الأربعاء، 3 يناير 2024

جريمة الغرب وفلسطين

 


إعلاميون يتحدثون عن كتاب “جريمة الغرب” المتعلّق بفلسطين.. لفيفيان فوريستر

فيفيان فوريتسر * ترجمة وإعداد : د. أحمد جمّود/ باريس

مجموعة مقالات، كتبها صحافيون فرنسيون، يعملون في ابرز الصحف والمنشورات الإعلامية الفرنسية، يسلطون الضوء على مضمون كتاب “جريمة الغرب”، للكاتبة فيفيان فوريستر، والمتعلق بالقضية الفلسطينية، والصراع العربي مع الصهاينة في فلسطين المحتلة.

Le Monde Diplomatique 2005

ماذا لو لم يكن الإسرائيليون والفلسطينيون ضحايا لبعضهم البعض، ولكن كلاهما ضحية للتاريخ الأوروبي ولجرائمه المعادية للسامية؟ توضح المؤلفة، بالوثائق الداعمة، كيف رفضت القوى الغربية (أوروبا والولايات المتحدة) الترحيب على أراضيها باليهود الذين حاولوا الفرار من جنون هتلر، وكيف، في نهاية الحرب، بدلاً من طلب “التوبة” إلى الذين استشهدوا رغماً عنهم، فضلت هذه القوى التخلص من الناجين من خلال تسهيل إعادة تجميعهم على أرض خارجية، يسكنها العرب الأصليون الذين اعتبروا كمية محتقرة ، بل غير موجودين. إن سوء الفهم الأصلي هذا يمكن أن يمنع أي حل نهائي للعداوات. هذا وتواصل القوى الغربية عرض مساعيها “الحميدة” كمحكّمين، في حين أنها تتحمل المسؤولية المباشرة عن مأساة الشرق الأدنى..

Site Cultura

يجهل الفلسطينيون والإسرائيليون الى أي مدى هم غريبون عن صراعهم، وانهم ضحايا تاريخ ليس لهم، تاريخ مبني على جريمة: إبادة 6 ملايين يهودي بدون ان يفعل الغرب شيئًا لحمايتهم. دولة إسرائيل هي ثمرة هذه الجريمة التي تجسد ضمير الغرب السيئ. والمجازر الحالية هي نسخة طبق الأصل عن الجريمة الأصلية. إذا أدرك الانسان هذا الأمر سيجد نفسه على الطريق المؤدي إلى مخرج محتمل، حيث يمكن أن يرى الإسرائيليين والفلسطينيين يتصالحون مع تاريخهم ويعترفون ببعضهم البعض.

Igor Reitzman – sur son site – 2010

يذكرنا كتاب فيفيان فوريستر – والتذكير هو أحد مزاياه العظيمة – أنه في عام 1938، تم تقسيم الدول الغربية إلى فئتين، أولئك الذين يريدون التخلص من يهودهم (ألمانيا والنمسا) وأولئك (جميعهم باستثناء هولندا والدنمارك) الذين، برفضهم الترحيب باليهود، عززوا تفضيل النازيين “لحل” أكثر جذرية. من العام 1938، يعرف الجمهور مؤتمر ميونيخ. لكن فيفيان فوريستر جعلت الجمهور يكتشف مؤتمر إيفيان، وهو كشف رهيب لمعاداة السامية في العالم المسيحي. يكتشف اليهود الذين كانوا مستهدفين بالإبادة أنه لا توجد دولة مستعدة لاستقبالهم. لكن في الوقت نفسه، توفرت لدى النازيين معلومات تفيد بأنه لا يوجد بديل “للحل النهائي”، اي الإبادة، وأنه لن يصدم نخب العالم الغربي بشكل غير ملائم. كيف ستكون الدراما الإسرائيلية الفلسطينية استمرارًا متماسكًا لهذا التاريخ الأوروبي، هذا هو ما يريد الكتاب إظهاره لنا.

Editeur Fayard 2004

إن زاوية النظر الجديدة وغير المتوقعة تمامًا حول مأساة الشرق الأوسط ومقدماتها التأسيسية تجعل من الممكن نقل المسؤوليات هنا. توضح فيفيان فوريستر إلى أي مدى ليس الإسرائيليون والفلسطينيون ضحايا لبعضهم البعض، ولكن كلاهما ضحية لتاريخ أوروبي طويل، وهو تاريخ الجرائم الأوروبية المعادية للسامية، التي كان البعض فريسة لها ولم يعترضها الآخرون.

إن الديون المستحقة للإسرائيليين وللفلسطينيين مما يجري في الشرق الأوسط، هي نتيجة هذه الكارثة الغربية التي ما زالت تعذب الضمائر. لأنه لئن شن الحلفاء حربًا كلاسيكية وبطولية منتصرة ضد ألمانيا التوسعية، لكن الحرب ضد النازية لم تحدث. يكشف التوثيق الدقيق والمقنع وغير المتوقع في الكتاب، عن الأبعاد المأساوية للتخلي الواعي والمتعمد عن الأوروبيين اليهود من قبل الغرب طيلة مرحلة الرايخ الثالث.

إن إخفاء أصول المأساة الإسرائيلية الفلسطينية يجعلها تبدو وكأنها غير قابلة للحلّ. لكن المفارقة أن مأساة الإسرائيليين والفلسطينيين المشتركة تجعلهم اليوم أقرب إلى بعضهم البعض، من القوى الغربية التي تدّعي انها تلعب دور الحَكَم. متى سيتفاوض هذان الشعبان أخيرًا بدون وسطاء؟ متى سينتقلون من العاطفي إلى السياسي؟

هذا الكتاب يرسم طريقا ممكنة جوابا على هذه الأسئلة.

Thierry Hentsch – Revue “A Babord” – 2005

حول مسؤولية الغرب في الصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني. إن الجريمة الغربية التي تتحدث عنها فيفيان فوريستر ذات شقين على الأقل: جريمة ضد اليهود ، وجريمة إلقاء هذه الجريمة على الآخرين، أي عرب فلسطين، الذين أصبحوا فلسطينيين. يستحوذ هذا الكتاب البسيط والمكتوب جيدًا على سؤال حاسم يتم تجاهله في الغالب، عندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ألا وهو الدور الذي لعبه والذي لا يزال يلعبه الغرب فيه، على الأقل عبر تظاهره بأنه حَكَم محايد في مواجهة مشكلة لا تعنيه. لكن الحقيقة ، أن الجزء الغربي في هذه القصة هو مباشر وحاسم وهائل وساحق. وهو، بصراحة، ساحق ومثير للعجب الى درجة أننا لا نرغب في الاعتراف بذلك. لكن الاعتراف بهذه المسؤولية سيساعد الخصوم الإسرائيليين والفلسطينيين على الاعتراف بنوع من الأخوة بينهم كضحايا. إذا رأى كل منهما أنه ضحية للغرب، فلا شك سيكون من الأسهل عليهما التحدث مع بعضهما البعض. من الواضح أن هذا الاعتراف ليس هو المفتاح السحري للحل. لأنه على أية حال ، فإن المفاوضات التي يمكن أن تؤدي إلى سلام عادل ومقبول للطرفين ستكون صعبة وستتطلب تضحيات صعبة من كلا الجانبين. لكن لا يذكر الكتاب ما يمكن أن تتكون منه هذه التضحيات، فهو لا يقدم عن عمد أي حل ملموس. إنه يفرض ما يمكن أن يسميه المرء شرطًا أيديولوجيًا مسبقًا لأي احتمال لمفاوضات مباشرة مثمرة، خارج الوصاية الغربية.

إن عناصر الملف التي قدمتها فيفيان فوريستر معروفة، أو متوفرة على الأقل، ولا تكشف عن أي مصادر جديدة. إنها تعتمد على الأعمال والشهادات الموجودة، والتي تظهر مراجعها شديدة التلخيص ، في الملاحظات الموضوعة في نهاية المجلد. إنه لأمر مؤسف حقًا أنها لم تحدد صفحات الكتب التي تم الاستشهاد بها، وهي دقة لم تكن لتثقل الكتاب بأي حال من الأحوال وتزيد من مصداقيته بشكل كبير. رغم هذا التحفظ الفني، يبدو أن تعليقات فورستر مدعومة بصدق. إنها تقوم بتبسيط الموضوع بشكل جيد، وهذا أمر ضروري للغاية ولا غنى عنه فيما يتعلق بالصراع الذي للأسف لا تزال موضوعاته المدهشة تميل إلى إخفاء جذوره. هذه الجذور التي تكمن في أوروبا، أي في معاداة اليهودية منذ قرون في العالم المسيحي وفي معاداة السامية الحديثة التي بلغت ذروتها في معسكرات الموت النازية.

إن كلمة “نازي” هنا ملائمة للغاية. فهي تسمح “لغير النازيين” بالهروب مما فعله هتلر وزمرته. تؤكد فوريستر بشجاعة على التسامح الفظيع، إن لم يكن التواطؤ، الذي تمتع به قادة ألمانيا النازية من القوى الغربية الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، قبل وأثناء وحتى بعد الحرب العالمية الثانية. إنها تشير إلى أن هذا الموقف “العام” المعاد للسامية في الغرب، الذي “يشاركه” فيه أعداء الرايخ الثالث، هو جزء من تقليد طويل من الإبادة والمذابح والقمع والعنصرية والازدراء لكل ما ليس مسيحياً ومن الجنس الأبيض (الهنود الحمر، السكان الأصليون، السود، الغجر، إلخ). لذلك ليس من المستغرب أن يعتقد الغرب أن بإمكانه التخلص من “المسألة اليهودية” بترحيلها إلى فلسطين، حتى لو كان ذلك يعني وضع عبء خطأها الذي لا يمكن تبريره على عاتق شعب “مستعمَر”، يُعتبر غير جدير باي اهتمام، رغم أن لا علاقة له بهذه المسألة..

فيفيان فوريستر، صحافية، وكاتبة كتاب: “جريمة الغرب” المتعلق بالقضية  الفلسطينية.

ولدت عام 1925 باسم دريفوس من أبوين يهوديين، عملت في عدة صحف منها اللوموند. وشاركت عام 1998 بتأسيس منظمة أتاك ATTAC اليسارية الأممية، من أجل التضامن الأممي والعدالة الإجتماعية والديموقراطية ولمواجهة العولمة المالية والليبرالية والتبادل الحرّ، وتوفيت عام 2013.

 

المصدر: المدار نت

الاثنين، 1 يناير 2024

الكاتب طيب علي رئيس مركز العدالة الدولي للفلسطينيين

 ⛔️- نداء لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لدعم القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا بمحكمة العدل ضد إسرائيل  -⛔️


⭕️ الكاتب طيب علي رئيس مركز العدالة الدولي للفلسطينيين 
@tayab_ali_
  ، قال في مقاله بموقع Middle East Eye البريطاني، إن أمام المنظمة والجامعة فرصة سانحة للانتقال من مجرد الكلام إلى اتخاذ إجراءات لمحاسبة الاحتلال

- "طيب علي" قال إن محكمة العدل الدولية تعمل بشكل مستقل، متحررة من أي ضغوط خارجية يمكن أن تحول دون محاسبة إسرائيل
 ⭕️ لقد فتحت الحرب في غزة نافذة أمام البلدان ذات الأغلبية المسلمة لكي تقدم نموذجاً يُقتدى به في التمسك بسيادة القانون وإقامة العدل؛ إذ تمثل هذه اللحظة فرصة سانحة للاستجابة لمطالبات ما لبثت تصدر عن مواطنيهم من أجل عمل شيء، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، رداً على جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة. 

- فيما عدا التقدم المادي والروائع المعمارية التي تنافس عجائب الدنيا العتيقة، تتميز الدولة المتقدمة حقاً بالتزامها بمبادئ المحاسبة والعدالة – وهو النطاق الذي أخفقت فيه بعض أعرق الديمقراطيات في العالم. 

- بعد 85 يوماً مرعبة من المعاناة تحت القصف المستمر، والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 22 ألفاً، منهم أكثر من 8 آلاف طفل و6 آلاف امرأة، ونزوح نحو1.9 مليون نسمة، وانهيار الخدمات الصحية، قامت جنوب أفريقيا أخيراً، وهي أحد الموقعين على معاهدة تجريم الإبادة الجماعية، بدعوة محكمة العدل الدولية إلى النظر في الأزمة. 

- تعكس هذه الخطوة، التي طال انتظارها، اعترافاً بدور المجتمع الدولي في حل النزاعات وفي حماية حقوق الإنسان. 

- الآن، يقف أعضاء منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية على مفترق طرق محوري، حيث يمكن لقرار يصدر عنهم بدعم الإجراء القانوني الذي تتخذه جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أن يشكل خطوة بارزة نحو إعلاء شأن القانون الدولي وإقامة العدل في الأرض. 

⭕️ مفترق طرق محوري

- يجب على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أن تعبّرا بوضوح عن دعم المنظمتين بشكل لا لبس فيه للطلب الذي تقدمت به جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، وذلك بنفس الطريقة التي دعمت بها منظمة التعاون الإسلامي قضية غامبيا ضد جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها ميانمار ضد المسلمين الروهينغا. 

- إذ يمثل طلب جنوب أفريقيا، الذي يتسم بالدقة والاستدلالات القانونية القوية، والذي تقدمت به إلى محكمة العدل الدولية، فرصة سانحة أمام هذه الدول المتنفذة لإقرار إجراءات الغاية منها التعامل مع مزاعم بحدوث انتهاكات خطيرة، عبر منتدى قانوني معتبر، بعيداً عن التدخلات السياسية. 

- وهذا الطلب الذي تقدمت به جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل العليا ليس مجرد اتهام، بل إنه وثيقة شاملة تتكون من 84 صفحة، متاحة لمن يرغب في الاطلاع عليها عبر موقع المحكمة، مدعمة بالأدلة الواقعية وبالتحليل القانوني. 
- وعلى النقيض مما تدعيه إسرائيل، فإن هذا التحرك من قبل جنوب أفريقيا ليس شكلاً من أشكال التعاون مع أي منظمة إرهابية، ولا عملاً يُقصد منه تشويه السمعة، ولا نمطاً من معاداة السامية، بل يأتي من باب الوفاء بالالتزامات المترتبة على انضواء جنوب أفريقيا ضمن معاهدة تجريم الإبادة الجماعية. 
- إنه عمل مسؤول، لا يمكن الطعن به بأي شكل من الأشكال، تجاه المجتمع الدولي، وتجاه مبادئ العدالة وحقوق الإنسان. 
- ومن شأنه أن يحول دون مزيد من فقد الأرواح من خلال قيام محكمة العدل الدولية بإصدار إجراءات مؤقتة مستعجلة تجاه إسرائيل. 

⭕️ إن اتهام إسرائيل بممارسة الإبادة الجماعية ادعاء بالغ الخطورة، وهو ما تعتبر محكمة العدل الدولية الوحيدة المؤهلة للنظر فيه دون أي تحيزات سياسية. وإن من الأهمية بمكان فهم أن وضع دولة ما رهن المساءلة والمحاسبة في القانون الدولي، كما تسعى إليه جنوب أفريقيا، ليس عملاً يُقصد به تشويه السمعة، وإنما طلب العدالة. 

- إن ادعاء إسرائيل بأن مثل هذه الإجراءات القانونية ترقى إلى كونها "تشهير الدم"، إنما هو تشويه خطير ومتعمد للحقيقة. ولا توجد دولة في العالم، بما في ذلك إسرائيل، فوق القانون الدولي. 

- ولا أدل على ذلك من أن قرار المحكمة البريطانية في عام 2009 إصدار مذكرة توقيف بحق سياسي إسرائيلي بناء على مزاعم ضده بارتكاب جرائم حرب أثناء عملية الرصاص المصبوب في غزة، كان بمثابة شهادة على ضرورة القيام بإجراءات التدقيق القانوني، رغماً عن الحصانة السياسية.

- كما ينبغي أن تخضع للتدقيق القضائي تلك التصريحات الأخيرة التي صدرت عن سياسيين إسرائيليين، والتي يُفهم من بعضها نية ارتكاب الإبادة الجماعية. وهذا لا علاقة له باستهداف بلد ما أو شعب ما، وإنما بضمان إخضاع الأفعال والكلمات بشكل صارم لأحكام القانون الدولي. 

- كما أن مسألة حماس ومساءلتها بموجب القانون الدولي، يجب أن يتم التعامل معها من خلال القانون. ولذلك لا يمكن بحال تبرير العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني باعتباره رداً على أفعال مجموعة معينة. ينبغي أن يخضع كلا الطرفين للتدقيق القانوني ما دامت هناك أدلة على انتهاك القانون الدولي. 

⭕️ بالنسبة لدول منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، تعتبر مبادرة جنوب أفريقيا لدى محكمة العدل الدولية فرصة للمساهمة في إجراءات من شأنها خدمة العدالة والإجراءات القانونية السليمة والقانون الدولي. إنها فرصة سانحة للانتقال من مجرد الكلام نحو اتخاذ إجراءات قانونية للتحقيق في صحة تلك الانتهاكات الخطيرة. 

- لا ريب في أن زعماء دول منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ينددون في قلوبهم بأفعال إسرائيل المزعومة. ولكن الأفضل من ذلك أن يبادروا بالصدع بالحديث عن الانتهاكات التي نراها يومياً على شاشاتنا، بل الأفضل من كل ذلك هو اتخاذ إجراء من خلال الانضمام إلى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، كخطوة أولى، من أجل كسر الحصانة التي ما لبثت تتمتع بها إسرائيل من المساءلة والمحاسبة، ثم مساءلتها ومحاسبتها على ما يُنسب إليها من انتهاكات للقانون الدولي. 

- تعمل محكمة العدل الدولية بشكل مستقل، متحررة من أي ضغوط خارجية، ولذلك فإن أي اعتراضات على الطلب الذي تقدمت به جنوب أفريقيا ينبغي أن يعبر عنه من خلال التقدم بطلب رسمي إلى المحكمة. وإن أي محاولات يقصد منها التأثير على المحكمة من خارج الأطر القانونية من شأنها أن تقوض نفس مبادئ العدالة والحياد التي أقيمت المحكمة أساساً من أجل إعلائها.

- إن لدى منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية فرصة سانحة لأن يصبحا جزءاً من الإجراءات التاريخية التي يمكن أن تعيد تعريف الكيفية التي يتم بها تطبيق القانون الدولي في حل النزاعات، وكيف يتم من خلاله إعلاء مبادئ العدالة والمحاسبة على المسرح الدولي.

/ نهاية




السبت، 30 ديسمبر 2023

غزة دروس في المقاومة

 *الله الله ما أروع هذا الكلام من الدكتور أدهم الشرقاوي، أدعوكم لقراءة ونشر الكلام أدناه لقمة روعته وتوقيته.*


*‏رسالة إلى أهل غزَّة!*


*أعرف أن القلم مهما تطاول في قامته فلن يصل إلى كعب البندقية،* *وأن الحبر مهما قال بلاغةً فسيبدو ركيكا في حضرة الدم!*

 *ولكنها كلمات جاشتْ في صدري فأردتُ أن أكتبها،*

 *وقد قال غسّان قبلي: إن كل كلامنا هو تعويض صفيق لغياب البندقية!*


*يا تيجان الرؤوس:*

*إنها المعركة الأولى في التاريخ التي تسبق نتيجتُها نهايتَها!* *فهنيئا لكم هذا النصر الذي لن يُغيّره توقيت نهاية المعركة!* *لقد أحدثتم في روح هذا الكيان شرخا لن يُرمَّمَ أبدا،* *ودققتُم في نعشه مسمارا لن يستطيع نزعه،* *وأعدتم إلى الأمة كلها روحا كانت قد فقدتها،* *فكأنها نفخة إسرافيل في الناس الميتة أن قوموا!..* *ثمة مشاعر عِزَّة* *زرعتموها فينا أنتم لا تعلمون شيئا عنها،* *فالعصفور لا يعلم ما يُحدِثه صوتُه في قلوب سامعيه،* *والوردة لا تستطيع أن تشم شذاها.*


*يا تيجان الرؤوس:*

*إن الله تعالى لا يختار لأنقى معاركه إلا أنقى جنوده، وإننا والله نغبطكم على هذا الاصطفاء؛* *وإن الله تعالى تأذَّن أن يبعث على أحفاد القردة عبادا له يسومونهم سوء العذاب،* *فكنتم عباده الذين اختارهم؛* *وإن النبي ﷺ أخبرنا أن خير الرباط رباط عسقلان،* *وقد رأينا الكتائب تجتاحها!*

*يكفيكم والله شرفا أن تكونوا تفسير الآيات في المصحف،* *وموعود النبي ﷺ في كتب الحديث،* *فنتقوّى ونزداد إيمانا على إيماننا* *أن هذا الدين حقٌّ،* *وأنه لا غالب إلا الله، وأنتم أهله وصفوته،* *وإنكم لغالبون بإذنه.*


*يا تيجان الرؤوس:*

*نعلم أنكم نهاية المطاف بشر،*

 *وأن الحرب موجعة، والقصف أليم،* *والتهجير مضنٍ، وفقد الأحبة غربة!*

 *ولكن الله لا يضع ثمارا على غصن لا يستطع حملها، وإنه سبحانه يُكلِّف بالممكن لا بالمستحيل، وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون..* *وقد مضت سُنَّة الله في الصراع بين الحقِ والباطل أنّه لا تمكينَ بلا امتحان، ولا أمنَ إلا ويسبقه فزع!*

*في غزوة الخندق بلغت قلوب الصحابة الحناجر؛* *فالأحزاب من الخارج، واليهود والمنافقون من الداخل، وقد راهنوا جميعا أنها أيام الإسلام الأخيرة!.* *وبعد عشر سنوات من غزوة الخندق كان الصحابة يدكُّون إمبراطوريتي الروم والفرس!*

*وإنكم اليوم تُعبِّدون الطريق إلى المسجد الأقصى، فوالله ما هي إلا سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلا ونحن نصلي في المسجد الأقصى، محرَّرا بفضل الله ثم بفضل جهادكم وثباتكم!*


*يا تيجان الرؤوس:*

*لستم وحدكم، وإن بدا المشهد كذلك.. من ورائكم أُمّة تغلي، ومارد محبوس في قمقمه دبَّتْ فيه الروح،* *وأحيته مشاعر العِزّة وشوَّقته إلى زمن الفتوحات،* *ولَيُغيّرنَّ الله الحال إلى حال أخرى بإذنه وكرمه!*

*فإن خذلتكم الجيوش فقد أكبرتكم الشعوب، وإن لم تساندكم الطائرات فقد ظللتكم الدّعوات.*

*ثمّ ألستم الظاهرين على الحقِّ في بيت المقدس وأكنافه؟.* *ألستم الموعودين بالخذلان من قبل أن تُولَدوا،* *ولكنكم المبشَّرون بالثبات حتى يأتيكم أمر الله وأنتم كذلك؟!*

*طبتم، وطاب جهادُكم، وقبلاتي لأقدامكم قبل رؤوسكم.. والسلام!*


*أدهم شرقاوي / مدونة العرب*

من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير

 

من يصلح للتدمير لا يصلح للتعمير
نختلف في أشياء كثيرة ومفاهيم عديدة، لكن ما يتفق عليه معظمنا أن الغاية الكبرى من وجود الإنسان على الأرض هي إعمارها، وهو ما نجحنا فيه نسبيّاً على امتداد العقود الماضية، حيث انتقلنا من العيش في الصحارى والجبال والغابات إلى تشييد الحضارات وبناء المدن، ووصلنا إلى تقدم تكنولوجي مهول، وحققنا قفزات علمية عظيمة وصلت بنا إلى مشارف أكثر الكواكب والنجوم بعداً عن كوكبنا الأخضر، رغم ما جلبناه في الوقت ذاته من آفات إلى حياتنا بفعل استنزاف الموارد الطبيعة والصراع المتجدد فيما بين قوى التدمير وقوى التعمير.
إن الحياة البشرية مليئة بالمتناقضات، بل هو الكون بأسره الذي فيه الشيء ونقيضه، كالنور والعتمة، والجمال والقبح، والرحمة والقسوة. فلا غرابة إذن أن يكون الإنسان ابن هذا العالم تتصارع في داخله قوى متباينة، فترى الشخص الطيب في مقابل الشخص اللئيم، والإنسان المكافح إلى جانب الإنسان المتكاسل، والمتفائل الذي يجد حلّاً في كل مشكلة والمتشائم الذي يجد مشكلة في كل حل.
لكن الفرق بين العالم الخارجي والعالم الداخلي، هو أن بوسع الإنسان التحكم في ذاته بينما لا يستطيع أن يسيّر الظروف الخارجية وما يحدث حوله كما يشاء في كثير من الأحيان. ما يعني أن الخير أو الشر هما قراران ذاتيان، وكذلك التفاؤل والتشاؤم. ففي حين يبدو الشخص المتفائل كأنه ولد على هذه الشاكلة ونفس الشيء بالنسبة للشخص المتشائم، إلا أن الحقيقة هي أن الإيجابية تنبع من باطن المرء كقرار ذاتي محص، مثلها مثل السلبية تماماً.
يظن كثير من الأشخاص أنه لا يد لهم فيما يفكرون فيه ويشعرون به، وأنهم أسرى لطباعهم وتركيبتهم البيولوجية، لكن الواقع هو أن نظرتك تجاه الحياة هي مسؤوليتك، وبوسعك أن تنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس أو تركز على النصف الفارغ بمجرد أن تقرر ذلك. لهذا نسمع ونقرأ كثيراً من القصص التي تروي لنا حياة أشخاص استطاعوا تغيير أفكارهم وطريقة نظرتهم إلى الأشياء من حولهم، فتحولوا من أناسٍ دائمي الشكوى والتذمر إلى أناسٍ إيجابيين متفائلين.
وإذا دققت قليلاً في تاريخ البشرية، فستستنتج أن أصحاب الشخصيات الإيجابية هم أكثر من حققوا إنجازات عظيمة ورفدوا العالم بإسهامات جليلة، لأن التفاؤل وقود يحرك الطاقات الدفينة في الإنسان، في حين أن التشاؤم يسلب المرءَ القدرة على العمل والكفاح والصبر عند الشدائد.
انظر حولك جيداً، فكل فكرة جميلة أصبحت اليوم واقعاً ملموساً، لــم يُكتب لها النجاح ولم ترَ النور إلا لأن شخصاً حالماً متفائلاً فكر وكافح على طول الطريق واستبشر خيراً إلى أن تحقق له ما يريد. وانظر بتمعن أكبر فستدرك أن كثيراً من الصراعات والحروب والدمار الذي شهدناه على مر التاريخ كان سببه أشخاص فرّغوا الحياة من معناها، واعتبروها غير جديرة بالعيش فيها؛ لهذا يبررون لأنفسهم فعل أي شيء وتدمير كل شيء.
إن من يقضي يومه في لعن هذا العالم والناس والظروف المحيطة به، لا يمكن أن يكون أهلاً للتعمير ولصناعة مستقبل مشرق، والمساهمة في بناء الحضارة، والارتقاء بالأمة، لأن الظلمة لا تولّد النور، والقلب الفارغ لا يجلب السعادة، والعقل الذي تعشش فيه السوداوية لا يأتي بالأفكار العظيمة.
أما من يتطلع إلى الحياة بشغف عامر وأمل كبير، ويرى الخير في الآخرين من حوله، وينقّب عن الكنوز الدفينة في قلب المعاناة والتحديات الصعبة، مع التحلي بالتفاؤل الدائم والإيجابية المستمرة، فإنه الأجدر ببناء المجتمع، والإسهام في نهوض الأمة، وتعمير الحضارة، والارتقاء بالأجيال.
أعجبني
تعليق
مشاركة

 

بسم الله الرحمن الرحيم


تذكير على أعتاب عام جديد لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

الصالحون رضي الله عنهم أجمعين  

كانوا يحرصون على اختتام العام

 بالاستغفار والطاعات والصدقات وافتتاحه بذلك

عملا بهدي نبيهم الاكرم صلى الله عليه وسلم في قوله: 

 في الحديث الشريف : ما من حافظين  - ملكين -  يرفعان إلى الله تعالى صحيفة فيرى في أولها استغفارا وفي آخرها استغفارا( وفي رواية طاعة أو خيراً )

إلا قال الله تعالى لملائكته تجاوزوا لعبدي مابين طرفي هذه الصحيفة.

أو اكتبوها كلها خيراً

فلنستغفر الله في نهاية العام

ثم في بداية العام

 فيتجاوز الله لنا عن الخطايا الصغار والكبار

نستغفر الله العظيم الذي لا إلٓه إلاهو الحي القيوم ونتوب إليه

وقد ورد أن إبليـَس قال للـه عـزَ وْجَـلَ :

{وعزتك وجلالك ! لأغًوينهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم } !

فيقول الله عز وجل :

{وعزتي وجلآليَ لأغفرنَ لہمَ ماداموَا يسَتغفرونني ..} !

أستغفر الله


الاستغفار يزيل الهم والغم

ويكون سبباً في قضاء الحاجات

نستغفر الله العظيم الذي لاإلٓه إلاهو الحي القيوم ونتوب إليه


الاستغفار يجلب الرحمة والرزق ويفرج الكربات ويرفع الدرجات

نستغفر الله العظيم الذي لاإلٓه إلاهو الحي القيوم ونتوب إليه


أكثروا من الاستغفآر ..فمن أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب

 نستغفر الله العظيم عدد خلقه و رضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته رب اغفرلي و لوالدَيْ رب ارحمهما كما ربياني صغيرا


يقول الحسن البصري رحمه الله :الإستغفار نعمة من الغفار  من داوم عليها وجد أثرها في نفسه وماله وولده وكل شأنه

وقد قيل لسهل التستري رحمه الله:

أي شيء يفعل الله بعبده إذا أحبه؟

قال:يلهمه الاستغفار عند التقصير.


الاستغفار هو أجمل ألوان الاعتذار

يمسح الأوزار ويخلص من النار 

ومن غضب الجبار.....

ومن لزم الأذكار.. وأدمن الاستغفار.. وأكثر الافتقار وسبٌح في الليل والنهار... فهو أحد الأبرار  وقد أرضى ربه الواحد القهار 

نستغفر الله .. ونتوب إليه.. مما يكره .قولاً وفعلاً ..ظاهراً وباطناً

رب ألهمنا الاستغفار، بفضلك وكرمك يالله ياعزيز يا غفار

ياأرحم الراحمين 

يارب العــــــالمين