نهتم بالقضايا التي تحمي القدس والمسجد الاقصى
نبين تاريخ العمارة فيه والاهداف السياسية للسيطرة علية
إعداد مناهج تعليمية وخاصة التربية الوطنية والدراسات التاريخية أو الاجتماعيات مشروع المركز الوطني للمعايير
تعتبر الرقية الشرعية وسيلة مقبولة ومؤثرة لطلب العلاج والاستشفاء من الأمراض، وهي معتمدة على القرآن الكريم والأذكار النبوية للعلاج من الأمراض الروحية والجسدية والحماية من الشرور والسحر والعين، وتعتبر الرقية الشرعية طريقة مباحة شرعًا، وتعتمد على قوة الإيمان والتوكل على الله.
والرقية مشروعة في أصلها بأمر النبي ﷺ وفعله، والأفضل للمسلم أن يرقي نفسه؛ كما كان النبي ﷺ يرقي نفسه، ففي الصحيحين عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله ﷺ إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها. وهذه الرقى الشرعية تتضمن آيات من القرآن الكريم وأدعية مأثورة عن النبي ﷺ.
من الآيات الطاردة للشياطين قوله تعالى في سورة البقرة: "واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر…"
الرقية الشرعية من القرآن الكريم هي مجموعة من الآيات التي وردت في كتاب الله، والتي ورد فيها جواز واستحباب الرقية بنية الشفاء، ومنها:
تلاوة سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين:
آيات سورة البقرة لطرد الشياطين: هذه الآيات تحصن الإنسان من السحر والحسد وتعالج منه أيضًا، وهي:
آيات من سورة آل عمران: في سورة آل عمران توجد آيات تستخدم ضمن الرقية الشرعية بنية طلب الحفظ والحماية، وهي:
آيات من سورة يونس: هناك آية في سورة يونس يجب أن تتضمنها الرقية الشرعية، وهي:
آيات من سورة الإسراء: وردت في سورة الإسراء آيات يمكن أن تتضمنها الرقية الشرعية، ومنها قوله تعالى:
كان من دعاء النبي ﷺ: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم
كان للنبي ﷺ أدعية مميزة جدًا تستخدم في الرقية الشرعية للتحصين والحفظ والحماية والشفاء أيضًا، ومن أبرز هذه الأدعية:
قال النبي ﷺ: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك
جائزة بشرط أن تكون بالقرآن الكريم، أو بالسنة النبوية، أو بأسماء الله الحسنى وصفاته، أو بالدعاء الشرعي، مع التوكل على الله، والأخذ بالأسباب، والاعتقاد بأن الله وحده الضار والنافع؛ قال النبي ﷺ: (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك)، وقبل البدء في الرقية الشرعية لا بد من:
يجب أن نحافظ على الرقية الشرعية من وقت لآخر، ففيها حفظ للإنسان من الشر والأذى بإذنه تعالى، وتساعد في الوقاية والعلاج من المرض الناتج عن الحسد وغيره
للرقية الشرعية فضل عظيم لذا أوصى النبي أمته بها، ومن أهم فضائلها:
ولذلك يجب أن نحافظ على الرقية الشرعيّة من وقت لآخر، ففيها حفظ للإنسان من الشر والأذى بإذنه تعالى، وتساعد في الوقاية والعلاج من المرض الناتج عن الحسد وغيره
زلزال في حياته وزلزال في مماته.. أسطورة السنوار
صور استشهاد يحيى السنوار (مواقع التواصل الاجتماعي)
رحل أبو إبراهيم في نهاية مشهدية أسطورية اتسمت بالجلال الفائق. وصار أول رئيس فلسطيني استشهد في معركة خاضها وجهًا لوجه في الخطوط الأمامية، وليس في عملية اغتيال.
كان يحيى السنوار في أكثر الأماكن خطورة في العالم، بشارع ابن سينا في حي السلطان غرب مدينة رفح، وهي المنطقة التي تم إخلاؤها منذ خمسة أشهر. لم يكن مختبئًا في الأنفاق ولا متنكرًا بين النازحين، كما ادعت الأبواق الإسرائيلية، وإنما كان في قلب الميدان مشتبكًا وسط المقاتلين، ليس محاطًا بالرهائن، أو بدرع بشري أو حتى بكتيبة حراس من جنوده.
بعد اشتباك مع قوات الاحتلال وإصابته بشظية، لجأ يحيى السنوار إلى أحد المنازل المهجورة شبه المحطمة ليستند إلى مقعد، وهو ينزف من ذراعه الأيمن، وبيده اليسرى ألقى على جنود الاحتلال قنبلتين يدويتين منعتاهم من التقدم خلفه داخل المنزل. فأرسلوا مسيرة تتبعه داخل المكان، وإذا به ينهرها بعصا التقطها من الأرض.
رأيناه مرتديًا زيّه العسكري، ملثمًا بالكوفية، وبين يديه بارود، وفوق صدره جعبة حرب، لا يحمل في جيبه سوى مسبحة وكتيب صغير للأذكار والأدعية و800 شيكل، ومسدسه الشهير الذي أخذه من ضابط إسرائيلي حاول التجسّس على حماس عام 2018.
بعدما حددت المسيرة الإسرائيلية مكانه، تلقى قذيفة أصابته في رأسه وقتلته. حدث كل ذلك بالصدفة البحتة، وليس جراء الرصد أو الاختراق، حتى الذين اشتبكوا معه كانوا ضمن عناصر في كتيبة للمشاة، وليسوا من القوات الخاصة.
ولم يكتشف الإسرائيليون حقيقته إلا بعد عدة ساعات، حين حاولوا التعرف على جثث القتلى، وعندئذ حدثت المفاجأة الكبرى ووجدوا أنفسهم أمام جثة الرجل المهيب الذي هزمهم وزلزل أقدامهم في طوفان الأقصى.
وحين تسرَّب الخبر وأحدث دويه المشهود في أرجاء العالم، حتى صدق فيه القول إنه كان زلزالًا في حياته وزلزالًا في مماته، تمّ ذلك بسرعة قبل أن تهرول سلطات الاحتلال إلى الدخول على الخط، وتحاول الإيحاء بأنها حققت إنجازًا وانتصارًا عسكريًا.
منذ ذلك الحين وقصته على كل لسان. رغم أن نَجمه بدأ يصعد عاليًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وبلغ ذلك الصعود ذروته في صورته الملحمية في لحظاته الأخيرة حين جلس بعد إصابته وراح يطارد المسيرة قبل أن يلقى حتفه.
وهي الصورة التي خلدت ثباته وأيقونيته، وأطلقت زلزالًا آخر يُحسب للرجل. لذلك لم يكن غريبًا أن تنتشر الصورة في أنحاء الدنيا وتجتاح منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثارت ردود أفعال جماعية وإعجابًا عارمًا دمّر التأثير النفسي الذي عوّلت عليه القيادة الإسرائيلية جراء استثمار اغتياله.
هذا الطوفان الثاني لم تتحمّله إسرائيل، فأشاعت عبر ترسانتها الإعلامية، ممثلة في كبرى الصحف الأميركية، سرديات خلاصتها أن إستراتيجيتها القتالية الفائقة هي التي أجبرت السنوار على الخروج من تحت الأرض لتتمكن من قتله.
وكما جاء مشهد السنوار الأخير بنتائج عكسية، لم تنجح تلك التقارير في تشويه صورته البطولية أمام جموع الداعمين للمقاومة، بل رسّخت بطولته عندما كشفت عن رفضه القاطع عرضًا قُدم له في أوّل شهور الحرب بمغادرة غزة إلى مصر.
في العالم العربي كان صدى قتله قويًا ومدهشًا. فقد سارع الأزهر الشريف إلى رثائه في بيان وجّهه إلى الأمة الإسلامية حيّا فيه "شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال"، كما نعتْه نقابتا الصحفيين، والمحامين المصريين.
وتحول اسمه على الفور إلى هتاف من كلمتين، صاغه الكاتب عارف حجاوي في عبارته الشهيرة "يا حيّا السنوار"، بينما انتشرت رسومات وصور تجسد مشهده الأخير، كما عبر عنها عشرات الفنانين والمبدعين، فقدّموه في تجليات من الثبات والكبرياء.
وتحولت إحدى الرسومات التي صوّرته ممسكًا بعصاه بجوار حنظلة ناجي العلي إلى إعلان صامت لآلاف الحسابات العربية التي اختارتها للتعبير عن تأثرها به ودعمها له. وتحولت العصا ذاتها إلى أيقونة يُضرب بها المثل في التعبير عن المقاومة.
وتداولت المواقع بيانًا أصدرته عائلة أبو طه، مالكة بيت رفح المهجور الذي سكنه أبو إبراهيم، (وقيل إنه سيُهدم جراء ذلك)، عبروا فيه عن افتخارهم بتواجده في بيتهم وبأن آخر عصا قاوم بها المحتل كانت من الدار. ولم تمضِ أيام حتى أُضيف إلى الأمثال العربية مثل يقول: "رميت بعصا السنوار"، ليدل على أنك أديت ما عليك بكل ما أوتيت من شجاعة وقوة، رافضًا الاستسلام.
ذلك غيض من فيض مشاعر الحفاوة والإكبار التي ما زالت تتردد في وسائط التعبير المختلفة في العالم العربي، إلى حدٍّ أعجز عن حصرها.
لكن ملاحظتي الأساسية – التي أرجو أن أكون مخطئًا فيها – أن تلك الحفاوة العربية كانت معبّرة عن حماس المجتمعات أكثر من تعبيرها عن توجّهات السلطات التي كان لبعضها، وليس كلها، مواقف سلبية إزاء المقاومة.
وهو ما عبّرت عنه منابرها الإعلامية طول الوقت للأسف. أبرزها على الإطلاق حدث بعد مقتل السنوار، عندما تبنّت إحدى تلك القنوات ذات الموقف تقريرًا بثته على شاشتها، اتهمت فيه قادة المقاومة بالإرهاب.
ولأنه كان صادمًا وفجًّا، فقد أثار موجة عالية من الاستياء والغضب من جانب الرأي العام العربي، وصل صداها إلى الجهات التنفيذية المعنية في الدولة الشقيقة. فتدخلت بسرعة وقامت بحذف التقرير، وأعلنت أنها أحالت المسؤولين عن إعداده للتحقيق. تلك خطوة مقدّرة لا ريب.
الجدير بالذكر في هذا الصدد، أن أغلب المعلومات عن المقاومة الفلسطينية التي تروّج لها الصحافة الغربية، والأميركية بوجه أخص، تعتمد على تسريبات من مصادر إسرائيلية. وبين أيدينا نماذج لا حصر لها من ذلك القبيل، يلحظها أي باحث، وكلها تؤدي دورها في التشهير بالمقاومة وشيطنة قيادتها وأهدافها.
ومما يؤسف له أن الصحف العربية والبرامج التلفزيونية، وفّرت مادة غزيرة من ذلك القبيل، تصف السنوار بأنه "رجل غزة الدموي"، بل وتطالب حركة حماس بالاعتذار عن 7 أكتوبر/ تشرين الأول، معتبرة العملية مشروع خراب استهدف المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لأنه كان رجلًا قليل الكلام، فإن السنوار آثر دائمًا أن يتحرك في الظل. وموقفه هذا فتح الأبواب واسعة لتصويره على غير حقيقته، ولأنه تولى مسؤولية أمن الحركة التي أوكلها إليه مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، فقد أتاح ذلك لناقديه أن ينسجوا من حوله قصصًا صورته باعتباره دمويًا ومغامرًا متطرفًا ورّط حماس والفلسطينيين في مسارات ومغامرات أسهمت فيما آلت إليه الأمور في وقت لاحق.
وذلك موضوع يطول الحديث فيه وتتعدد الاجتهادات. ولي مصدران أرجع إليهما في ذلك، هما: روايته التي كتبها خلال سنوات سجنه التي استمرت 22 عامًا، وسجل فيها رحلته وتجربته الشخصية والنضالية، والوثيقة التي أصدرتها حماس في مطلع العام الحالي، تحت عنوان: "هذه روايتنا – لماذا طوفان الأقصى؟".
في روايته، انتحل اسم "أحمد"، وحدثنا عن طفولته في المخيم الذي وُلد فيه مع جموع اللاجئين. ولأنه وُلد في 1962، فقد شاهد بعينيه الآثار المباشرة لهزيمة عام 1967 التي اضطر خلالها للاحتماء داخل حفرة تحت الأرض من غارات الاحتلال.
وهناك رسم معاناة أبناء المخيمات مثله في غزة، الذين قدّر لهم أن يصارعوا الحياة على جبهتين؛ إحداهما لمقاومة الفقر والإصرار على الاستمرار في الحياة، والثانية لمقاومة الظلم والذل الذي أنزله بهم الاحتلال.
وكانت التفاصيل التي أوردها بالحياة الشاقة التي لازمته منذ طفولته، شأنه شأن عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إلى أن توفرت له فرصة الالتحاق بالجامعة الإسلامية التي جذبته للانخراط في خلايا مقاومة الاحتلال. لاحظ من البداية حرص إسرائيل على غرس عملائها بين جموع الطلاب، فنبهه ذلك إلى أهمية البدء بتطهير صفوف المقاومين من العملاء. وذلك الهاجس الأمني لازمه وكبر معه طول الوقت حتى صار محورًا لدوره الذي ساهم في تحقيق عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
حُكم على السنوار بالسجن مدى الحياة وهو في السابعة والعشرين من عمره (خرج منه على مشارف الخمسين)، فمثّل ذلك تجربة صقلته ونقلته إلى طور آخر من النضج هيّأه ليصبح مشروع قائد كبير، اقترن لديه الحماس بالوعي العميق والمعرفة الواسعة والتصميم الأكيد. فدرس اللغة العبرية وتَمكّن منها حتى تابع إعلام العدو جيدًا، وركز على الكتابات السياسية الإسرائيلية، وترجم ثلاثة منها إلى العربية.
وإذ وجّه عنايته إلى ما صدر عن قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإنه لم يتوقف عن محاورة سجّانيه حول أوضاع السجن واحتمالات المستقبل، ونقل عنه أحد معالجيه – الطبيب وضابط المخابرات الإسرائيلي بوفان بليتون – قوله في عام 2004 إنهم في حماس سيكونون مستعدين للتوقيع على هدنة مع الحكومة الإسرائيلية لمدة 20 عامًا.
وطوال سنوات سجنه ظل شاغله الأكبر هو كيفية الاحتشاد للخلاص من الاحتلال، مثلما نقل عنه رفاقه عندما سألهم بعد إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011: "لماذا لم تستطيعوا تحرير فلسطين إلى الآن؟".
كشفت نتائج انتخابات حماس الداخلية في فبراير/ شباط 2017 تطورًا هامًا في حركة المقاومة، عندما اختارت السنوار مسؤولًا عن القيادة في غزة، فقدّم بذلك نموذجًا للجمع بين الخبرة السياسية والعسكرية. وحدث ذلك بعد مرور 10 سنوات من الحصار، تعرّض خلالها القطاع لثلاث حروب.
ولم يمرّ عام على انتخابه حتى بدأ في تحريك المسار، بحيث دفع بحركة "مسيرات العودة الكبرى" المدنية السلمية في 30 مارس/ آذار 2018، التي حاولت خلالها الجماهير الفلسطينية في القطاع الاحتجاج عند الحدود بين غزة وإسرائيل على استمرار الحصار، وإعادة إحياء الدعوة إلى حقّ العودة. وعندما لم تحقق هذه المسيرات التأثير المطلوب بعد عام، أعدّ عدته لعملية عسكرية لاختراق الحدود، ومخاطبة العدوّ باللغة الوحيدة التي يفهمها.
في الإجابة عن سؤال "لماذا الطوفان؟"، حددت حركة حماس أهدافها من عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في هدفين أساسيين: أسر جنود العدو ومقاتليه من أجل إطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ورفع الحصار المستمرّ منذ 17 عامًا.
وهذه المطالب عرضتها الوثيقة على خلفية مواجهة مخططات تهويد المسجد الأقصى، والسيطرة على الضفة الغربية وتهجير شعبها، وهو ما أثار السؤال التالي: "بعد أكثر من 75 عامًا من الاحتلال والمعاناة، وإفشال أي أمل بالتحرير والعودة، والنتائج الكارثية لمسار التسوية السلمية، ماذا كان يتوقع العالم من شعبنا أن يفعل؟".
هذا النصّ المهم لم يستوقف كثيرين – وأنا منهم – في غمرة الانبهار بما جرى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي تحدد في إطاره هذا وليس أكثر.
فالمؤيدون اعتبروه زلزالًا أيقظ أحلامهم في استعادة الوطن، وتفاؤلًا بالخلاص من الاحتلال وانتهاء عقود الذل والحصار. أما الإسرائيليون فقد جُنّ جنونهم، واعتبروه عارًا وتهديدًا وجوديًا لم يألفوه في تاريخهم (وهو كذلك)، حتى تصوروا أن الحل يكون بالانتقام وإبادة الفلسطينيين من الوجود حتى لا تتكرر الصدمة مرّة أخرى.
وخلال العام الذي جرى، أصبح العالم يتابع المشهد المتفجر على الهواء مباشرة غير مبالٍ بالدماء الغزيرة التي سالت أو جحيم الانتقام الإسرائيلي الذي شنته مع سبق الإصرار والترصد.
وكان مدهشًا أن الأمر التبس على كثيرين، بحيث طمست لديهم الخطوط والفواصل بين الجاني والضحية، وبين القاتل والقتيل
الكاتب فهمي هويدي
رواد للدراسات:
#إضاءة
إن ظهور عدد كبير من الدراسات والنظريات والمفاهيم التي تركز عليها وسائل الإعلام، يفضي للاعتراف بقدرة وسائل الإعلام على التأثير في مختلف مجالات الحياة العامة: في السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ساعة إستجابة .. من بعد عصر الجمعة حتى الغروب
اللهم مُنزلَ الكتاب مجريَ السحاب وهازمَ الأحزاب
يا من لا يُرد أمرك ولا يُهزم جندك يا ذا العظمة والسلطان يا من قصمت القياصرة وقَهرت الجبابرة
اللهّم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك
اللهّم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى و نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق
اللهّم أنزل بأسك ورجزك وغضبك على الصهاينة المحتلين ومن عاونهم وتأمر معهم وسكت عنهم
اللهّم سلّط عليهم جنداً من جندك يفرّق جمعهم ويشتّت شملهم ويقذف الرعب في قلوبهم والفزع في نفوسهم
إلهي ولا ترفع لهم راية، ولا تحقق لهم غاية وتجعلهم للعالمين عبرةً وآية
اللهّم اهزمهم وزلزل الأرض من تحتهم واجعل الدائرة السوء عليهم وأرِنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم أروك قدرتهم علينا فأرنا يا الله قدرتك عليهم
اللهّم هيّئ لإخواننا المجاهدين من أمرهم رشدا واجمعْ قلوبَهم وسدّد رميهم وقوِّ شوكتهم وشدّ عزيمتهم وكن لهم عونا ونصيرا
اللهّم اشف مريضهم واجبر كسيرهم وداو جريحهم وأطعم جائعهم وآوِ مشرديهم وتقبل شهداءهم وعجّل بفتحك نصرك المبين على من عاداك وعاداهم
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا وعافنا وارزقنا
اللهم أصلح لنا دينا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا ، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر
اللهم إنا نسألك الهُدى والتُقى والعفاف والغنى
االلهم إنا نعوذ بك من جَهْدِ البلاء ودَرَكِ الشقاء وسُوءِ القضاء وشماتة الأعداء
يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك واقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عاداك وعادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا
اللهم إنا نعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن والعجز والكسل والبُخل وضَلَعِ الدَّينِ وقَهْرِ الرجال
اللهم إنا نعوذ بك من شر ما عملنا ومن شر ما لم نعمل بعد
اللهم نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
اللهم إننا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لنا مغفرة من عندك، وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
اللهم إنا تسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم
اللهم إنا نسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك محمد ﷺ ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك محمد ﷺ
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ونسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا عدوا وحاسدا
اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما علمت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا علمت الوفاة خيرا لنا
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الرضا والغضب والقصد في الفقر والغنى، ونسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع والرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة
اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين
اللهم اغفر لنا خطايانا وعمدنا وجهلنا وهزلنا وكل ذلك عندنا
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير
اللهم إنا نعوذ بك من البخل، ونعوذ بك من الجبن ونعوذ بك من أن نُرَدَّ إلى أرذل العمر ونعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر
اللهم اهدنا وسددنا
اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عنا
اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجُبن والبخل والهَرَم وعذاب القبر
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يُستجاب لها
اللهم إنا نعوذ بك من شر أسماعنا ومن شر أبصارنا ومن شر السنتنا ومن شر قلوبنا
ربنا أعنا ولا تُعن علينا وانصُرنا ولا تنصُر علينا وامكُر لنا ولا تمكُر علينا واهدنا ويسِّر الهدى لنا وانصُرنا على من بغى علينا
رب اجعلنا لك شكَّارين لك ذكَّارين لك رهَّابين لك مِطواعين لك مُخبِتين إليك مُنِيبين
ربنا تقبَّل توبتنا واغسل حَوبَتِنا وأجب دعواتنا وثبِّت حُجَّتنا وسدِّد لساننا واهد قلوبنا واسلُل سخيمة صدورنا
اللهم إنا نعوذ بك من القِلَّة والفقر والذِّلة ونعوذ بك أن نظلم أو نُظلم
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين ، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمن سواك
اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت
اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار
ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب
﷽
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
المجموعات العسكرية المقاومة التي تعمل على تحرير فلسطين
١٦ مجموعة.. ما هي أبرز كتائب المقاومة المنتشرة في شمال الضفة الغربية وتواجه جيش الاحتلال؟
الحلم إنتهى
هذا ما جاء في إفتتاحية صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" بعنوان :الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم*
فهل تُصدِّق أن إفتتاحية أكبر جريدة إسرائيلية اليوم تقول الحقيقة عن الفلسطينيين وبأنّهُم شعب مِن أفضل شعوب الأرض الذين هبّوا للدِّفاع عن حقوقهم بعد خمسة وسبعين عاماً وكأنهم رَجُلٌ واحِد ؟
إليكم إفتتاحية "جريدة هآرتس" الإسرائيلية مُترجمة للعربية :
من أندر ما ينضح به الضمير الحي ، وأجمل ما تزهر به الحُرِّيّة الفكريّة ، وأجوَد ما يُثمِر بهامِش التّمكُّن إقرأ ماذا يقول الكاتب : أثناء الحرب على غزة وإطلاق صواريخ المقاومة علينا ، خسارتنا كل ثلاث أيام تتعدى 912 مليون دولار مِن طلعات الطائرات وثمن صواريخ الباتريوت وتزويد الٱليات بالوقود بالإضافة إلى إستهلاك الذخائر والصواريخ على كافة أنواعها ناهيك عن تعطل الحركة التجارية وهبوط البورصة وتوقُّف مُعظم المؤسّسات وأعمال البِناء وشلل تام في جميع مجالات الزراعة والصناعة والتجارة وموت الدواجن على أنواعها في المزارع بعشرات ملايين الدولارات وتعطُّل بعض المطارات وبعض خطوط القطارات وثمن إطعام الهاربين إلى الملاجئ ناهيك عن التدمير في البيوت والمحال التجارية والسيارات والمصانع بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية . فنحن نتعرض لحرب نحن مَن بدأها وأوقد نارها وأشعل فتيلها ولكننا لسنا مَن يُديرها ، وبالتّأكيد لسنا مَن ينهيها أما نهايتها ، فليست لمصلحتنا خاصة وأن المدن العربية في إسرائيل فاجأت الجميع بهذه الثّورة العارمة ضدنا ، بعد أن كنا نظُن أنهم فقدوا بوصلتهم الفلسطينية .
فهذا نذير شُؤُم على الدولة التي تأكّدَ سياسيوها أن حساباتهم كانت كُلها مغلوطة ، وسياساتهم كانت تحتاج لأُفُق أبعد مِمّا فكروا فيه .
أما الفلسطينيون ، فإنهم هم فعلاً أصحاب الأرض . ومَن غير أصحاب الأرض يدافع عنها بنفسه وماله وأولاده بهذه الشراسة وهذا الكبرياء والتحدي ؟
وأنا كيهودي , أتحدى أن تأتي دولة إسرائيل كلها بهذا الإنتماء وهذا التمسك والتجذُّر بالأرض . ولو أن شعبنا مستمسك بأرض فلسطين فعليا ، لما رأينا ما رأيناه مِن هجرة لليهود بهذه الأعداد الهائلة في المطارات وهم يسارعون للهجرة منذ أوّل بدئ الحرب بعد أن أذقنا الفلسطينيين ويلاتنا من قَتل وسِجن وحِصار وفصل وأغرقناهم بالمخدرات وغزونا أفكارهم بخُزعبلات تُبعدهم عن دينهم ، كالتحرُّر والإلحاد والشَّك بالإسلام والفساد والشذوذ الجنسي .
لكن الغريب في الأمر أن يكون أحدهم مُدمِن مخدرات ولكنّه يهُب دفاعاً عن أرضه وأقصاه وكأنه شيخ بعمامة وصوته يصهل : الله أكبر ، هذا إضافة الى أنهم يعلمون ما ينتظرهم مِن ذل وإهانة وإعتقال البعض وهم لم يتردّدوا يوما عن الذهاب لأداء الصلاة في المسجد الأقصى .
للمفارقة ، جيوش دول بكامل عِتادها لم تجرُؤ على ما فعلته المقاومة الفلسطينية في أيام معدودات بعد أن سقط القِناع عن الجندي الإسرائيلي الذي لا يُقهر وأصبح يُقتل ويُخطف .
وطالما أن تل أبيب ذاقت صواريخ المقاومة ، فمِن الأفضل أن نتخلّى عن حلمنا الزائف بإسرائيل الكبرى . ويجب أن تكون للفلسطينيين دولة جارة تسالمنا ونسالمها ، وهذا فقط يطيل عمر بقائنا على هذه الأرض بضع سنين أخرى . وأعتقد بأنه ولو بعد ألف عام ، هذا إن إستطعنا أن نستمر لعشرة أعوام قادمة من كدولة يهودية ، فلا بُد أن يأتي يوم ندفع فيه كل الفاتورة . فالفلسطيني سيبعث مِن جديد ومِن جديد ، وسيأتي هذه المرة راكباً فرسه متجهاً نحو "تل أبيب" .
،ّ.........
بالأمس عدت إلى بيتي متعباً منهكاً فقالت لي زوجتي هلَّا غيرت ثيابك وارتحت قليلا ريثما ينضج الطعام ....
وبالفعل ذهبت إلى غرفتي وغيرت ملابسي وتمددت على سريري واغمضت عيني !!!
ولم أفتح عينيَّ إلا على صوت المؤذن يؤذن لصلاة العصر، فخرجت من الغرفة متوجها إلى المطبخ فوجدت زوجتي منهمكة في إعداد المائدة.....
جلست إلى المائدة وسألتها ماذا طبختي لنا اليوم يا حبيبة القلب ؟؟؟
إلا أنها لم ترد !!! فعاودت السؤال مرة ثانية وثالثة فتفاجأت انها لم ترد .... فكانت دهشتي أسبق من غضبي !!!
إذ أنها المرة الأولى وعلى مدى عشرين عاماً من حياتي الزوجية أخاطب فيها زوجتي ولا تعيرني أي اهتمام.
التفت فإذا بابني يدخل المطبخ, فطلبت منه إحضار زجاجة ماء من الثلاجة, فكان جوابه مماثلا لجواب أمه, فازداد تعجبي منه ذلك الشاب الدمث الذي يُضرب به المثل في الأدب وحسن الخلق !!!
فهممت بالخروج من المطبخ فإذ بزوجتي تقول لأبني: اذهب وأيقظ أباك لتناول الغداء !!!! هنا بلغ مني الذهول مبلغا !!!
وبالفعل اتجه إبني إلى غرفتي ليوقظني ,,, فصرخت فيه بعلو صوتي أنا هنا, فلم يلتفت إليَّ ومضى مسرعاً وتركني غارقاً في ذهولي.
وبعد دقيقة أو يزيد عاد وقد ارتسم الرعب على وجهه فقالت له أمه : هل أيقظت أباك ؟؟؟
فتلعثم قليلا ثم قال: حاولت إيقاظه مرارا وتكرارا لكنه لم يجب !!! فازدادت دهشتي, ماذا يقول هذا الولد !!!
فدخلت زوجتي مسرعةً إلى الغرفة وخلفها الأولاد مذعورين فتبعتهم لأجدها تحاول إيقاظ شخص آخر في سريري يشبهني تماماً, ويلبس نفس ثيابي,,,,
وما إن يأست من إيقاظه حتى بدأت عيناها تغرورق بالدموع وبدأ أولادي في البكاء والنحيب ومناداة ذلك الرجل الملقى على فراشي والتعلق بثيابه أملا في الرد.
وأنا لا أصدق ما يجري حولي !!!
يا إلهي ما الذي يحدث ؟؟؟!!! من هذا الرجل الذي هو نسخة مني ؟؟؟!!! لماذا لا يسمعني أحد ؟؟؟!!! لماذا لا يراني أحد ؟؟؟!!!
خرج ابني مسرعا ليعود بعد قليل ومعه أبي وأمي وإخوتي وانهمر الجميع في البكاء وأمي تعانق ذلك الرجل النائم مكاني وتبكي بكاءا حارا، فذهبت إليها محاولا لمسها والحديث معها وإفهامها أني مازلت بجوارها إلا أنه حيل بيني وبين ما أردت....
فالتفت إلى أبي وإلى إخوتي محاولا إسماع صوتي ولكن دون جدوى !!!
ذهب إخوتي للإعداد للجنازة وخرَّ أبي على الكرسي يبكي وأنا في ذهول تام وإحباط شديد من هول ذلك الكابوس المزعج الذي أحاول الاستيقاظ منه.
جاء المغسل وبدأ في تغسيل ذاك الجسد الملقى على فراشي بمساعدة أبنائي ولفه بالكفن ووضعه في التابوت.
وتوافد الأصدقاء والأحباب إلى البيت والكل يعانق أبي المنهار ويعَزُّون إخوتي وأبنائي ويدعون لي بالرحمة ولهم بالصبر والسلوان.
ثم حملوا التابوت إلى المسجد ليصلُّوا عليه, وخلا المنزل إلا من النساء. فخرجت مسرعاً خلف الجنازة المتجهة إلى المسجد حيث اجتمع الجيران والأصدقاء واصطفوا خلف الإمام ليصلوا علي.
ووسط هذا الزحام الشديد وجدتني أخترق الصفوف بيسر وسهولة دون أن ألمس أحدا.
كبَّر الإمام التكبيرة الأولى وأنا أصرخ فيهم يا أهلي يا جيراني على من تصلون ؟؟؟!!!
أنا معكم ولكن لا تشعرون!!!
أناديكم ولكن لا تسمعون!!!
بين أيديكم ولكن لا تبصرون!!!
فلما استيئست منهم تركتهم يصلون وتوجهت إلى ذلك الصندوق وكشفت الغطاء أنظر إلى ذلك النائم فيه,,,
وما إن كشفت عن وجهه حتى فتح عينيه ونظر إليَّ وقال: الآن انتهى دوري ،،، أنا إلى الفناء أما أنت فإلى البقاء !!!
ثم قال لازمتك ما يزيد عن أربعين عاما واليوم مآلي
إلى التراب ومآلك إلى الحساب !!!
ولم أشعر بنفسي إلا وأنا ملقى في التابوت فاقدا السيطرة على كل شئ, أطرافي لم تعد تستيجب لي. لم أعد أرى شيئاً, لم أعد أقوى على الحراك, أحاول الكلام فلا أستطيع.
فقط أسمع تكبيرات الإمام ...
ثم غمغمات المشيعين ....
ثم صوت التراب ينهال عليّ ....َ
ثم قرع النعال مبتعدة ....
أدركت حينها أنها النهاية ....
ولربما البداية ....
بداية النهاية ....
هكذا بكل بساطة ودون مقدمات ؟؟؟؟!!!!!
مازال لدي الكثير من المواعيد,,,
مازال لدي الكثير من الأشغال,,,,
مازال لدي الكثير من الديون التي لم أسددها ولم أوص بسدادها,,,,
أين نقالي ؟؟؟
أريد أن أوصي بفعل خير لطالما أجلته,,,
أريد أن أنهى عن منكر لطالما رأيته,,,,
وشيئا فشيئا بدأت أختنق
ثم سمعتُ أصوات أقدام متجهة إليَّ,
يا ويلتى سيبدأ الحساب !!!
هذا ما كان يقال لي في الدنيا,,,,
لابد أنهما منكر ونكير في طريقهما إليَّ,,,
وبقيت أصرخ في قبري ,,,
رب ارجعونِ ,,,
رب ارجعونِ ,,,
رب ارجعونِ ,,,
لعلي,,, أعمل صالحا فيما تركت !!!
فلا أسمع صدى لدعائي سوى ,,,,,
كلا ،،، كلا ،،، كلا ،،،
ولازلت على هذه الحال حتي تدفق إلى مسامعي صوت رقيق يهمس في أذني : بابا, بابا, الغدا يا بابا....
ففتحت عينيَّ لأجد ابنتي وفلذة كبدي مبتسمة كعادتها في وجهي وهي تقول: " يلا يا بابا قبل الأكل ما يبرد"
احتضنتها بلهفة وقبلت جبينها ثم تركتها تذهب ....
وجلست في فراشي برهة وأنا أشعر بإرهاق شديد وأطرافي ترتعد وجسدي يتصبب عرقا ....
لأخاطب نفسي قائلا:
.... ها يا نفسُ قد عدتي ,,, فأريني أي صالحٍ ستعملين قبل أن يأتي يوم تسألين فيه الرجعى فلا يستجاب لكِ....
سارع بالخيرات بأعمال الصالحات وتزكر عندك أهل واصدقاء بسوريا .
#منقول
لعرف العشائري
في قضايا الدم
"لا دم عليه ورود"
القتل العمد
النفس البريئة مصانة في جميع الرسالات والديانات ولكن مَنْ يقوم بقتل هذه النفس عمداً فما عليه إلاّ أن يفدي نفسه أو يقوم بالرحيل ويوكل أُناساً للدفع عنه والقاتل عمداً مهدور دمه يجب إخراجه من المنطقة وأخذ عطوة وطيب من أهله أو دفع دية كاملة أو يقتل. وفي أول ثلاثة أيام يعتبر ما يقوم به أهل المغدور تحت الفراش من حرق أو سلب أو نهب أو تخريب ممتلكات أو نباتات حيث تسمى في العرف العشيري بأيام المهربات والمسربات لأن فيها فورة دم وتكون النفوس حامية.
وتبقى القضية معلقة وإن حصل منها طيب وصلح وفي حالة الأخذ بالثأر يكون قبراً بقبر أو طبشاً بطبش وهذه ترجع إلى قوة الطارد.
القتل شبه العمد
القتل هو قتل ولكن في حالة وقوع القتل شبه العمد أن يقوم الجاني بدفع قضايا العطوة كاملة وفي نهاية العطوة [الطيبة] يُؤخذ بالحسبان قضية القضاء والقدر ويكون المتسبب في القتل كالفاعل الحقيقي وحدثت مرة في إحدى القرى أن حارس ورشة بناء وجد أثناء مروره في الطريق إنساناً يفتح أحد الأبواب فأطلق عليه الرصاص وقتله، فدفع دية كاملة لأنه حوسب محاسبة القاتل الحقيقي، وإذا أطلق الرصاص من قبل الجنود أو الشرطة فعليهم دفع الدية المربعة حتى وإن أطلق إنسان الرصاص على جماعة من المهربين فعليه دفع دية كاملة لأن القتل قتل.
وقدر أصحاب العُرف العشيري أن الدية هي 40 ألف دينار أو 100 ناقه
إلاّ أن قتل شبه العمد يعامل معاملة القتل العمد وفيه دية مغلظة لان القتل قتل.
قتل الخطأ
أن قتل أيَّ إنسان عن طريق الخطأ يعتبر نفس قتل العمد ولو جاء المقتول على بيتك وقمت بقتله فعليك الدية لأن القتل قتل والنفس البشرية مصانة من القتل والعبث.
وأيَّ إنسان قُتل عن طريق الخطأ فله دية محمدية وهي 4250 غم عيار ذهب 24 قيراط أو تدفع 100 ناقة.و يؤخذ فيها عطوة.
قتل المظلولة "الدم المجهول أو الضائع"
يعتبر قتل عمد ويجب على المتهم أن يفدي نفسه. والمظلولة يطايب عليها دون اعتراف من المتهم خوفاً من المشاكل التي ستحصل في المستقبل.
وقد حصلت طوشه في إحدى القرى وعمت هذه الطوشه كل أهل البلد وقتل فيها أكثر من عشرين شخصاً، وكان من بين القتلى رجل من بني نعيم فدفعت أهل يطا مظلولة لأهل المقتول من قبل الطرفين المتخاصمين.
والمظلولة يجب فيها اليمين وفيها البشعة لأنها تهمة غير واضحة وغير مدعومة بالدلائل ويتم الفصل فيها إما بشهادة الشهود أو بالبراءة عن طريق اليمين أو بلحس النار.
وقد دفعت مظلولة قديماً 60 دينار أما الآن فيقدرها القاضي..
والمظلولة كانت تدفع في القتل المجهول الفاعل، فإذا كان القاتل مجهولاً، واتهمت الديرة التي وجد القتيل فلأهل القتيل طلب يمين رجل من أهل الديرة وإذا اتهمت عدة عشائر في القتل وأنكروا فعليهم اليمين وإذا أدت القسم كل العشائر ما عدا واحدة فإن التي تمتنع عن القسم تتحمل الدية، وإذا أدت القسم جميع العشائر تقسم الدية على الجميع حيث أنها مظلولة.
قتل الطفل
قتل الطفل لا يختلف عن قتل أية نفس صَغُرَت أم عظمت فالقتل قتل ويعتبر قتل الطفل قتل العمد وعلى الجاني أن يفدي نفسه.
فلا يُميز في قتل الطفل بين ذكر وأنثى ولا بين صغير وكبير ولا بين شاب وشيخ فالقتل قتل ولو كان عمر الطفل ساعة. ويجب له دية كاملة ولذا قيل الرَّجُل برجل والأنثى بأربعة رقابٍ.
قتل الجنين
يعامل قتل الجنين كقضية قتل وقد حدث مرة في إحدى القرى بأن قُتِلَ جنين فحضرت جاهة من عند الجاني وطلبت أخذ عطوة من أهل القتيل فوافق أهل الجنين (المقتول) ودُفِعتَ له دية كاملة. فالقتل هو قتل مهما كان ويعتبر قتل الجنين دم ولكن قد يُصبح فيه تخفيف إذ يدفع فيه عُشْرُ الدية أو غرة عبد [ تحرير رقبة ] ويُعاقب المتسبب في قتل الجنين كالفاعل ولو كان المتسبب في القتل طفلاً.
أما في حالة نزول الجنين [ الإجهاض ] عن طريق الخوف والرهبة غير المقصودة كمشاهده الحامل واقعة الاشتباك فتؤخذ عطوة ويلحقها الطيب.
قتل المرأة على يد زوجها
حدد العُرف العشيري أصول التعامل بين الزوج والزوجة وقد سمي هذا العرف [ عم النساء ] أي إنه هو الذي يُصدر الأحكام بين المرأة وزوجها، فالمرأة في بيت زوجها تعامل على أنها مخلوق له جميع الحقوق والامتيازات كما للرجل ولا يختلف قتل الزوجة عن جرائم القتل الأخرى فالقتل قتل.
إذا حدث وقتل زوج زوجته فيسمى هذا القتل بقتل العمد ولها دية كاملة ودية مغلظة، أما قتل الخطأ فله الدية الكاملة.
وحدث في إحدى القرى أن قام زوج بقتل زوجته عمداً فخرج القاتل من القرية ودفع دية مغلظة.
إذن فالمرأة إذا قتلت على يد زوجها يسمى هذا القتل بقتل العمد ولها دية كاملة أي يدفع الزوج 100 ناقة أما إذا حصل القتل بطريق الخطأ فيدفع دية الخطأ. وفيها الجاه والوجه.
قتل المرأة في طوشة
إذا خرجت المرأة في الطوشة وشاركت فيها كالرجل واستفحلت تسقط حصانتها وليس لها حق إذا قُتلت لأنها تقدمت بنفسها للساحة [ أي ساحة القتل ]، أما إذا قُتلت المرأة خطأً ولم تشترك في الطوشة فيدفع الجاني دية كاملة لأنه تسبب في قتل نفس بريئة.
اشتراك المرأة في الطوشة يُسقط حصانتها وهيبتها ولا حد للاعتداء عليها فإذا مزق أحد الناس ثوبها أثناء الطوشة فليس لها حق لأنها شريكة وتعامل معاملة الرجل أما إذا تم الاعتداء عليها في بيتها فيقص القاضي حقها وإذا شتمت المرأة الرجل ورد عليها الرجل بالسُباب والشتيمة فلا أثم عليه فالتعدي سواء بسواء ولكن إن رفع يده عليها وجب لها الحق.
قتل المرأة وهي تدافع عن نفسها
التعدي على حرية المرأة وحقوقها وكرامتها وعرضها من الأمور الصعبة التي شدد فيها العُرف العشيري فإن قام أحد الناس بقتل المرأة وهي تدافع عن نفسها فلها الدية الكاملة ودية مغلظة.
وإذا قُتلت المرأة خارج بيتها فديتها كدية الرجل أما إذا تم القتل داخل البيت وقام الجاني بالاعتداء على عرضها فلها أربع ديات وتعامل كصائحة الضحى.
وقد أجمع العُرف العشيري على أن أيّ اعتداء على حرية المرأة أو كرامتها أو عرضها يوجب تغريم الجاني، وإن حاول قتلها فيجب عليه الدية الكاملة لأن القوانين صعبة للغاية وتعامل معامله الصائحة.
غرة الدم- غرة الدية
هي البنت أو الأخت التي تؤخذ مقابل الدم وليس على الآخذ أية تكاليف فهي تعامل معاملة العبدة وإذا أنجبت رجلاً تحرر نفسها.
وغرة الدم عادة جاهلية وهي ملاذ آخر غير القتل والدية حيث يتم الاتفاق بتزويج رجل من أهل المقتول بفتاة من أهل القاتل يتم الحلول بها كالزوجة دون عقد قران حتى تنجب له صبياً ويبلغ سن الرشد عندها يؤخذ الصبي إلى الديوان [ ديوان مَنْ حلَّ بها ] وتُشهد الرجال على ابنها بأنه أصبح رجلاً يحل محل القتيل بعدها تكون حرة طليقة لتعود إلى أهلها أو تستمر مع ابنها وزوجها.
ولكن نادراً ما يحدث ذلك لأن الرجل الذي اتخذها غرة يعقد عليها خلال المدة أو في نهايتها وتصبح بالتالي زوجة شرعية كاملة له.
فغرة الدم : هي امرأة تقدم دية للقتيل إذا أنجبت رجلاً وبلغ سن الرشد يأخذها الرجل إلى فترة محدودة من الزمن لإنجاب بدل الضائع إلا أن هذه العادة قطعت في أيامنا هذه وألغيت، ويعلل العشيريون غرة الدم في القدم بأن العرب كانت تعتقد أن المصاهرة والنسب هما افضل وسيلة لإذابة الضغائن والأحقاد وإعادة الود والألفة والصفاء.
الدليخة
هي أن يقتل الجاني ضيفة أو صاحبه وينكره فلها أربع ديات أو أربع رقاب.
والدليخة قد تقتل في مكان آمن وتنقل إلى مكان آخر فان حصل ذلك فلها أربع رقاب.
إذا حدث وقدم رجل إلى بلد أو عشيرة أخرى وتعرض للاعتداء عليه أو على عرضه فيجب على المُعتدي أن يدفع ويغرم مضاعفاً. أما في حالة تشويه الجثة أو إخفاء معالمها بقصد عدم التعرف على المجني عليه فعلى الجاني أن يدفع أربع ديات مغلظة لأنه لا يجوز تشويه الجثة وما على الميت إلا تكريمه بدفن جثته وقد حرّم الإسلام تشويه الجثة.
القتل البوق
أن يقتل الإنسان إنساناً ما غدراً وبدون إساءة سابقة.
عندها يعامل معاملة الدليخة لأنها لون من ألوان الغدر وعلى الجاني أن يدفع دية أربع رقاب.
و إذا تم البوق في ديار أهل الجاني فيدفع الجاني أربع ديات مغلظة أما إذا حصل البُوق في ديار القتيل أو قريباً منها فعلى القاضي أن يُعد الخطوات ويقدرها وما على الجاني إلاّ الدفع.
وإن حصل وغاب الأهل عن البيت ولدى رجوعهم إليه وجدوا شخصاً غريباً في البيت وقاموا بقتله ظنا منهم أنه لص فعليهم الدية الكاملة.
وحدث في زمن قديم أن ذهب رجلاً من المخامرة إلى شرقي الأردن، وقتلهما جماعة من الكرك وشاءت الأقدار أن يأتي من أهل الكرك اثنان إلى بني نعيم وأخذوهما إلى بيت محمد شحادة أبو عرام فقال القاضي أبو عرام أنا لا آخذ دمًا بارداً وعليهم وجه أبو عرام من هنا إلى الكرك، وعاد الرجلان إلى بلدتهما الكرك وأخبرا الأهل بما حدث معهما فجمع أهل الكرك جاهة وقدموا إلى بيت القاضي وأخذوا عطوة وانتهت بالطيب ومنذ تلك الحادثة والقول المشهور معروف بين الناس عليهم وجه "أبو إعرام ".
القتل الدغمة
أجمع العُرف العشيري على أن الدغمة تعامل معاملة البُوق والدليخة ولها نفس الحكم في القتل والديات.
لكن هناك أمورٌ لا حقَّ فيها كالسفهاء والصعاليك الذين صدر بحقهم التشميس، ومن يقود الخصم على ابن عمه، والخائن والغدار.
فهؤلاء لا ضيافة ولا تقدير لهم، ولا يصاهرهم أحد وتوجب مقاطعتهم ومطاردتهم.
إذا أكل شخص ما طعام بيت فله حق الحماية، ولا يجوز الغدر بمن تناول زادك ولو كان قاتلاً في العرف العشيري، فبين الطرفين عيش وملح.
قتيل الملاعب :
أثناء اللعب في مباراة أو سباق الخيل إذا حصل صدام قتل فيه أحد المتباريين فإنه يعتبر قتيل ملاعب، تؤخذ عطوة شرف إرضاء للخواطر ولكن لا تؤخذ الدية بمسامحة أهل القتيل.
الدية وأنواعها ومقدارها
وهي مقدار من المال يدفعه الجاني للمجني عليه وهي 1000 مثقال ذهب وكل دينار يعادل 4.25 غم ذهب، فالدية تعادل إذن 4250 غم ذهب حسب الشرع.
والدية إذا كان القتل خطأ تُقدر ب 333 دينار ذهب، أما العمد فلم يوجد لها مقدار معين وليس لها إلاّ الجاه والوجه وتقدر على النحو التالي:
1. 33 جمل x 5 دنانير= 165 دينار
2. 33 x 3 دنانير = 99 دينار
3. 34 x 2 دينار= 68 دينار
فيكون المجموع 333 دينار
وتختلف الدية في الوقت الحاضر عما كانت عليه في القديم، ففي الوقت الحاضر يقدرون الدية المحمديه بما يعادل 38 ألف دينار أردني والعزب ديته تختلف عن المتزوج، فإذا كان المقتول متزوجاً ولم يُنجب تكون له دية تختلف عن الآخر المتزوج وله أولاد، ولا يحق للجاهة عند دفع الدية أن تقول هذا لله وهذا للرسول وهذا … الخ
وقد يأخذون في الدية من عشرة آلاف إلى 15 ألف دينار إلاّ أن الدية المحمدية في فلسطين قدرت ب 4250 غرام ذهب وتسّعر في حالة دفعها.
وقديماً كانت الدية تدفع على ثلاث مراحل، بين كل مرحلة وأخرى فترة زمنية تقدر بسنة من أجل تمكين الجاني من تحصيل الأموال ويكون مقدار الدية في السنة الثالثة حتى النهاية الثالثة [ 4250 ] غرام ذهب عيار 24 قيراط وفي كل مرة تؤخذ عطوة، فالعطوة الأولى 18 ذبيحة وتوابعها والعطوة الثانية 12 ذبيحة وتوابعها وفي الثالثة 6 ذبائح وتوابعها.
وفي الصلح 25 ذبيحة وتوابعها وتكون هذه للجاهة حيث ينهض أهل المجني عليه ويتفقدونها ويرجعونها مع الجاهة.
التشميس والبراءة
أثناء تردي الأخلاق والقيم يظهر إنسان عديم الأخلاق وشرس الطباع كثير المشاكل بحيث لا يرضى عنه قومه ولا يستطيعون زجره في هذه الحالة يتفق أهله وعشيرته على التبرؤ منه عشيرياً وقانونياً ويكتبون صكاً في ذلك ويشهدون عليه وجوه الحمائل والعشائر في الدولة والمحافظة والقرية والمدينة بعد تسديد ما عليه من ديون وغرامات. أما في الإسلام فلا توجد مثل هذه الحالة وإنما يتوجب عليه العقوبات الإسلامية الزاجرة حسب طبيعة الحالة.
وعلى هذا فالبراءة تكون في حالة وقوع شخص في أشياء غير محمودة من العشيرة ويكرر عمله الشائن فتقوم العشيرة بالتبرؤ منه وذلك بالكتابة في الصحف والإذاعات ووسائل الإعلام بعد أن تكون قد جمعت وجهاء العشائر في المنطقة وأشهدتها على صك البراءة بعد دفع ما عليه من ديون فيما يتعلق بدم أو حادث ولكن لا يسددون الديون الشخصية.
وقديماً كان يتم التشميس والبراءة بشهادة قضاة ومنشد دم.
لا يجوز البراءة من شخص بعد ارتكاب الجرم وفي عهد الاحتلال الإسرائيلي كانت العشيرة تتبرأ من الشخص الذي يشتبه بتعاونه معها أو تورطه في قضايا أمنية أخرى وتهدر دمه، فيصبح دمه مهدوراً والعشيرة غير مسؤولة عن تصرفاته عشيرياً أو قانونياً، فإذا قتل لا تدفع معه، وإذا قُتِل لا تطالب به، ولا يحق للشخص المشُمس أن يحضر اجتماعات العشيرة أو أفراحها أو أتراحها ولا يدفع في المعدود أو قرش الدم، وكان يعرف في الزمن الماضي بالصعلوك فهو مهدور الدم لا يطلب من عدوه ولا تطلب عشيرته بدمه ولا تأخذ بثأره.
اليمين بخمسة إقبال وإقناع
(لا خصص الله من دين الكاذب)
يقوم المجني عليه بانتقاء خمسة من أهل الجاني الذين يفترض أن يكونوا من أهل التقوى والصلاح كي أجل يحلفوا مع الجاني ويشهدوا على ذلك أمام مجموعة من الناس، يتوجب اليمين في حالات القتل والعرض والأرض فقط.
واليمين بخمسة يتوجب في حالة إنكار المتهم، بحيث يُطلب منه هذا اليمين حتى في التجارة التي تزيد عن 500 دينار. ويقسم اليمين أُناس ذوو سمعة طيبة يختارهم أهل المجني عليه. وتسقط ضرورة اليمين بخمسة في حال ثبوت التهمة.
وفي حالة القتل يشارك في القسم أفراد العائلة المشاركون في الدم. أما في قضايا العرض فعلى الجاني وخمسته ممن يجلسون معه على المائدة فقط لأن الدنس على مَنْ يعمله.
ويتم الحلف على قطعة الأرض المتنازع عليها أو عند المنبر في المسجد أو في مكان يُتفق عليه وغالباً عند المقامات ومزارات الأولياء والصالحين، وتتم مراسم اليمين بان يقوم شخص بعمل دائرة يخطها بشبريته أو بسيفه أو بعصا ويقول " أنا مأخذ سيف الله كفوً ".
يقف الشخص الأول في المقدمة والأربعة الآخرون خلفه، يلقنه صيغة اليمين ويزكى يمينه الآخرون بأنه يِحلف صادقاً وليس كاذباً.
وصيغ اليمين متعددة ومتنوعة منها " والله وسبع جمال محملات غلة، كل حبة تشخص وتقول والله لا شفت ولا رأيت ولا سمعت ولا آلي
( أعلم) ولا أدري … "
كثير من الناس يهاب اليمين، لأن اليمين ليس سبقة، واليمين قطاع الذراري وفي حالة رفض أي شخص الحلف تعتبر التهمة ثابتة ويتحمل تبعاتها كاملة.
الشروط الواجب توفرها في قسم اليمين بخمسة في حالات الدم هي:
ا- يحلف المتهم بالجريمة " العنَّاق أولاً ".
ب- في حالة عدم توفر الأدلة الكافية في التهمة الموجهة إليه يقسم ويردد خلفه أربعة أشخاص ويقولون صدق حالفنا في قوله تزكية ليمينه من أصحاب الأمانة في العشيرة وممن يدفع معه قرش الدم.
أما في حالات العرض فيكون الخمسة من الأشخاص أقرب الناس إليه من أولاده أو إخوانه ويستطيع أن يكمل الخمسة بإضافة جملة "لأن العيب على صاحبه".
أما الأرض فيقسم اليمين العنَّاق وأربعة ممن يعرفون حدود الأرض أو لديهم معلومات عنها. وفي حالة رفض أي شخص أداء القسم يتحمل العنّاق المسؤولية كاملة. وإذا ثبت بعد أداء القسم أنه كاذب يبطل القسم ويمتثل الجاني للحق العشيري ويدفع الحق مضاعفاً فلا خصص الله من يمين الكاذب.
أولا أنحس من يمين الكاذب.
البشعة
أسلوب ترضيه بناءً على طلب أهل الطارد "فلا دم عليه ورود ولا عرض عليه شهود ". ويتخصص بالبشعة في فلسطين رجالات بئر السبع ورفح وصحراء سيناء فيقوم المُبشِّع بإيقاد كومة من الحطب ويضع محمس القهوة على النار حتى يحمر، وبعد سماع شهادة الطرفين، المتهم وذوي المجني عليه، يطلب المبشِّع من المتهم أن يلحس النار من على وجهي المحمسة ويناوله بعد ذلك كوباً من الماء ليشرب، فإذا ظهرت آثار الحرق على لسانه (فقاقيع) ويقال في الدارج [ أن لسانه بقبش ] فيعتبر مذنباً ويُظهر لسانه للناس على أنه وغيت وليس متهماً فقط، وقد حدث أن تبشع في بئر السبع في عهد الانتداب لارتكابه جريمة قتل أحد سكان سعير وثبتت عليه التهمة ودفع الدية المحمدية.
أما من الناحية العلمية فالبشعة هي عملية سيكولوجية تقوم على الإيحاء ومهارة المبشِّع أو أن الشخص الخائف أو المذنب يجف حلقه ويرتبك ويخاف أثناء الإقدام على لحس النار ويعترف بالجريمة [ يكاد المريب يقول خذوني ]. أما البريء فيقدم بجرأة على لحس النار ولا يخاف منها فيعرف المبشِّع بأنه برئ ويعلن براءته. وحصل مرة في بئر السبع أن اتهم رجل زوجته في عرضها ورتمها فطلبت المبشِّع ولكنها اشترطت إذا كانت بريئة أن يطلقها زوجها فدخلت على الشق أو الديوان وهي تزغرد عدة مرات ولحس النار فعرف القاضي أنها بريئة وطلقها من زوجها وتزوجت من رجل آخر.
البشعة باتت مرفوضة من السلطات في الدول العربية وهي غير مقرة شرعاً أو قانوناً. وهي عادة أصبحت في حكم الزوال.
الجلاء-الترحيل
إخراج الجاني من المنطقة التي اقترف فيها الجرم، ويتم الجلاء في حالة القتل العمد وانتهاك العرض من أجل إبعاد الجاني عن العيون وخوفاً من الاحتكاكات المستقبلية " غيب عن العين تغيب عن الذهن ".
ويُعطى الجاني مدة ثلاثة أيام وثلث اليوم الرابع لإخلاء أهله وحلاله ( ماله من المواشي وغيرها ) كي يبتعد عن غريمه. وتعطى هذه المدة مكفولة من إحدى العشائر أو شيوخها للجلاء. وفي الآونة الأخيرة اتفقت العشائر في الضفة الغربية والأردن أن الساكن في المدن يُجلى من الحي إلى حي آخر، لأن له أملاكاً منقولة وغير منقولة وأولاده في المدارس. أما في القرى فيُجلى الجاني إلى قرية أخرى. ولكن العرف السائد أن يجلى من مدينة إلى مدينة تجنباً لوقوع الشر.
وقد حصلت قضية في إحدى قرى الخليل حيث أجلي الجاني إلى عقبة جبر بقرار إجماعي من الجاهة ورحل مع الجاني 250 شخص.
يقتصر الجلاء على أبناء الجد الرابع ممن يدفعون في قرش الدم المعدود.
مدة الجلاء سبع سنوات للجاني، أما عصبته وعاقلتهُ فينظَر في أمرها بعد سنة أو سنتين من الجلاء، لتعود إلى مكان سكنها وممتلكاتها.
وإذا كان دخيلاً أو طنيباً في العشيرة وتقرر جلاءها، لا يلحقه تكاليف ولكن يجلي معهم وينزل في مضاربهم. وفي الآونة الأخيرة أكثر العشائر لم تعد ترحل جميع العشيرة ما عدا خمسة الجاني -عصبة الجاني الدانية- حيث أن عطوة الدم تؤخذ ثلاثة أيام وثلث على جميع أفراد عشيرة الجاني ولكن أثناء تجديد العطوة بعد فورة الدم تؤخذ العطوة على خمسة الجاني.
الثـأر
" الدم ما يسوس وما يبلىء "
الثأر عادة جاهلية ألغاها الإسلام وتكون في حالة الدم وهتك العرض. وحال معرفة أهل القتيل بالواقعة يهب أهل القتيل مطالبين بدمه من أهل القاتل. حيث قال تعالى [ النفس بالنفس ] فالإسلام ألغى الثأر نهائياً لقوله تعالى [ ولا تزر وازرة وزر أُخرى … ]
إلاّ أن القتل العمد ليس له حدود ولا وقت. ولذا قيل في المثل الشعبي " الدم ما بسوِّس"، " وبشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حين"، ولا ينتهي طلب الثأر إلاّ بالصلح أو قبول الدية.
فالثأر هو قبر بقبر أو طبش بطبش وما أُخذ باليمين يرجع بالشمال ولذا قيل مَنْ استثار استجار.
والثأر مسموح في العرف العشيري حتى الجد الخامس. قتل القاتل مهما طال الأمر فالبدوي أخذ حقه بعد أربعين عاماً وقال : استعجلت.
وإذا لم يكن للمغدور سوى بنت، تزُوجها أمها على مهر الثأر فيصبح واجب الثأر على الزوج وعشيرته.
صواب العيار الناري
للتخويف وإطلاق نار للقتل
على العشيرة إيقاف أي من أفرادها عن تخويف الناس أو إطلاق الرصاص. فقد يصيب برصاصته إنساناً ويقتله وعندها يجب أن تُعلن العشيرة براءتها عن هذا الشخص وتؤخذ عطوة من أهل القتيل.
فإذا تبرأت العشيرة وشمست الجاني فقد يتكرم أهل القتيل ويقبلون العطوة وقد يسامحون العشيرة بذلك. أما الجاني فلا تسامح معه ويجب هدر دمه.
فكل من يُطلق الرصاص ويتسبب في جرح وقتل أيَّ إنسان يهدر دمه وتتبرأ العشيرة منه لأنهم شمسوه.
وإذا حصلت الإصابة النارية أثناء اللعب بالسلاح فيتكفل الجاني بقيمة الضرر. أما إذا كان قاصداً فعليه دفع الدية. وإذا كان عن طريق الخطأ فإن مات الشخص فعلى الجاني دفع الدية، وإن أصيب يتكفل الجاني بتكاليف العلاج والعطب.
الخيانة – العميل
إذا ثبتت تهمة القتل أو التسبب بالضرر على الجاني يتوجب عليه دفع جميع ما تسبب به وزيادة على ذلك تؤخذ عطوة.
وحدث أن اتهم ممرضاً يعمل في عيادة أربعة شباب بتكسير زجاج العيادة واعتقل الشباب الأربعة وثبتت براءتهم من التهمة فتوجب على الممرض أداء يمين بخمسة. والذي تثبت عليه تهمة العمالة يهدر دمه من قبل عشيرته فتكون بذلك كمن يضيف الحطب إلى النار.
وخيانة الأمين في الأموال :
وإذا حصلت الخيانة على المال فعلى الجاني أن يدفع نصف دية رجل [ ثمن يده ] وإن كانت للعرض فيدفع 4 ديات، وإن كانت للعدو فيجب قتله. أما خيانة الرجل العادي في المال عن عمد فلها حقوق مختلفة يعرفها أصحاب الصنعة. وإذا لم تكن الخيانة متعمدة يعاد المال. وخيانة العرض تعامل معاملة صائحة الضحى ولها منشد إذا لم تكن راضية. أما إذا تمت بالرضا فتعاقب هي والجاني بنفس الحكم كما يقدره القاضي.
قتل العميل
إذا أقرت العشيرة بعمالة أحد أفرادها وهدرت دمه يسقط حق العطوة من المواطن القاتل، وإذا تمت العطوة تكون كما يقال في العُرف العشيري هي "شدة خاطر" للحمولة فقط والميت مات والله يحرقه في ناره. وبمبادرة عشيرة العميل يسقط حق المطالبة بأي مطلب مستحق عشائرياً أو قانونياً.
أما إذا قام أحد الناس بقتل من اشتبه بعمالته وثبت للناس بعد قتله بأنه غير عميل فيجب على الجاني أن يدفع أربع ديات لأنه حكم الدليخة.
قتل مواطن على يد عميل
يكون دمه مهدور أمام جميع الناس وعلى العشيرة أن تدفع دية المقتول إذا لم تكن قد شمست ابنها العميل.
قضايا حوادث السير، الدهس
هو أن يصدم سائق إنساناً ما على الشارع ويصرعه، فإذا كان السائق مرخصاً وثبت ذلك يكون مخطئاً غير متعمد يتوجب عليه دفع الدية حسب الأصناف التي ذكرت سابقاً. أما الدهس العمد فقصاصه كالقتل العمد. ويحدث الدهس الشبه عمد كأن يسوق سيارة غير مرخصة أو سيارة مسروقة أو تكون شبهة له في سياقتها فيقتل إنساناً ففيه دية شبه العمد وهي 100 من الإبل منها 40 حوامل أو يدفع قيمة الإبل.
وإذا صدم السائق إنساناً وقتله تؤخذ عطوة إذا كان الدهس غير متعمد لأنه يعتبر قضاءً وقدراً وإذا كانت السيارة مؤمنة ومرخصة يأخذ من التأمين أما في حالة عدم وجود رخصة سياقة أو تامين يقوم بدفع دية كل شخص دهسه. وقد حصل أن قام أحد الأشخاص بسرقة سيارة والده وساقها وصادفته في الطريق امرأة تمسك ابنها وتحاول قطع الشارع فدهس السائق الطفل، فدفع [11250 ]ديناراً منها 1250 دينار فراش عطوة والباقي نفقات. ولم يدفع الطيبة لأن مدتها لم تحن.
وإذا كانت السيارة غير صالحة للقيادة وقام بالدهس فيعتبر شبه عمد أما إذا كانت قانونية فيعتبر قضاءً وقدراً
بدي أحكيلكم عن تجربتنا الخاصة مع الحمام في غياهب النزوح وبين الخيام. عشان نكون متفقين اللي بيقرف أو بيخجل أو عرق الحيا بينقح عليه وعلينا ما يقرأ ويغلب حاله، المهم: