الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024

لا تنجح الثورة إذا أعتمدت على اعدائها

 (اذهبوا فأنتم الطلقاء)! علمانية الدراويش

د. يحيى الصلابي.


إذا كانت العلمانية تقتضي فصل أحكام الدين بعضها عن بعض

فهذا الشعار علماني يفصل 

هذا الشعار دروشة رفعها ثوار ليبيا. فأطلقوا سراح سيف القذافي ومحمود الورفلي وغيرهم من قادة الأجهزة الأمنية والقنوات الإعلامية. فلم تمض سنة حتى وظفوا الأموال المنهوبة والخبرات الأمنية والإعلامية فانقلبوا على الثورة. وقتلوا الدراويش في إعدامات ميدانية مصورة وألقوا جثثهم في المزابل. ولم يفرحوا بالخلاص من القذافي أولاده حتى نبت لهم حفتر بأولاده

وهذا هو الذي حصل في مصر تماماً. فلا فرق بين دراويش رابعة وغيرهم. ولا فرق بين فلول مبارك وأزلام القذافي. 

نعم قال النبي عليه الصلاة والسلام (اذهبوا فأنتم الطلقاء)

لكن هناك سؤالان 

1- هل قالها النبي عليه الصلاة والسلام وحدها؟ أم أمر معها بإهدار دم أكابر المجرمين وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة؟

2- هل يقاس الطلقاء من قادة قريش ورجالات العرب بطلقاؤكم من نفايات الإنسانية الذين كانوا يتضاحكون بإلقاء البراميل المتفجرة؟ هل في طلقاء قريش من اغتصب مسلمة وبنى سجونا للنساء والمعارضين كسجون صدنايا؟

هل في طلقاؤكم ذرة من مروءة ورجولة يعيدهم العفو والإحسان إلى الحق إلى مروءاتهم فيصبحوا أنصارا للإسلام كعكرمة بن أبي جهل؟

إن لجوء قوارين سوريا إلى الدول المجاورة يذكرنا بخروج النبلاء بعد الثورة الفرنسية إلى بروكسل وجنيف وغيرها ليعيدوا تشكيل ثورة مضادة يستردون بها نمط حياة الامتيازات لا يمكنهم أن يعتادوا على حياة المنفى واللجوء. 

 ولماذا نرجع إلى الماضي ونحن نرى هذا الدرس واقعا في ثورات الربيع العربي

التي تحالف على إجهاضها اللاجئون إلى دول الجوار مع الطلقاء في الداخل والخائفين على عروشهم في الخارج .

هناك ست أمارات ظاهرة تدل كل عاقل على حتمية اشتعال الثورة المضادة في سوريا:

على رأسها: علمانية الدراويش. 

2- الكيان الصهيوني الذي شعر بالأخطار وبدأ بخطوات احترازية منها قصف مخازن الذخائر والتقدم في الجبال السورية. ولا بد أن يستكمل هذه الخطوات لأنه لا تغني وحدها ولا تدفع مخاوفه.

3- مليارات قارون وجنوده التي جمعها رامي مخلوف وآل الأسد. 

و لا ينسى عاقل أن الملياردير رامي مخلوف كان قبل أيام يتبرع بمليار ليرة لسهل الحسن وجنوده. فهل سيدخر ملياراته الأخرى ويبخل بها على ثورة الانتقام المضادة؟

4- إنقاذ الأسد وإخلاؤه إلى روسيا مع عدم تنحيه سيبقى ورقة بيد روسيا تدعي بها شرعيته إن أمكن

5- خوف رعاة الثورات المضادة صار اليوم أعظم من خوفهم من نجاح الثورة قبل عشر سنوات.

لأن نجاح الثورة بعد كل هذا الصبر أخطر عليهم من نجاحها الذي نجحوا في إجهاضه. فهذا النجاح رسالة إلى الشعوب كلها أن نجاح الثورة حتمي وأن الله سيجيب دعوة المظلومين ولو بعد حين

6- كل قادة الطائفية والجيش وأجهزة المخابرات التي لا تعد ولا تحصى لم يسمها سوء بسقوط بشار.

وهؤلاء يعتبرون أنهم أمام معركة حياة أو استئصال وانتقام من أهالي المظلومين الموتورين وإن أمنتهم الثورة. ولا سبيل لنجاتهم إلا بنجاح ثورة مضادة.

وليس المطلوب هو الانتقام. بل الانتقام والاغتيالات هو العمل الرئيسي الذي تقوم به خلايا الأجهزة الأمنية النائمة لتخلق لعودتها شرعية جديدة ومطالبات شعبية. 

وهذا هو الذي حصل بعد سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات في بنغازي وتلقن الشعب شعارا نشرته منابر الإعلام الموجهة والمدعومة من الثورة المضادة (نريد جيش وشرطة) (لا للميليشيات) 

 فالمطلوب هو التحاكم القوانين الديمقراطية العادلة التي نفذتها أمريكا في العراق

وخلاصتها

 1- تشكيل المحاكم الجنائية.

2- اجتثاث البعث من أجهزة الدولة

3- حل الجيش والأجهزة الأمنية

 والعاقل من اتعظ بغيره

واتباع السنة لا يتحقق بشطر منها دون شطر.


بتصرف محمد اللكود


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق