الأربعاء، 31 مايو 2023

داعية الى الله من ريف درعا في سورية

 



 الشيخ موسى اللكود(1333-1424 هـ = 1914-2003

الشيخ موسى بن رشراش اللكود , العلامة الداعية: سوري من حوران / قرية الحارة (حارث الجولان) من أبرز رجالات التربية والوعظ والحديث في أواخر القرن العشرين 

تخرج في الأزهر (قسم الشريعة) وعاد الى مسقط رأسه واعظا ثم مدرسا في ثانوية البنين في درعا و في مدارس دمشق ومساجدها..
حفظ القرآن مبكرا , وكان يحفظ المعلقات العشر وله تفسير للقرآن الكريم عل أشرطة تسجيل , فسره على شكل حلقات في مسجد مخيم اليرموك بدمشق قرب مسكنه, وقد تشرفت بحضور بعض منها .
وقد لازم الشيخ حسن حبنـكة وصادق حبـنـكة حينا , وكانت تربطه صلات مودة ومشاركة في العمل الدعوي بالشيخ محمد راشد الحريري والشيخ عبد العزيز أبا زيد والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والدكتو مصطفى سعيد الخن ومصطفى البغا ونايف العباس في سوريا وبفضيلة الشيخ عبد الحميد عباس (السعودية) وهو من وجهاء مدينة قباء والمدينة المنورة .
والدكتور مانع سعيد العتيبه ( الامارات ) وشخصيات أخرى ..
عرف بدماثة الخلق وله أريحية خاصة في مجالسه وحلقاته يعرفها كل من عاصره , مات بدمشق 3/7 ودفن بالحارة,

أهم آثاره العلمية التفسير والمقامة القبقابية  وهي تحفة أدبية كتبها حين كان طالبا في الأزهر في الأربعينات , الى وزير المالية و عنونها بسوق الصيارف الكبير / شقة 3 في القاهرة المحروسة : وكان يتمثل ببيتين من الشعر ليسا من شعره , وانما هما لمصطفى الرافعي كما أظن :


يا من على البعد نذكره وينسانا لسوف تذكرنا يوما وننساكـــــا
ان الظلام الذي تجلوه يا قمـــــــــرا له ضياء , متى تدركه أخفاكا

 

وفيما يلي نسخة المقامة القبقابيّة المعدلة رحم الله قائلها سماحة العلامة الشيخ موسى اللكود :

 

 

المقامة القبقابيّـــة

سماحة الشيخ المرحوم موسى اللكود ، من ذكريات أيام الأزهر الشريف 1941 م

الى معالي وزير المالية المخضرم

الموضوع : طلب قبقاب ووتر برووف water proof بجلد خرووف.

تحيتان، عسكرية ومثلها مدنية، أولاهما بالرِّجْـل وثانيهما باليد… نقدم الأولى لمقامكم العالي ، والثانية لجنابكم الغالي ، وبعد :

نحن أهالي الشقة الغربية – سوق الصيارف الكبير – ذات الرقم 3 – قد جئنـــا بقضّنا وقضيضنا بعد أن حزمنا أمرنا وجمعنا كلمتنا ، طالبين بكلِّ دقة قبقابـــــاً يركبه أهل الشقّة .

ليس بالكبير البيّن ولا بالصغير الهيِّن ، عوان بين ذلك ليِّن

أعلاه مرتفع وأسفله متَّـسـع ، يحمده الأعمى إذا سار ولا يذمّــه البصير إذا غــار.

ناعم الملمس كالسجادة

طريّ الجلدة كاللبّـــادة

بالرِّجْــــل لطيف ، وبالوزن خفيف

لا يُسمع صوتُـهُ إنْ مُشي عليه ، ولا يتزحلق لابسه إذا ركن إليه .

يمتنع عن الجار عند طلبه، ويطأطئ طاعـةً لصاحبه .

يصلح عند الاغتسال في الحمام ، وللمطبخ وقت الطعام .

يكون للوضــوء مقبــولا ، وعند الطهارة مأمــولا

كرسي عند الاجتماع ، ووسادة للاضطجاع

خالٍ من المسامير النافرة ، والتجاعيد النَّـكِــرة

إذْ صُنع على على مهل وأمن من الزغــل

يصلح لكل ثائـــــــــــــــر ، ويعتد به كل زائر ، ويُهَدَّدُ به كلُّ جائر ، ويُصاد به كل طائر … حسام عند المشاجرة ، وترس وقت المنافرة .

نهشُّ به على الهرِّ إذا بدا ، وعلى اللصِّ لو عدا .

بارد وقت المصيف ، حارٌّ فيما بعد الخريف

عِـدَّة لمتسلق الجبال والأشجار وخشبة للتزلج على الثلوج في فصل الأمطــــــــار .

لا سبيل للسوس إلى خشبته ولا تتسرب العفونة إلى جلدته .

يُدَّخــر كنزا ومؤونة في الحياة، وإرثـــا بعد الوفــــــاة

وإنا لنرفع هذه العريضة الغراء، والمذيّلة بمئة إمضــــــاء

تعبر عن الشعور ، وما يجيش في الصدور

ولولا أخلاقكم السمحة ، وحاجتنا الملـحَّــــــــــــــة

ما رفعناها اليكم ، ولا تطفلنا عليكم..

فأجب سؤلنا وحوارنــا ، كي لا تشمت بنا جوارنــا ،

فعندهم القباقيب الكثيرة ، والأحذية الوفيرة ،

وإنا لنقدّر أن الطلب كبير ، وثمنه بالنسبة لماليتكم باهض كثير ،

ينزل عجزا بالميزانية ،،، وكأنه صفقة الأسلحة التشيكية !!!

ولكن ماذا نفعل والأرض كأخلاقكم باردة ليلاً لاذعــة نهارا ً ..

والحرارة تولد الرمد ، وهذا يورث الكمد ،

والبرودة تقوي البواسير المزمنة ، والدوزانتاريا الكامنة ، واالروماتيزما الآثمـة .

ونعاهدكم عند تلبية هذا المعروف، أننا سنحيطه بالعناية وننشر ثناءكم عند سكان البناية..

في النهار سوف نلبسه ، وفي الليل نتناوب كي نحرسه

ونعدكم بمنحه إجازة أسبوعية ، وعطلة صيفية .

ولا نستعمله أيام الجفاف ، حتى لا يُحْوِجــنــــا إلى إسكاف .

لأنَّ أكثر الصناع خونــة ، يتخابثون في سرِّ الصنعة والمهنــة .

وسوف تلهج ألسنتنا بذكركْ ، وأرجلنا بشكركْ

ويكون لك في كل خطوة حسنة ، ويُمحى عنكم بها سيِّئة

وسوف يكون عنوانا لأفضالكم ، ودليلا على حسن أعمالكم ،

إذ الهدايا على مقدار مهديـهــــأ ، والعطيّــة مرآة موليها ،

ولسوف ننحت على ظاهره رسمكم ، ونشيد على جنباته ذكركم واسمكم ،

ليكون سجلّا حافلا بتاريخكم العظيم ، وعملكم الجسيم ،

وإطـــارا ً خالدا لخيالكم الكريم

عشت يا وزيرنا الماجد في القبقاب الخالد

التوقيع

طلاب الأزهر الشريف لعام 1941 بمصر المحروسة

القاهرة – سوق الصيارف الكبير – شقة 3

· ملحوظة : كل ما جاء في اللون الأحمر فهو من تصرفي وتعديلي أنـــا العبد الفقير إلى الله تعالى :

 

د/ محمد فتحي راشد الحريري 

ابن أخي صاحب المقامة القبقابيّــــة العتيدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق