الأحد، 29 ديسمبر 2024

احمد الشرع كيف تطورت مهاراته القيادية

 

أحمد الشرع (الجولاني).. القائد العام لإدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية

عاش احمد الشرع في مدينة دمشق في كنف عائلة ميسورة وبدأ دراسة الطب حتى توجه الى العراق لمساعدة أهلها في صد العدوان، وتعود أصول عائلته إلى الجولان السوري المحتل، وكان والده ذا توجه قومي عربي، وقد شارك في بعض الاحتجاجات ضد حكم البعث في سوريا فسجن على إثر ذلك مرات عدة في سوريا والأردن، فلجأ إلى العراق.

تعرف الشرع على هذا الفكر القومي منذ صغره ولكنه لم يكن متفقا فكريا مع والده، ومتفقاً معه بالنسبة للقضية الفالسطينية ووجود هذا التباين بين الابن ووالده دليل قوة واستقلالية في التفكير، حيث بدأ يفكر في "الدفاع عن الأمة التي كانت تتعرض للاضطهاد من قبل المحتلين والغزاة" وهو في سن الـ18، فنصحه شخص بالالتزام بالصلاة في المسجد وقراءة القرآن ودراسة تفسيره، والبحث عن كيفية الوصول إلى العدالة وتخفيف الظلم عن الناس.

حبه للتعلم بما يخدم توجهه الفكري دفعه للذهاب إلى حلب لحضور خطب الجمعة وكان ضمن أوائل الملبّين لنداء الفاع عن العراق، عمل مقاتلا مع تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي حتى قبضت الولايات المتحدة الأميركية عليه واودعته سجن أبو غريب، ثم سجن بوكا، ومن ثم سجن كروبر في مطار بغداد، ثم وضعه الحكومة العراقية في سجن التاجي، ومن هناك أطلق سراحه عام 2008، وكان مجموع فترة اعتقاله 5 سنين.

استطاع الجولاني  خلال سنوات سجنه الخمس من تكوين قاعدة جماهيرية، فقد أثّر في باقي المساجين، وبدأ بنشر "العقيدة الإسلامية الصحيحة" كما يقول، و"تصحيح مفاهيم مغلوطة حول الدفاع والجهاد"،.

استأنف الجولاني نشاطه بعد اطلاق سراحه مع ما كان يسمى "الدولة الإسلامية في العراق" التي تأسست في عام 2006 بقيادة أبو بكر البغدادي، وسرعان ما أصبح رئيسا لعملياتها في محافظة الموصل، مع بداية اندلاع الثورة السورية عام 2011، اتفق مع البغدادي أن يتولى هو مسؤولية سوريا، ويؤسس فيها فرعا للتنظيم، بهدف إسقاط نظام بشار الأسد المستبد،

ذهب إلى بلاده مع 6 أشخاص، وفي غضون عام استطاع حشد 5 آلاف مقاتل، واستطاع الانتشار في مساحة كبيرة في البلاد، وهذا مؤشر على قوة شخصيته وحنكته وقدرته في إدارة المجموعات وتوجيهها، فكان ينفذ عمليات نوعية لايستطيع احد تنفيذها.

رفض الشرع امر أبو بكر البغدادي -في 9 أبريل/نيسان 2013- إلغاء اسميْ "دولة العراق الإسلامية" و"جبهة النصرة" ودمج التنظيمين - في كيان جديد يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وقال حينئذ "نرفض الخلافة التي يعلنونها ونعتبرها غير شرعية لأنها أقيمت على أسس غير شرعية"، وبسبب سياسات التنظيم الخاطئة في إدارة الصراع وكيفية تعامله مع الأبرياء وقتلهم ، وفك ارتباطه بالقاعدة، وتغيير اسمه إلى "جبهة فتح الشام".

وقال الشرع: إن فك الارتباط "جاء تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي"، موضحا أن هذه الخطوة هدفت إلى تحقيق "العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين كل الناس، والتوحد مع الفصائل المعارضة لرصّ صفوف المجاهدين وتحرير أرض الشام والقضاء على النظام وأعوانه"، والسعي لخدمة المسلمين والوقوف على شؤونهم وتخفيف معاناتهم، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لعامة الناس".

ووضح فكره وأيديولوجيته في الاتي:

- "نحن لا نكفّر المسلمين، وبهذا خالف اكثر التنظيمات المتشددة وبعض عناصر تنظيمه.

- "لا نطمح للانفراد بصياغة مستقبل سوريا السياسي بعد سقوط النظام، ولا نريد أن ننفرد بقيادة المجتمع حتى ولو وصلنا إلى مرحلة تمكننا من ذلك،

- ستتولى اللجان الشرعية وأهل الحَل والعَقد وضع خطة لإدارة البلد وفق شرع الله تعالى لبسط الشورى والعدل".

- لا ندعم أي هجوم خارجي، سواء على الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا.

قيادته العمليات العسكرية في ردع العدوان

عيّن الجولاني قائدا عاما لإدارة العمليات العسكرية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني  2024،لقيادة عملية ردع العدوان،  وتمكنت فصائل المعارضة استرجاع إدلب وحلب وحماة، حتى دمشق وريفها والجنوب ،  دعا المقاتلين إلى "التحلي بأخلاق النصر والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكذا القيم الإنسانية".

وقال في بيان له "نحن اليوم نواصل الليل بالنهار من أجل سوريا، المستقبل لسوريا التي ستكون بإذن الله بلدا للعدالة والكرامة والحرية لكل السوريين".

 

 

الملخص

احمد الشرع من اسرة ميسورة الحال وتعلمه الطب وعلاقته السياسية المتعارضه مع والده ذا الاتجاهات القومية منحته فرصة كبيرة للتعرف على اتجاهات فكرية وعقائدية كثيرة، واندفاعه للتعلم ومتابعة الموضوع الديني دلالة على شغفه بحب المعرفة وتكوين اتجاه فكري سلم فقاده الى الإسلام . وخلال وجوده في تنظيم القاعدة ومن ثم سجنه لمدة خمس سنوات نضج تفكيره الأيديولوجي واكتسب مهارات القيادة وتوجيه الاخرين فاصبحت فكرة التخطيط والتنفيذ مكتملة عنده ، وهذا سبب مباشر بأنه استطاع ان يتجاوز عدد تنظيمه من ستة اشخاص الى الاف المؤيدين له ومن ثم بناء دولة مصغرة في مدينة ادلب بالرغم من كل الظروف القاسية.

رؤيته الواضحة وايمانه بقدرته على قيادة الصراع والنجاح بمشروعه دفعه لمخالفة الزرقاوي والظواهري ومجموعة من رفاقه وتحقيق أهدافه.

استطاع ان ينتقل من خطاب إسلامي متطرف إلى نوع من الاعتدال.

ودعا مقاتليه إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، وتم ذلك

أرسل "تطمينات" إلى المسيحيين وكل الاقليات بأنهم لن يتعرضوا للأذى ونجح في ذلك.

وجه رسالة بلغة دبلوماسية للسوداني يدعوه فيها إلى عدم التدخل في الشؤون السورية، "فهذه ثورة ضد نظام الأسد، وما نقوم به هو استرداد للحقوق، ونريد علاقات جيدة مع العراق وشعبه".

إعلانه حرية التعبير والعفو العام هو نابع عن ايمانه بصوابية  قراراته وقدرته على ضبط الأمور وهذا كان واضحاً من خلال دعوته للسوريين بالاحتفال بنصر الثورة فخرج الجميع الى الساحات بمنظر مهيب والتزام رائع .

الجمعة، 20 ديسمبر 2024

العلمانية لماذا الان في سوريا

 خرجت مظاهرة يوم أمس وسط دمشق لرفض الحكم بالإسلام وطلب الحكم العلماني، وقد تتبع الناشطون السوريون عدداً من دعاة هذه المظاهرة واستخرجوا مشاركاتهم القديمة في شبكات التواصل فإذْ بهم ممن كان يؤيد نظام الطاغية المجرم بشار الأسد.

وهؤلاء المتظاهرون الذين نزلوا بعد أيام من سقوط النظام، وقبل تحرير شرق البلاد من (قسد) وقبل استقرار الأوضاع: لا يهمهم محاسبة أزلام النظام المجرم، ولا أخذ حقوق المظلومين، ولا إطعام الجائعين، ولا مصلحة البلد، لا في الأمس ولا في اليوم ولا في المستقبل، بل همهم هو همّ المنافقين على مرّ الأزمان: "محاربة الدين وحَمَلَته والتمكين لأعدائه".


وهذه بعض الوقفات حول ما جرى:


1- لا تنشط هذه المظاهرات -عادة- في عالمنا العربي ضد الظلمة والمجرمين كبشار الأسد وأمثاله من المجرمين الذين تمتلئ سجونهم بالدعاة والمصلحين والمظلومين، بل تجد كثيرا من الداعين لهذه المظاهرات ممجدين لهؤلاء المجرمين وداعمين لهم، ولا تنشط مظاهراتهم إلا حين يقترب الإسلاميون من الحكم.


2- ورقة (العلمانية) و (الديمقراطية) و (الحرية والتنوع والمجتمع المدني) و (محاربة التشدد الديني) هي الورقة الرابحة التي يستعملها الغرب متى أرادوا التدخل في شؤوننا الداخلية، بل حتى بما هو أخصّ من ذلك، كالخمر والحجاب ونحو ذلك، كما رأينا في مقابلة BBC التي نُشرت يوم أمس، وكأنهم أوصياء علينا وعلى منطقتنا وأرضنا، وهم الذين تركوا الظالم يعيث في الأرض فسادا ويقتل مئات الآلاف ثم يأتون اليوم ليحملوا همّ أهل السكر والخنا، وهذا في الحقيقة يجب أن يستثير فينا الحمية الدينية ويجعلنا غير مخدوعين بهؤلاء المستعمرين الذين رأينا إنسانيتهم العظيمة في أحداث غزّة.


3- حين يصل أمثال هؤلاء المتظاهرين للحكم فإنهم  ينسون شعارات الحرية ومقتضيات العلمانية وينشطون في محاربة السياقات الإسلامية وقمعها كما هي العادة في العالم العربي منذ الخمسينات من القرن الماضي إلى اليوم، وهذه الشعارات هي أرخص شعارات تم تداولها في العصر الحديث لأنها دائما تستعمل كذرائع دون تطبيق.

ولم تشفع هذه الشعارات لبعض الإسلاميين المساكين الذين طبقوها بإخلاص وشفافية في بعض البلدان العربية بعد الربيع العربي، بل كانت عاقبتهم القتل والسجون وسلب الحقوق لمجرد كونهم إسلاميين حتى مع كونهم ديمقراطيين.


4- إذا كان بعض الذين دعوا إلى هذه المظاهرات من بقايا مؤيدي النظام السابق وكان أمرهم مفضوحاً فإن الإشكال يتجدد حين يتبنى هذه الشعارات لاحقا بعض أبناء الثورة السورية ممن تأثر بأطروحات بعض المفكرين العلمانيين، وقد يكون بعضهم من الإسلاميين، وقد يكون هذا نابعاً من جهل بالدين أو جهل بالعلمانية أو سوء فهم، وقد يكون ناتجاً عن نفاق، أو عن انهزامية وفقدان لروح العزّة التي لم تتحرر البلاد إلا بها. وهذا يُحتّم على أبناء الثورة الصادقين المحافظة على روح العزة والكرامة والاستقلالية، ويحتّم على الدعاة والمصلحين جهداً علميا واسعا وجهادا فكريا كبيرا. 

 

5- من أسباب نفور بعض المسلمين من قضية الحكم بالشريعة هو سوء تطبيق بعض الغلاة لها، وتسلطهم على الناس باسمها، والظن بأن الحكم بالشريعة يعني الظلم والعنف، وهذه مصيبة عظيمة في الوعي يجب تصحيحها ومعالجتها، والمتأمل في الواقع بصدق يجد أن مشكلتنا الكبرى في عالمنا العربي هي في الظلم والعدوان والتسلط على الناس وقمعهم وهذا كله من أبرز صور مخالفة الشريعة التي تأمر بالعدل والقسط.


6- يظن بعض الجهال أن المسلم مخير في قبول حكم الشريعة، وأن هناك نماذج متعددة في مرجعيات الحكم كلها سائغة، وأنه لا علاقة للدين بالسياسة، وهذا كله جهل كبير يجب محاربته، إذ إن المسلم مأمور أمراً مؤكدا بقبول حكم الله: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) بل لا يكون المرء مؤمنا إلا بذلك (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)

ولذلك فإنه -وبغض النظر عما سيؤول إليه الحال السياسي في البلد- يجب توعية الناس بخطورة هذه القضية وأن قبول حكم الإسلام فرض تكليفي لازم، وليس اختياريا، وهو متعلق بأساس الدين والإسلام، وأنه من أصول العبودية لله تعالى، بل هذا هو معنى كلمة (الإسلام) أصلاً؛ فالإسلام هو الاستسلام لله وأمره وشريعته.

ويجب أن يكون هذا خياراً شعبيا واضحا يعين أصحاب القرار على الإحالة على الشعب في الخطاب الإعلامي والسياسي في أنموذج الحكم.

7- كل الكلام السابق هو من جهة القبول والرضا الشخصي للحكم بالإسلام فهو واجب عيني على كل مسلم، أما من جهة إمكان التطبيق السياسي فهذا تكتنفه ظروف وتحديات هائلة تتطلب تدرجا في التطبيق وحكمة ومداراة للواقع الدولي -الذي لن يرضى عموما عن الحكم الجديد في سوريا حتى لو طبقوا العلمانية بحذافيرها مالم تكن هناك تبعية شمولية  حقيقية -غير صورية- وضمان تام لأمن الكيان الإسرائيلي- وهذا كله معلوم لكن المصيبة أن يكون الضغط ضد الشريعة من أبناء الداخل ممن يصطف مع هذا الضغط العالمي.


-- أحمد السيد

الأربعاء، 11 ديسمبر 2024

دراسة نقدية اولويات الثورة

 المنشور الذي كتبه الأستاذ محمد لكود  يحمل في طياته مزيجًا عميقًا من التأمل التاريخي، التحليل الواقعي، والربط بين التجارب الإسلامية المبكرة وأحداث العصر الحديث، مما يفتح المجال لمناقشة واسعة لا تقتصر على البعد التاريخي، بل تمتد إلى الجوانب السياسية، الاجتماعية، والفكرية.


قراءة النص في ضوء الفهم التاريخي والواقع المعاصر

النص يطرح إشكالية أساسية تتعلق بمدى صحة إسقاط المواقف النبوية، مثل موقف النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة حين قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، على سياقات تاريخية وسياسية مغايرة تمامًا. هل يمكن أن يتم عفو شامل في سياق ثورات الربيع العربي دون التمييز بين الأطراف المختلفة؟ النص يتساءل ويعترض على ذلك، مستشهدًا بمواقف لا تحتمل التسامح أو العفو، بسبب الفجوة الأخلاقية والإنسانية بين طلقاء مكة التاريخيين و"طلقاء" الأنظمة القمعية المعاصرة.


تحليل الخطاب التاريخي: هل كان العفو النبوي مطلقًا؟

الأستاذ محمد الكود يتناول بوضوح مسألة مهمة: هل العفو النبوي كان مطلقًا أم مشروطًا؟

النبي صلى الله عليه وسلم، رغم العفو العام الذي أعلنه في فتح مكة، إلا أنه أمر بقتل أشخاص بعينهم لجرائمهم التي تجاوزت الحدود الأخلاقية والإنسانية، كعبد الله بن خطل الذي أُهدر دمه رغم احتمائه بأستار الكعبة. هنا يبرز التساؤل: إذا كانت القيادة النبوية قد فرّقت بين العفو العام والمحاسبة للجرائم الكبرى، فكيف يمكن إسقاط هذا المبدأ على ثورات الربيع العربي التي واجهت أنظمة قمعية ارتكبت فظائع بحق الشعوب؟

فالعفو الذي مارسه النبي صلى الله عليه وسلم كان مدروسًا وهادفًا إلى إعادة بناء النسيج الاجتماعي والحفاظ على المصلحة العامة. أما في سياقنا الحديث، فإن العفو غير المشروط عن قادة الأنظمة القمعية كما حدث في بعض دول الربيع العربي أدى إلى نتائج عكسية، حيث استغل "الطلقاء" الجدد الحرية والموارد لشن ثورات مضادة.


"علمانية الدراويش": القراءة الأيديولوجية للموقف

النص يصف عفو الثورات العربية بأنه "علمانية الدراويش"، في إشارة إلى انفصالهم عن الواقع وعدم قدرتهم على قراءة العواقب السياسية. هذا المصطلح يحمل في طياته نقدًا لخطاب التسامح غير المشروط الذي قد يبدو مثاليًا ولكنه غير عملي في ظل الواقع السياسي المليء بالتعقيدات.

الدراويش، كما يوحي النص، هم أولئك الذين تغلبت عليهم عواطفهم دون أن يدركوا خطورة ترك قادة الأنظمة القمعية أحرارًا. هذا التوجه أدى إلى استغلال هؤلاء القادة للحرية الممنوحة لهم لإعادة ترتيب صفوفهم، واستخدام الموارد المنهوبة لشن هجمات مضادة ضد الثوار أنفسهم، كما حدث في ليبيا ومصر.


الربط بين الماضي والحاضر: درس من التاريخ

النص يستحضر أيضًا مثال النبلاء الفرنسيين الذين فروا أثناء الثورة الفرنسية وأعادوا تشكيل ثورة مضادة، في تشابه واضح مع قادة الأنظمة في سوريا ودول أخرى ممن استخدموا المنفى كقاعدة لإعادة النفوذ.

في السياق السوري، يشير النص إلى مجموعة من العوامل التي تدل على حتمية اشتعال الثورة المضادة، بدءًا من "علمانية الدراويش"، مرورًا بالتدخلات الخارجية (كالكيان الصهيوني)، ووصولًا إلى دور الأموال المنهوبة والقادة الطائفيين.


نقد القرارات الثورية: العفو مقابل المحاسبة

النص يقدم نقدًا واضحًا للقرارات التي اتخذتها الثورات، خاصة فيما يتعلق بالعفو غير المشروط. يرى الكاتب أن الثورة الحقيقية يجب أن تتبع نموذجًا أكثر صرامة، مستشهدًا بتجربة اجتثاث البعث في العراق، التي تضمنت محاكمات عادلة وحل الأجهزة الأمنية القمعية.

إن الإبقاء على قادة الأنظمة القمعية دون محاسبة يمنحهم فرصة لاستعادة نفوذهم، كما حدث في ليبيا حين أطلق الثوار سراح شخصيات بارزة مثل سيف القذافي ومحمود الورفلي، مما أدى لاحقًا إلى عمليات انتقامية وإعدامات ميدانية.


التوازن بين العدالة والانتقام

النص يميز بوضوح بين العدالة والانتقام. العدالة، كما يراها الكاتب، تتطلب محاسبة المجرمين وإبعادهم عن أي دور مستقبلي في النظام السياسي. أما الانتقام الأعمى، فهو يؤدي إلى حلقة مفرغة من العنف والثأر.


دروس من التجربة

أهمية المحاسبة الشاملة: العفو العام قد يبدو حلاً جذابًا على المدى القصير، لكنه يؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يكن مشروطًا بمحاسبة عادلة.


فهم الطبيعة البشرية والسياسية: الافتراض بأن القادة القمعيين سيتحولون إلى مؤيدين للثورة بمجرد منحهم العفو هو خطأ استراتيجي كبير.

الدروس من التاريخ: الثورة المضادة ليست ظاهرة جديدة، ويمكن التنبؤ بها من خلال دراسة التاريخ، سواء الثورة الفرنسية أو غيرها.


خاتمة

المنشور يقدم قراءة واعية وعميقة للواقع الثوري في العالم العربي، ويبرز أهمية التعامل مع القضايا المصيرية بميزان الحكمة والواقعية، بعيدًا عن العواطف المجردة. إن استلهام التجارب النبوية يجب أن يكون استلهامًا واعيًا يأخذ في الاعتبار السياق التاريخي والمعاصر، مع التركيز على تحقيق العدالة الشاملة التي تعيد بناء المجتمعات بدلاً من تمكين قوى الثورة المضادة.

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024

من امر الرسول الكريم بقتلهم

نعم أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دماء أشخاص بسبب جرائم خاصة وليس لأنهم من الكفار..
وإن أكثر هؤلاء أسلموا، وفيما يلي نذكر سبب إهدار دمهم:

1 - أما عبد الله بن أبي سرح فإنه كان أسلم ثم ارتد ولحق بمكة وصار يتكلم بكلام قبيح في حق النبي ﷺ فأهدر دمه ﷺ يوم الفتح، فلما علم بإهدار دمه لجأ إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أخا له في الرضاع فقال: يا أخي استأمن لي رسول الله ﷺ قبل أن يضرب عنقي، فغيبه عثمان رضي الله عنه حتى هدأ الناس واطمأنوا ثم أتى به إلى رسول الله ﷺ وصار يقول عثمان: يا رسول الله أمّنته فبايعته والنبي ﷺ يعرض عنه مرارا ثم قال نعم فبسط يده فبايعه وأسلم وحسن إسلامه.

وفي «السيرة الحلبية»: وإنما أمر ﷺ بقتل ابن أبي سرح لأنه كان أسلم قبل الفتح وكان يكتب لرسول الله ﷺ الوحي، وكان ﷺ إذا أملى عليه سميعا بصيرا كتب عليما حكيما، وإذا أملى عليه، عليما حكيما كتب غفورا رحيما، وكان يفعل هذه الخيانات حتى صدر عنه أنه قال: إن محمدا لا يعلم ما يقول، فلما ظهرت خيانته لم يستطع أن يقيم بالمدينة فارتد وهرب إلى مكة، وقيل: إنه لما كتب: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} (المؤمنون: 1)، إلى قوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ} (المؤمنون: 14)، تعجب من تفصيل خلق الإنسان فنطق بقوله فتبارك الله أحسن الخالقين قبل إملائه، فقال رسول الله ﷺ اكتب ذلك، هكذا أنزلت، فقال عبد الله: إن كان محمد نبيا يوحى إليه، فأنا نبي يوحى إليّ، فارتد ولحق بمكة، فقال لقريش: إني كنت أصرّف محمدا كيف شئت، كان يملي عليّ «عزيز حكيم» فأقول أو عليم حكيم، فيقول: نعم كل صواب، وكل ما أقوله يقول، اكتب هكذا نزلت.، الخ.

وأخطأ الأستاذ درمنجم في كتاب «حياة محمد» فقال: إن اسمه عبد الله بن سعد والصواب ما ذكرنا.

2 - عبد الله بن خطل: فإنه كان ممن قدم المدينة قبل الفتح وأسلم وكان اسمه «عبد العزى» فسماه النبي ﷺ عبد الله، وبعثه لأخذ الصدقة وأرسل معه طعاما ونام ثم استيقظ فلم يجده صنع له شيئا وهو نائم فعدا عليه فقتله ثم ارتد مشركا وكان شاعرا فجعل يهجو النبي ﷺ في شعره وكان له قينتان تغنيانه بهجاء رسول الله ﷺ فلما كان يوم فتح مكة ركب فرسه ولبس درعه وأخذ بيده قناة وصار يقسم لا يدخلها محمد عنوة، فلما رأى خيل المسلمين خاف وذهب إلى الكعبة وألقى سلاحه وتعلق بأستارها فوجده رسول الله عند طوافه وهو بهذه الحال فقال: اقتلوه فإن الكعبة لا تعيذ عاصيا ولا تمنع من إقامة حد واجب، فقتل واختلف فيمن قتله، فأما القينتان واسمهما فرتنا وقريبة فقتلت قريبة واستؤمن رسول الله لفرتنا فأمنها فأسلمت وعاشت إلى خلافة عثمان.

3 - عكرمة بن أبي جهل: أمر رسول الله ﷺ بقتله لأنه كان من أشد الناس على رسول الله ﷺ وكان أشد الناس على المسلمين ولما بلغه أن النبي ﷺ أهدر دمه هرب ليلقي نفسه في بئر أو يموت تائها في البلاد أو كما نقول الآن: هرب لينتحر غرقا أو جوعا، وكانت امرأته أم حكيم رضي الله عنها بنت عمة الحارث بن هشام رضي الله عنه أسلمت قبله فاستأمنت له رسول الله ﷺ فأمنه فقال هو آمن فخرجت في طلبه فأدركته فرجع معه وأسلم أمام رسول الله ﷺ وكان بعد ذلك من فضلاء الصحابة وخالد بن الوليد ابن عمه وقُتل عكرمة في اليرموك.

4 - الحويرث بن نُقَيد: أهدر دمه رسول الله ﷺ لأنه كان يعظم القول فيه ﷺ وينشد الهجاء فيه ويكثر أذاه وهو بمكة وكان قد شارك هبار بن الأسود في نخس جمل زينب بنت رسول الله ﷺ لما هاجرت من مكة، فقتله عليّ رضي الله عنه.

5 - مِقْيس بن صبابة: كان قد أسلم ثم أتى على أنصاري فقتله وكان الأنصاري قتل أخاه هشام بن صبابة خطأ في غزوة - ذي قرد - ظنه من العدو فجاء مقيس فأخذ الدية ثم قتل الأنصاري ثم ارتد ورجع إلى قريش فأهدر رسول الله دمه فقتله نميلة بن عبد الله الليثي، رجل من قومه.

6 - هبار بن الأسود، كان شديد الأذى للمسلمين، وكان عرض لزينب رضي الله عنها بنت رسول الله ﷺ حين هاجرت فنخس بها الجمل حين سقطت على صخرة وأسقطت جنينها ولم تزل مريضة حتى ماتت واشترك معه في النخس الحويرث بن نقيد الذي مرّ ذكره، وأهدر دم هبار بن الأسود يوم الفتح فهرب واختفى ثم جاء النبي ﷺ واعترف بذنبه وأسلم فعفا عنه ومنع المسلمين من سبه مع أنه كان سببا في وفاة ابنته.

7 - كعب بن زهير: كان شاعرا وكان يهجو النبي ﷺ بشعره، وكان يعير أخاه بجيرا لإسلامه فأهدر دمه فلما بلغه أنه ﷺ أمر بقتله خاف وخرج حتى قدم المدينة بعد رجوع النبي ﷺ من فتح مكة وأسلم أمامه وأنشد قصيدته المعروفة التي أولها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

وقال فيها:

إن الرسول لنور يستضاء به ** مهند من سيوف الله مسلول

فلما وصل إلى هذا البيت رمى عليه الصلاة والسلام إليه بردة كانت عليه وإن معاوية رضي الله عنه في زمن خلافته بذل له فيها عشرة آلاف درهم فقال: ما كنت لأؤثر بثوب رسول الله ﷺ الذي أعطانيه أحدا، فلما مات بعث معاوية إلى ورثته بعشرين ألفا فأخذها منهم وهي البردة التي كانت عند السلاطين، وكان الخلفاء يلبسونها في الأعياد، وقيل: إنها فقدت في وقعة التتار.

وقد كان كعب بن زهير من فحول الشعراء، وكذا أبوه زهير وأخوه بجير وابنه عقبة بن كعب وابن ابنه العوام بن عقبة.

8 - الحارث بن هشام: كان شديدا على النبي ﷺ وعلى المسلمين وابنه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.

9 - زهير بن أمية: كان أيضا شديدا في كفره، كالحارث بن هاشم فأهدر رسول الله دمهما يوم الفتح فهربا واختبآ في بيت أم هانىء بنت أبي طالب أخت عليّ رضي الله عنه فأجارتهما فأجاز ﷺ جوارها ثم جاءت بهما فأسلما وحسن إسلامهما.

10 - صفوان بن أمية: كان من أشد الناس عداوة وأذية لرسول الله والمسلمين، فأهدر رسول الله دمه فاختفى وأراد أن يلقي نفسه في البحر، فجاء ابن عمه عمير بن وهب الجمحي رضي الله عنه وقال: يا نبي الله إن صفوان سيد قومه وقد هرب ليقذف نفسه في البحر فأمنه فإنك أمَّنت الأحمر والأسود، فقال رسول الله: «أدرك ابن عمك فهو آمن»، فقال: أعطني آية يُعرف بها أمانك فإني قد طلبت منه العود فقال لا أعود معك إلا أن تأتيني بعلامة أعرفها فأعطاه ﷺ عمامته التي دخل بها مكة فلحقه بها وهو يريد أن يركب البحر فقال له صفوان: اغرب عني لا تكلمني، فقال: أي صفوان فداك أبي وأمي جئتك من عند أفضل الناس وأبرّ الناس وأحلم الناس وخير الناس وهو ابن عمك عزه عزك وشرفه شرفك وملكه ملكك، قال: إني أخافه على نفسي، قال: هو أحلم من ذلك وأكرم وأراه العمامة التي جاء بها فرجع معه حتى وقف على رسول الله فقال: إن هذا يزعم أنك أمنتني، قال: «صدق»، فقال: أمهلني بالخيار شهرين، فقال ﷺ «أنت بالخيار أربعة أشهر»، ولما أراد ﷺ الخروج إلى حرب هوازن استقرض منه أربعين ألف درهم، وطلب منه دروعا كانت عنده، فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: «لا ولكن عارية مرجوحة أو مضمونة»، ثم خرج مع النبي ﷺ حين خرج لحرب هوازن وهو على شركه فلما قسم رسول الله غنائم هوازن بحنين أعطاه مائة من الإبل ثم مائة ثم مائة ثم رآه ﷺ يرمق شعبا مملوءا نعما وشاء، فقال له ﷺ «يعجبك هذا؟» قال: نعم، قال: «هو لك وما فيه»، فقبض صفوان ما في الشعب وقال: إن الملوك لا تطيب نفوسها بمثل هذا، ما طابت نفس أحد قط بمثل هذا إلا نبي، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فأسلم وحسن إسلامه، وترك المدة التي كان طلبها.

11 - وحشي بن حرب: أهدر رسول الله دمه لأنه قتل حمزة رضي الله عنه يوم أُحد، وكانت الصحابة أحرص شيء على قتله، فلما فتحت مكة هرب إلى الطائف ولما خرج وفد الطائف ليسلموا ضاقت عليه المذاهب فخرج حتى قدم على رسول الله وشهد شهادة الحق ثم خرج وحشي مع مَن خرج لقتال أهل الردة في خلافة أبي بكر فقتل مسيلمة الكذاب بحربته التي قتل بها حمزة رضي الله عنه فكان يقول أرجو أن تكون هذه بتلك أي أن هذه تكفر تلك.

12، 13 - أما القينتان فقد تقدم ذكرهما.

14 - وأما سارة مولاة بني المطلب فقد أهدر رسول الله دمها لأنها كانت مغنية بمكة تغني بهجاء النبي ﷺ وقيل: هي التي كان معها كتاب حاطب بن أبي بلتعة وكانت قدمت المدينة تشكو الحاجة وتطلب الصلة فقال لها رسول الله ﷺ «ما كان في غنائك ما يغنيك؟» فقالت: إن قريشا قد قُتل من قُتل منهم ببدر تركوا الغناء فوصلها وأوقر لها بعيرا طعاما فرجعت إلى مكة وكان ابن خطل يلقي إليها هجاء رسول الله فتغنّي به فاختفت عند فتح مكة ثم استؤمن لها رسول الله فجاءته وأسلمت وحسن إسلامها، وعاشت إلى خلافة أبي بكر.

15 - هند بنت عتبة بن ربيعة زوج أبي سفيان وأم ابنه معاوية، أهدر دمها رسول الله لأنها مثّلت بعمه حمزة رضي الله عنه يوم أُحد ولاكت كبده، فلما كان يوم الفتح اختفت في بيت أبي سفيان زوجها ثم أسلمت، قيل: إن بين إسلامها وإسلام زوجها ليلة واحدة، وكانت هند امرأة ذات أنفة وعقل، حضرت قتال الروم يوم اليرموك مع أبي سفيان، وكانت تشجّع المسلمين وتحرّضهم على القتال مع بقية النسوة اللاتي كنّ معها.

من هذا يتبين أن عدد الذين أهدر دمهم رسول الله خمسة عشر، لم يقتل منهم إلا أربعة وأسلم الباقون، قال مستر موير: إن الذين قتلوا فعلا هم أربعة فقط، وقد اختفى عتبة ومعتب ابنا أبي لهب ثم أسلما واختفى أيضا سهيل بن عمرو وكان ابنه مسلما ثم أسلم بالجِعرانة.

وجاء في كتاب – تاريخ الأمم الإسلامية - للمرحوم الشيخ محمد الخضري بك ص 187 ما يأتي:

«وأمر حين دخوله مكة بقتل أفراد ذوي جرائم خاصة بهم فقتل أكثرهم»، وهذا ليس بصحيح فالذين قتلوا هم الأقلون لا الأكثرون.

لا تنجح الثورة إذا أعتمدت على اعدائها

 (اذهبوا فأنتم الطلقاء)! علمانية الدراويش

د. يحيى الصلابي.


إذا كانت العلمانية تقتضي فصل أحكام الدين بعضها عن بعض

فهذا الشعار علماني يفصل 

هذا الشعار دروشة رفعها ثوار ليبيا. فأطلقوا سراح سيف القذافي ومحمود الورفلي وغيرهم من قادة الأجهزة الأمنية والقنوات الإعلامية. فلم تمض سنة حتى وظفوا الأموال المنهوبة والخبرات الأمنية والإعلامية فانقلبوا على الثورة. وقتلوا الدراويش في إعدامات ميدانية مصورة وألقوا جثثهم في المزابل. ولم يفرحوا بالخلاص من القذافي أولاده حتى نبت لهم حفتر بأولاده

وهذا هو الذي حصل في مصر تماماً. فلا فرق بين دراويش رابعة وغيرهم. ولا فرق بين فلول مبارك وأزلام القذافي. 

نعم قال النبي عليه الصلاة والسلام (اذهبوا فأنتم الطلقاء)

لكن هناك سؤالان 

1- هل قالها النبي عليه الصلاة والسلام وحدها؟ أم أمر معها بإهدار دم أكابر المجرمين وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة؟

2- هل يقاس الطلقاء من قادة قريش ورجالات العرب بطلقاؤكم من نفايات الإنسانية الذين كانوا يتضاحكون بإلقاء البراميل المتفجرة؟ هل في طلقاء قريش من اغتصب مسلمة وبنى سجونا للنساء والمعارضين كسجون صدنايا؟

هل في طلقاؤكم ذرة من مروءة ورجولة يعيدهم العفو والإحسان إلى الحق إلى مروءاتهم فيصبحوا أنصارا للإسلام كعكرمة بن أبي جهل؟

إن لجوء قوارين سوريا إلى الدول المجاورة يذكرنا بخروج النبلاء بعد الثورة الفرنسية إلى بروكسل وجنيف وغيرها ليعيدوا تشكيل ثورة مضادة يستردون بها نمط حياة الامتيازات لا يمكنهم أن يعتادوا على حياة المنفى واللجوء. 

 ولماذا نرجع إلى الماضي ونحن نرى هذا الدرس واقعا في ثورات الربيع العربي

التي تحالف على إجهاضها اللاجئون إلى دول الجوار مع الطلقاء في الداخل والخائفين على عروشهم في الخارج .

هناك ست أمارات ظاهرة تدل كل عاقل على حتمية اشتعال الثورة المضادة في سوريا:

على رأسها: علمانية الدراويش. 

2- الكيان الصهيوني الذي شعر بالأخطار وبدأ بخطوات احترازية منها قصف مخازن الذخائر والتقدم في الجبال السورية. ولا بد أن يستكمل هذه الخطوات لأنه لا تغني وحدها ولا تدفع مخاوفه.

3- مليارات قارون وجنوده التي جمعها رامي مخلوف وآل الأسد. 

و لا ينسى عاقل أن الملياردير رامي مخلوف كان قبل أيام يتبرع بمليار ليرة لسهل الحسن وجنوده. فهل سيدخر ملياراته الأخرى ويبخل بها على ثورة الانتقام المضادة؟

4- إنقاذ الأسد وإخلاؤه إلى روسيا مع عدم تنحيه سيبقى ورقة بيد روسيا تدعي بها شرعيته إن أمكن

5- خوف رعاة الثورات المضادة صار اليوم أعظم من خوفهم من نجاح الثورة قبل عشر سنوات.

لأن نجاح الثورة بعد كل هذا الصبر أخطر عليهم من نجاحها الذي نجحوا في إجهاضه. فهذا النجاح رسالة إلى الشعوب كلها أن نجاح الثورة حتمي وأن الله سيجيب دعوة المظلومين ولو بعد حين

6- كل قادة الطائفية والجيش وأجهزة المخابرات التي لا تعد ولا تحصى لم يسمها سوء بسقوط بشار.

وهؤلاء يعتبرون أنهم أمام معركة حياة أو استئصال وانتقام من أهالي المظلومين الموتورين وإن أمنتهم الثورة. ولا سبيل لنجاتهم إلا بنجاح ثورة مضادة.

وليس المطلوب هو الانتقام. بل الانتقام والاغتيالات هو العمل الرئيسي الذي تقوم به خلايا الأجهزة الأمنية النائمة لتخلق لعودتها شرعية جديدة ومطالبات شعبية. 

وهذا هو الذي حصل بعد سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات في بنغازي وتلقن الشعب شعارا نشرته منابر الإعلام الموجهة والمدعومة من الثورة المضادة (نريد جيش وشرطة) (لا للميليشيات) 

 فالمطلوب هو التحاكم القوانين الديمقراطية العادلة التي نفذتها أمريكا في العراق

وخلاصتها

 1- تشكيل المحاكم الجنائية.

2- اجتثاث البعث من أجهزة الدولة

3- حل الجيش والأجهزة الأمنية

 والعاقل من اتعظ بغيره

واتباع السنة لا يتحقق بشطر منها دون شطر.


بتصرف محمد اللكود