخارجية الأردني منع اندلاع الحرب القادمة من الأرض العربية لأنها ستكون مدمرة وستطال كل دول الشرق الأوسط  ، وهذه الحرب ستكون مفيدة للروس ولايران وللدول الغربية لأنها ساحة صراع بعيدة عن دولهم ، حلبة يتنافسون فيها دون أن تتعرض دولهم لخطر مباشر .

ولهذا لجأت الدول العربية لاستمالة سورية مرة ثانية تحت بند الحوار افضل من القطيعة والتواصل مع المؤثرين على أصحاب القرار في سورية ايران وروسيا ولكن هذه العودة لن تقبل بها ايران وحتى روسيا لان يبعد سورية الجيوسياسية المهمة في الحرب القادمة عن استخدامها ضد دول الحلف الغربي من جهة، ومن جهة أخرى يحتمل أن تقوم فيها دولة سنية وهذا يشكل عامل خطر على روسيا لأنها ممكن أن تخسر قواعدها العسكرية في سورية والامتيازات التي حصلت عليها، وعلى ايران لأنها تقضي على فكرة الهلال الشيعي ومحور التحالف اللبناني العراقي الإيراني .

الأفكار العربية والمحاولات الجارية لن تثمر عن حل يحافظ على وحدة سورية ولن تثمر عن جر سورية الى موقع الحياد في القضايا الدولية باتباع الطرق التقليدية في الحوار دون تقديم حلول جذرية للمشكلة وبرؤيا عربية خالصة. أو سيكون الحل بحرب طاحنة تعيد ترسيم الحدود وهذا ما تغشاه دول الخليج العربي .

اما اللاعب الأهم في المنطقة وهو إسرائيل في هذه المرحلة، حيث لعبت مراكز الأبحاث وطواقمها، من باحثين أكاديميين وسياسيين وعسكريين، ومؤتمراتها وندواتها، دورًا رئيسًا في وضع الإستراتيجيات والمخططات والسياسات الإسرائيلية لمواجهة التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية. فوضع رؤفين شيلواح، خبير العلاقات السرية مع الأقليّات، وخصوصًا الأكراد، مخططًا عُرف في ما بعد بـ “إستراتيجية الأطراف”، يقضي بتطوير علاقات إسرائيل مع الدول الأجنبية المحيطة بالدول العربية، كإيران وتركيا وأثيوبيا، لتهديد الدول العربية والضغط عليها وإبقاء بؤر الصراع قائمة بينها وبين الدول العربية، لإضعافها.

وتأكيدًا لأهمية قضية الأقليات، عقدت عدة من ندوات ومؤتمرات في مراكز البحوث والجامعات الإسرائيلية، مثل (الندوة التي نظمها مركز بار إيلان للأبحاث الإستراتيجية، التابع لجامعة بار إيلان الإسرائيلية في 22 أيار/ مايو 1992، بالتعاون مع مركز الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية الإسرائيلية ) ناقشت مخططات ومشاريع إسرائيلية لتنفيذها في الوطن العربي. وتمخضت عنها المواقف التالية:

1ـ ضرورة تقديم الدعم العسكري وعدم الاكتفاء بالدعم السياسي المعنوي للأقليّات، والبحث في أساليب دعم الأقليات في الأقطار العربية.

2ـ إن مصلحة إسرائيل تقتضي أن تتكرس تلك الصراعات وتتعمق، لأن تجزئة الوطن العربي تؤدي إلى إضعافه وتشتيت قواه، ما يؤدي إلى بقاء إسرائيل.

3ـ.  إن تفتيت الدول العربية الرئيسية يتطلب جهودًا عملية من جانب إسرائيل، لدعم الأقليات ماديًا وعدم الاكتفاء بالدعم المعنوي، وتأييد إسرائيل للنزعات الانفصالية والإثنية في الوطن العربي

4. الاتصال المباشر بتلك الجماعات، وحثها على الثورة والانفصال وإقامة كيانات مستقلة.

. 5الاستعانة ببعض الدول لتحقيق عدم الاستقرار في الدول التي توجد فيها الأقليات، والدفاع عن الأقليات التي تتعرض لاضطهاد عربي في المحافل الدولية.

في حالة سورية، وجدت إسرائيل أن استقرارها الأمني مرتبط بتقسيم سورية، لا ببقائها موحدة، وبرهن على ذلك الخبير الإستراتيجي الإسرائيلي، جيورا إيلاند، في بحث بعنوان “الاضطرابات في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل”، وقد نشره معهد الأمن القومي الإسرائيلي، ويؤكد فيه أن إسرائيل كانت لا تريد أن تؤثر على الأحداث في سورية بداية من اندلاعها، إلا أن ما يحدث أصبح يؤثر في إسرائيل. وأشار إلى أن هناك 4 سيناريوهات مستقبلية للأوضاع في سورية: الأوّل بقاء الأسد في السلطة، والسيناريو الثاني سقوط الأسد، ودخول سورية إلى فترة من عدم الاستقرار والصراع الداخلي، ما يفتح المجال لزيادة التأثير الإيراني في سورية، وتكوين جماعات مدعومة من إيران ضدّ إسرائيل. والسيناريو الثالث هو وصول التيار السني للحكم في سورية، وهو ما يعني زيادة التشدد الإسلامي ضد إسرائيل، بالرغم من أن التيّار السنّي سيكون فاقدًا للدعم الإيراني الشيعي. والسيناريو الرابع هو إقامة حكم ديمقراطي في سورية مؤيد للدول الغربية، وفي هذه الحالة، من الممكن أن تضغط الدول الغربية على إسرائيل لقبول الدخول في مفاوضات للتنازل عن هضبة الجولان.

يلاحظ أن بعض الباحثين والمؤرخين والمستشرقين الإسرائيليين قدّموا دراسات وتحليلات خطيرة، تتعلق بمشروع تقسيم سورية، ومنم غاي بيخور (مستشرق) الذي ذكر أن قليلين مَن يعرفون أنّ سورية ليست مجرد اختراع للانتداب الفرنسي، بل كانت تتشكل في بدايتها من ستّ دول أقيمت على أساس طائفي. وقد كانت هذه الدول مستقلة بكل معنى الكلمة: مع حكومات، عملة، طوابع، أعلام، عواصم وبداية جيوش. والآن، بدأ كل شيء يتفكك، على الأساس الطائفي ذاته، وكأنه لم تمرّ مئة سنة.

إن ترويج مختلف مراكز الأبحاث الإسرائيلية لمشروع تقسيم سورية لا يستهدف إقناع صناع القرار والرأي العام في إسرائيل بأهمية المشروع فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى الدفع نحو استثمار إسرائيل علاقتها الخاصة وشراكتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وعلاقاتها مع روسيا وتركيا والأردن، في سبيل تجسيد هذا المشروع بما يحقق مصالح هذه القوى الدولية والإقليمية.

وفي الختام يمكن القول أن المنطقة مقبلة على مرحلة خطيرة تبدأ بحرب إقليمية وتمدد الى حرب عالمية الثالثة ولكن تقليدية في استخدام الأسلحة وتنتهي برسم حدود سياسية جديدة للمنطقة العربية لصالح الدول المتحاربة لكلا الطرفين وتوزع الثروات العربية بين هذه الدول المتصارعة، والقضاء على فكرة الدولة السنية أو المذهب السني بشكل نهائي كما اكد ذلك وزير خارجية روسيا تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن المخاوف من ضغوط في المنطقة لإقامة نظام سني في حال سقط النظام السوري الحالي برئاسة بشار الأسد

ويرى عبد العالي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أن تصريحات وزير الخارجية الروسي تحاول تبرير تمسك روسيا بنظام بشار الأسد، قائلا إنه «بالنسبة للروس يعتبر نظام الأسد آخر معقل استراتيجي لهم في العالم العربي وفي المنطقة، ويبدو أنهم غير مستعدين للتخلي عنه».

على العرب دراسة الواقع بنظرة استشرافية بعيدة المدى والعمل على تكوين قوة عسكرية قادرة على فرض وجدها وحماية نفسها وحل القضية السورية بأسرع وقت ممكن مع لبنان والعراق وضمهم الى المشروع العربي باي وسيلة ممكنة والوقوف على الحياد في الحرب القادمة مهما كانت النتائج خيرا من الوقوف لجانب طرف من اطراف النزاع فنخسر الوطن كله .

هذه طريقة علمية للتحليل السياسي ولكن عالم الغيب والاقدار هو في يد الله عز وجل ولا يعلمه إلا هو .

مركز الدراسات الوطنية

محمد اللكود

 

.

 

 

هناك تعليق واحد:

  1. القضايا السياسية دائما لها وجهات نظر مختلفة ، لانها لا تقوم على اسس علمية

    ردحذف