الأربعاء، 30 أبريل 2025

تاريخ الدروز في بلاد الشام

 🔴 *تاريـخ خيانة الدروز لبلاد الشام*... 


من يعتقد أن ما حصل من إجرام وقتل المدنيين وسحلهم في شوراع جرمانا هو عمل اعتباطي فقد جانبه الصواب. ومن يعتقد أن تصريحات أغلب زعماء الدروز ورموزهم ضد الحكومة السورية الجديدة أمس، ودخول دروز من الجولان المحتل إلى سوريا للقتال مع أقرانهم في سوريا، واكتشاف أسلحة إسرائيلية بيد الجماعة والعصابات الإجرامية الدرزية.  وما يحصل من خيانة أغلب الدروز لسوريا وتأييدهم لاحتلال إسرائيل للجنوب السوري بهدف إقامة دويلة درزية لهم تكون حدودها محاذية لفلسطين...هو وليد اليوم فهو واهم.


بالعودة 150 سنة للوراء, لم تكن حوران مركز ثقل للدروز. لقد كانت نسبتهم فيها 12% فقط؛ بل انه حتى جبل الدروز الحالي ليس موطنا حقيقيا للدروز, فبعد معركة عين دارة (سنة 1710) زادت هجرة الدروز الى حوران من لبنان، واجتمعوا تحت امرة بني حمدان و آل الأطرش, يقول (كرد علي): "اعتز قدماء الدروز بإخوانهم الذين جاؤهم واخذوا يجمعون شملهم على عادتهم بإمرة قوادهم, وكان أهمهم بنو حمدان ثم بنو الاطرش التي اصبح الجبل الا قليلا بتدبير كبيرهم اسماعيل الاطرش خاضعا لهم" . فأخذوا يحاربون المسلمين والنصارى حتى استقلوا بالجبل تماما واخذوه لهم في عام 1860م, واخذوا يغيرون بين الفترة والفترة على غوطة دمشق وحوران والمرج والناس يتخوفون منهم.  فأرسلت الدولة عليهم (سامي باشا الفاروقي) الذي قتل منهم ألف رجل وأعدم بعضهم في دمشق. وكان الصدر الأعظم العثماني أمر بإنهاء عمل تلك العصابات فاعتقل الكثير منهم ونفي آخرون، وأعدمت بعض، ومنهم كان والد سلطان الأطرش.


يصف المؤرخ كرد علي الأمر بأن الدروز كانوا اكثر إيغالا في الدم من المسلمين بما جاءهم من نجدات من أبناء معتقدهم في حوران. لقد أعلنت بريطانيا عام 1841 حمايتها لمصالح الدروز في المنطقة ووقفت معهم في تمردهم على الدولة العثمانية عام 1851 عندما رفضوا دفع الضرائب للدولة العثمانية، فتدخلت بريطانيا لدى الباب العالي وحلت قضيتهم سلميا, الأمر الذي شجع الدروز لاحقا للاعتداء على جيرانهم المسلمين في قرى حوران عام 1880م دون خوف من العثمانيين, فقد هجم الدروز على قرية (الكرك و ام ولد) وذبحوا سكانهما عن بكرة ابيهم, فسيقت حملة بقيادة (حسين فوزي باشا) قامت بجمع ديات القتلى فقط وذلك بالتقسيط و قسمت المنطقة الى 8 اجزاء.


  في تاريخهم القديم يذكر عن الدروز أيام الغزو المغولي تحالف أميرهم (جمال الدين) الدرزي مع القائد المغولي كتبغا ابن هولاكو عندما دخل دمشق. وعندما جاء المماليك بقيادة الظاهر بيبرس رأى الدروز (كما يفعل الباطنيون) ان لا يضعوا بيضهم في سلة واحدة، فقاموا بإرسال (الامير زين الدين) مع المماليك، وبعد انتصار المماليك لم يتعرضوا لمناطق الدروز, لكن بيبرس كان متشككا منهم. فما ان وصله خبر اتصال امراء الدروز بوالي طرابلس الصليبي أمر بسجنهم ليتفرغ للصليبيين، معلنا بأنه لن يفرج عنهم ولا يؤذيهم حتى يفتح طرابلس و بيروت وصيدا.  بعد ان سلّمت مدينة صيدا من قبل واليها الدرزي(عضد الدولة التنوخي) للصليبيين عام 504 هـ /1110 م، الذين لم يواجهوا أي مقاومة تُذكر في أثناء مرورهم بالمناطق الدرزية في أثناء زحفهم نحو بيت المقدس.  في سنة 1895 هجم الدروز على قرية الحراك وقتلوا أكثر أهلها وهدموا جامعها الحصين ونهبوها مع قرى المليحة الغربية والشرقية وحريك ودير السلط و كحيل, فأرسلت عليهم الدولة سنة 1896 حملة بقيادة أدهم باشا ومواقع متعددة دخل السويداء, وقبضت الدولة على 600 منهم، 200 منهم رؤساء العصابات، لكنها اطلقت سراحهم واعطتهم مالا علهم يرتدون عن افعالهم, لكنهم اشتروا بالمال سلاحا حاربوا به الدولة.  كان سلطان الأطرش قد حصل على هدية من محافظ بلدية حيفا الاسرائيلي سنة 1950 حسب جريدة التيليغراف البريطانية.


في سنة 1953 عرض الشيشكلي في جامعة دمشق مجموعة من الأسلحة بعد القضاء على تمرد الدروز قائلا بأن هذه الاسلحة مصدرها اسرائيل دخلت عن طريق جبل الدروز. لقد رفض سلطان الأطرش سنة 1947 الاحتفال بعيد الاستقلال السوري وتمرد عليه رافضا الحكومة السورية حتى جاءه وفد من شيوخ العقال من لبنان ليهدؤوه, في حين انه احتفل سنة 48 باستقلال الاردن مع ملكها المتوج عبد الله بن الشريف حسين. 


 في انقلاب 23 من شباط 1965 كان الدرزي الرائد سليم حاطوم من أبرز العناصر التي قادت الانقلاب. ولكنه سرعان ما أدرك انه تم توريطه من قبل حافظ الأسد وصلاح جديد والكتلة العلوية، وشعر بالخداع. فالقيادة المدنية والعسكرية أصبحت حقيقة في أيدي علوية.  ندم حاطوم وقام بالاتصال بمن انقلب عليهم وعمل على إخراجهم من السجون وتهريب بعضهم إلى لبنان، وبدأ الإعداد لانقلاب آخر. فلم يعد في الجيش سوى كتلة الدروز والاسماعيليين ووضع الجميع تحت رقابة ومتابعة من قبل جديد والأسد.  في عام 1966 على أثر محاولة حاطوم الانقلابية الفاشلة، حيث تجنب سفك الدماء وفضل الهروب إلى الأردن لينادي من إذاعتها أن حافظ أسد وأعوانه يقودون سوريا إلى حرب أهلية بعد تصفية الجيش السوري من مكوناته الوطنية. وفعلا تم إلقاء القبض على معظم الضباط الدروز والزج بهم في المعتقلات بحجة المشاركة في مؤامرة حاطوم. وبلغت الاعتقالات حدا دفع سلطان باشا أن يبعث ببرقية إلى رئاسة الأركان يستنكر هذه التصفيات في الجيش لأبناء الدروز.  كانت فرصة الأسد الذي كان وزيرا للدفاع لتصفية المئات من الضباط الدروز من الجيش وطردهم ومحاكمة أبرزهم اللواء فهد الشاعر والرائد سليم حاطوم وحكموا بالاعدام. واتهم حاطوم بالخيانة والعمالة لإسرائيل.


وحين دخل الجيش الإسرائيلي الأراضي السورية عام 1973 كان الدروز يستقبلونهم بالأفراح والغناء والأهازيج والرقص. بل إن أغلب السوريين يعرفون قصة النقيب بسام العدل، الطيار السوري الجاسوس الذي قام بالهروب بطائرته الحربية ميغ-23 عام 1989 نحو اسرائيل، بمساعدة صديقته الجاسوسة الدرزية  حتى بعد اندلاع الثورة الأخيرة ضد النظام أضحى واضحا للجميع أهدافهم ومطالبتهم بدولة مستقلة من خلال رفع علمهم. والنظام النصيري يعلم مدى خيانتهم لذلك بادر إلى تصفية بعض الضباط الدروز بسبب محاولات خيانتهم منهم عصام زهر الدين ووحيد بلعوس كما اغتال النظام رئيس مرافقة ماهر الأسد العقيد علي جمبلاط في مدينة يعفور بالقرب من دمشق. وآخرهم مستشارة بشار الأسد وخليلته لونا الشبل التي تبين أنها كانت جاسوسة لإسرائيل.


ولا يفوتنا أن جميع الدروز في فلسطين يقفون في صف الكيان الصهيوني ويقاتلون تحت رايته، وهم من يحقق ويعذب أخواننا الفلسطينيين في السجون والمعتقلات.  ثم إن الوثائق لا تكذب: صورتان نادرتان من 1938 و1940 تُظهران سلطان باشا الأطرش خلال لقاءات مع الوفود الصـ ـهيونية في جبل الدروز!


الوثيقة (56) يظهر سلطان الأطرش عام 1938 أثناء لقاءه مع وفد صـهيوني بقيادة أنا حخوني وشلومو إلهيه في جبل الدروز.


  الوثيقة (57) يظهر سلطان الأطرش عام 1940 خلال استقباله وفدًا صهـ ـيونيًا في جبل الدروز، مما يؤكد التنسيق بينه وبين الحركة الصـ ـهيونية آنذاك!  هل كان سلطان الأطرش حقًا زعيمًا وطنيًا؟! الدولة العثمانية وصفته سابقًا بأنه قاطع طريق ومخرب، وها هو التاريخ يكشف تورطه مع الصـ ـهاينة. الرجل الذي يُصوَّر كبطل وطني، كانت له علاقات وثيقة مع جهات معادية للعرب والمسلمين. وبينما كان السوريون يناضلون ضد الاستعمار في دمشق والغوطة ودرعا ودير الزور وحلب والرقة وحمص وادلب وحماة، كان سلطان باشا يفتح جبل الدروز أمام الوفود الصـ ـهيونية بكل ترحيب!


الخلاصة: إن سألتموني شخصيا عن خيانتهم فقد حذرت منهم منذ بداية الثورة وانتقدت خروج السوريين في جمعة أطلقوا عليها (جمعة سلطان باشا الأطرش)؛ لأن 80% منهم كان يقاتل في صفوف النظام البائد. وأغلبهم كان يعمل في سلك المخابرات.


لقد قام درزي حقير كان جارا لأخي الصغير لعدة سنوات بتسليمه للمخابرات ليعتقل في سجن صيدنايا لمدة خمس سنوات واستشهد تحت التعذيب.




✍️ عبدالرحمن الخطيب.

السبت، 5 أبريل 2025

متى تحقق الثورة اهدافها

 

من علم الحركات الثورية :
من إجراءات مابعد انتصار الثورة :
(1) اضرب كل رجال المنظومة السابقة
فأنت لا تثور على شخص بعينه وإنما على منظومة كاملة لا معنى لمعاداتها إن لم تضرب كل أركانها وتقضي عليها تماما التهاون في ذلك أو وجود استثناءات.يعني منح قبلة الحياة للنظام ليعود بأسماء ووجوه جديدة.
(2 ) لا بديل عن المحاكم الثورية؛
لا ثورة بدون محاكم ثورية، فلا يعقل أن تقوم بثورة ضد نظام قاتل فاسد، وفي النهاية تحاكمه بالأنظمة والقوانين التي كتبها وفصلها لحمايته ولضمان نجاته.
(3) قانون استثنائي:
المحاكم الثورية يجب أن تقوم على قانون "استثنائي" مكتوب ومعلن يسري لمدة محددة مرتبطة بالعملية الانتقالية، يستوعب الجرائم الجنائية والسياسية معا، ويكون العقاب على قدر الجريمة وتوابعها.
(4) لا تتهاون ولا تلين:
لا تأخذك بأعداء الثورة شفقة ولا رحمة، فمهما كانت صغر الجرائم التي ارتكبها البعض، لابد أن يطبق القانون الثوري على الجميع، فكل مجرم يفلت من العقاب، بمثابة مسمار يدق في نعش الثورة.
(5) اضرب إعلام الثورة المضادة:
الإعلام المعادي للثورة، هو أحد أخطر أركان النظام المتداعي، التهاون معه بمثابة كتابة شهادة وفاة للثورة والثوار، لا مفر من ضربه بيد من حديد.
(6) اعزل المتواطئين:
العزل السياسي والوظييفي هو الضمانة الأساسية لتقدم الثورة على طريق الإصلاح، ويجب أن يشمل كل من يثبت تورطه في معاونة رجال النظام السابق على جرائمهم، في مختلف مؤسسات الدولة الرئيسية (التشريعية والقضائية والتنفيذية) وبالتحديد كل من القضاء والجيش والشرطة، وذلك عبر ضوابط معلنة، ضرورة اتخاذ هذه الخطوة مبكرا، أن ترك هذه العناصر فترة طويلة، سيتيح لها عرقلة العديد من الخطوات الإصلاحية.
(7) احذر المحايدين؛
يقول مارتن لوثر كينج "أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولائك الذين يبقون على الحياد في المعارك الأخلاقية العظيمة"، فاحذر هذه الفئة بشدة ولا تشركها في إدارة أي مرحلة من المراحل بدعوى "الحياد"، فمنهم الجبناء الذين ارتضوا أن يكونوا مطية للنظام السابق ليأكل على رفاتهم، ومنهم محتالون ينتظرون إعلان المنتصر ليقعوا تحت أقدامه طمعا في مكاسب زائفة، وأخطرهم الجيش والشرطة والإعلام والنخبة.
(😎 استبعد الجيش من العملية السياسية:
(9) لا تصالح:
لا تصالح، لا مع من قامت بسببه الثورة، ولا مع من خان الثورة بعد قيامها، فكل من خان الثورة عدو للثورة، وسيظل عدو حتى النهاية مهما روج من أكاذيب، ولا يجوز الاستثناء في ذلك على الإطلاق.
(10) لا تفاوض:
فالثورة تمتلك الحق والقوة والإرادة، وليس هناك ما يجبرها على التنازل عن بعض أهدافها مقابل تحقيق سريع للبعض الآخر، فلا تفاوض ولا تدخل في صفقات.
(11) لا تبادر بالعداء؛
لا تعاد من لم يناصبك العداء صراحة، ولا تبادر بالعداوة، فمن يعادي الجميع هو الخاسر دائما، رحب بالمؤيدين المخلصين، وكن على مسافة واحدة ممن التزموا الصمت.
((12) كن صارما:
كن صارما في تطبيق القواعد الداخلية المنظمة لعمل مؤسسات الحكم الجديدة لا تسمح لأحد بالتغريد خارج السرب أو مخالفة القواعد مهما كان منصبه.
(13) طهر صفوفك من المندسين;
لابد من التوافق على ضوابط معلنة لتنقية الصفوف من المندسين والعملاء، فالعدو الخفي أخطر على الثورة من العدو الذي يناصبها العداء علانية، ولكن احذر من شيوع التخوين بين أنصارك.
(14) لا تلق بأوراق مرة واحدة:
تدرج في أساليبك، فاجئ الجميع يوميا بتحركات جديدة متصاعدة غير متوقعة، اجعل تحركات فلول النظام "رد فعل"، اشغلهم بما تعده لهم في الخفاء حتى يصابوا بالجنون ويستسلموا
(15) لا تستخدم أساليب الطاغية:
لا تمنح النظام الفاسد مبررا لتحميلك بالأخطاء حتى لا يسمح لنفسه بالاعتداء عليك، تماسك، ولا تستخدم نفس أساليب الطاغية، فشرف الوسائل من شرف الغايات، فاحرص دائما أن تكون أساليبك الثورية شريفة وشجاعة، فلا تغدر ولا تتخاذل، كن نبيلا حتى النهاية، وإن مت فمت بشرف.
(16) لا تتاجر بالدين أبدا;
ولا تلعب على مشاعر الجماهير، لا تلوث النصوص المقدسة بأخطائك وتحملها تبعات فشلك، فهذه هي حيلة المخادعين، فأنت لا تملك مفاتيح الجنة ولا النار، إخلاصك لمبادئك الثورية الهادفة لإصلاح المجتمع هو قمة إيمانك، فلا يوجد دين يرضى بالظلم والفساد وقمع الحريات، ولا تسمح للآخرين أن يخدوعك بهذه الحيلة.
(17) لا تخضع للخارج:
وطنيتك هي عماد ثورتك، ومهما ادعت الأنظمة الخارجية حرصها على إنجاحك، لابد أن يكون لها أغراض ومصالح، فانئى بنفسك عن هذا الوحل.
(18) تجنب أخطاء الماضي:
اطلع على تجارب الثورات الأخرى بعناية، خاصة في بلدك، لتتجنب تكرار الأخطاء، فهم الماضي بدقة هو سبيلك لبناء مستقبل ناجح.
(19) احذر الشعارات العاطفية:
وهي الشعارات التي سوف يروج لها أصحاب دعاوى "الحياد"، والتي ليس لها مكان في "الظرف الاستثنائي الثوري"، فعادة ما تكون هذه الشعارات مدخلا من مداخل النظام البائد الذي يبحث عن موطء قدم يمكنه العودة من خلاله.
(20) كن مع الشارع:
استوعب مطالب الجماهير، لأنها الأساس الذي تتحرك من أجله ولصالحه، اجعل ثورتك دائما للجماهير لا عليها.
(21) لا تغتر:
استمع للنصائح طالما صدرت عن مخلصين للثورة والمؤمنين بأفكارك، لا تغتر بنفسك، واستعن دائما بالمتخصصين من الثوار الحقيقيين.
(22) وحد صفوفك:
احرص على عدم تفتت القوى الثورية، واجعلها دائما موحدة تحت لواء واحد، لضمان وحدة الصف وقوة التحرك، واحذر أي فصيل يصر على العمل منفردا، وعلى أقل تقدير يجب اعتباره في خانة "مدعو الحياد".
(22) احذر إدارة الثورة بالوكالة:
لا تترك آخرين يديرون ثورتك بالوكالة عنك، فأنت من أخذ المبادرة وغامر وضحى بحياته من أجل حياة أفضل للجميع، فلا تترك الحرية في أيدي من لا يقدرون قيمتها، أنت الوحيد القادر على العبور بالثورة إلى بر الأمان.
(23) لا تنافس رجال النظام البائد:
إن كان هدفك في النهاية هو الوصول لانتخابات تتنافس فيها مع رجال النظام السابق، فلا تقم بالثورة من الأساس.
(24) لا تتعجل ترك الميدان:
لا تترك الشارع قبل أن تتأكد أن الفيصل الثوري بات هو الأمين على ضمان وصول البلاد إلى طريق الإصلاح المنشود.
(25) لا تتخلى عن النضال:
لا تتخلى عن النضال في أي مرحلة من المراحل بدعوى أن الثورة حققت ما يكفي من أهداف وباتت تعرف إلى أين تتجه، فهناك دائما متربصين، فإذا وضع آخر حجر في المبنى بشكل خاطئ قد يهدم المبنى بأكمله.
(26) لا تستسلم:
لا تقبل بأنصاف الحلول التي تفرضها عليك الظروف، دافع عن حلمك حتى النهاية، لا تستسلم.


#الثورة_حقيقة_نصرها

السبت، 8 مارس 2025

فصال السويداء مع من

 #السويداء #الهيئة

✍️ وائل علوان:

خرجت مظاهرات يوم الخميس في السويداء،
أزيل فيها علم البلاد عن مبنى المحافظة، ووضع مكانه علم ديني لطائفة الموحدين الدروز المعروف وردّدوا عبارات تأييد للشّيخ حكمت الهجري، وحملوا صورا للشيخ موفق طريف، أحد أبرز المرجعيات الدينية للدروز في إسرائيل.

معظم المتظاهرين كانوا من المنتسبين للمجلس العسكري في السويداء الذي يرأسه العقيد طارق الشوفي والذي تأسس قبل أيام، وقد نفى الشيخ الهجري أي علاقة له بالمجلس العسكري، كما نفى العقيد الشوفي مجموعة واسعة من الاتهامات التي وجهت إلى المجلس، أبرزها ارتباطه بإسرائيل ومشاريعها الانفصالية، وتنسيقه مع قسد، والتخطيط معها لدعم اللامركزية في السويداء،

السويداء ليست على قلب رجل واحد، فكما كانت منقسمة بين المؤيدين لنظام الأسد والمناهضين له، فإنها اليوم منقسمة في الموقف من الحكومة السورية الجديدة والتعامل معها، وربما ليس من المصادفة أن يتشكل المجلس العسكري بعد استقبال الرئيس أحمد الشرع في دمشق لقائدي أهم التشكيلات العسكرية في السويداء، وهما ليث البلعوس، وسليمان عبدالباقي.

يحكم السويداء المرجعية الدينية المتمثلة بمشيخة العقل، والتي توارثتها ثلاث عائلات، وهي: الهجري والحناوي والجربوع، يضاف لها مؤخرا قوات شيخ الكرامة بقيادة ليث البلعوس، وحركة رجال الكرامة بقيادة يحيى حجار، وتجمع أحرار جبل العرب بقيادة سليمان عبدالباقي، ولواء الجبل بقيادة شكيب عزام، وتجمع أبناء الجبل بقيادة لؤي أبو فاعور، ولواء "القاهرون" بقيادة عميد جريره، وقوات العليا بقيادة سامر بالي، وتجمع اللواء بقيادة سامر أبو العز، وسرايا الجبل بقيادة وائل أبو قنصول، وبقايا قوة مكافحة الإرهاب الذراع العسكرية لحزب اللواء السوري.

لا يمكن إنكار التواصل المستمر بين فاعلين في السويداء وإسرائيل، لكن هناك تضخيما كبيرا وصورة نمطية غير دقيقة لحجم هذا التواصل وطبيعته وأهدافه ثم لمآلاته، وما قد ينتج عنه،

نعم تحاول إسرائيل كسب حلفاء لها في السويداء، لاستخدام الدروز كدرع لحماية دويلتهم، من خلال ربط الدرزي باسرائيل مع الدرزي بسوريا، وتصريحات نتنياهو بحمايتهم، لكن الاستجابة للمحاولات الإسرائيلية حتى اليوم محدودة جدا، فلا يريد الدروز الابتعاد عن بعدهم السوري، يقود تيار التقارب مع إسرائيل الشيخ موفق طريق، المسار الثاني يتزعمه الزعيم وليد جنبلاط في لبنان، وهدفه أن يحمي خصوصية السويداء والمكون الدرزي فيها، لكن ضمن سيادة الدولة السورية الجديدة 

بعيدا عن التصريحات الرسمية التي تجامل في المواقف، وغالبا ما توارب في التوجهات، فإن هناك تنافسا داخليا في السويداء على الزعامة والمرجعية يعززه التواصل والتنسيق مع الأطراف الخارجية، وهو أمر جوهري يغلب على طبيعة العلاقة مع العاصمة دمشق بصرف النظر عن الجهة التي تحكمها.

وربما لا يظهر التنافس في المرجعيات الدينية التقليدية بين الأسر الثلاث: الهجري والحناوي، والجربوع، إلا أن التنافس واضح بينها وبين القوى الناشئة، وخاصة رجال الكرامة، وشيخ الكرامة، ورجال جبل العرب، والتي بدورها أعلنت ولاءها للحكومة الجديدة التي يقودها الرئيس أحمد الشرع في دمشق.

ليس من المرجح أن تكون السويداء في طليعة أي مشروع مناهض للإدارة الجديدة في دمشق، أو أن تكون السويداء جزءا صريحا فيه، إلا أن العامل الخارجي المرتبط بجزء منه مع مشاريع مناهضة للإدارة الجديدة، قد يستثمر حساسية الوضع مع المكون الدرزي لتمرير الضغوطات، أو حتى التهديدات للإدارة في دمشق. واليوم هناك أطراف تدفع نحو تقسيم سوريا، من قسد ومن السويداء ومن اللاذقية

ليس هناك مشروع جادّ انفصالي أو حتى شبه انفصالي للسويداء، لكن هناك خصوصية يطلبها سكان المحافظة، ومن السهل أن تحصل عليها وتتمتع بها من خلال العمل والتنسيق مع دمشق.


🔔 

الخميس، 2 يناير 2025

العلمانية تاريخ ومفهوم

العلمانية تاريخ ومفهوم 

في ظل مطالبات العلمانيين بتطبيق العلمانية في سورية، أضعُ بين أيديكم بحثي الذي كتبته  في السنة الماضية وتمَّ نشرُه في موسوعةِ المصطلحاتِ الإسلامية بشراكةٍ بين الاتحادِ العالمي لعلماءِ المسلمين وبين مركزِ الفكرِ الإسلامي والدراساتِ المعاصرة، بإشراف ثلةٍ من العلماء.  وقد ذكرت في هذا البحث:

أولًا: مفهوم العلمانية

ثانيًا: انتقال المصطلح إلى العالم العربي؛ الأسباب والمفهوم

ثالثًا: موقف الإسلام من العلمانية.

رابعًا: اختلالات في فهم العلمانية وتطبيقها.

وأجبتُ فيه عن الدعاوى الآتية:

1.  دعوى أن العَلمانية مشتقَّة من العِلْم بكسرِ العين.

2.  دعوى أن مفهوم العلمانية لا يناقضُ الإسلام، وأنه يمكن تطبيقُ العَلمانية في المجتمعات المسلمة.

3.  دعوى أن الحكمَ في الإسلام مثلُه مثلُ الحكوماتِ الدينية في أوربا والتي تعني عصمةَ الحاكم الديني عن الخطأ وعدم خضوعه للمحاسبة والمراجعة.

4.  دعوى أنه لا يمكن التوفيقُ بين التزام الدولة المعاصرةِ بالشريعة الإسلامية وبين إعلانها تبني نظامٍ من نُظُمِ الحكم الإسلامية؛ لمخالفة ذلك لمبدأ المنع من تعدُّد الخلفاء.

5.  دعوى أن التزامَ الدولة بتطبيق الشريعة الإسلامية يمسُّ حقوقَ غيرِ المسلمين.

6.  دعوى أن الشريعةَ الإسلامية لا تقدِّمُ حلولًا للمشكلات المعاصرة، بل تخلق مشكلات جديدة.

7.  دعوى أن تطبيقَ الشريعة الإسلامية يعني عدمَ استقلالِ القضاء.

8.  دعوى عدم إمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية لكثرةِ الاختلافات المذهبية والنصوص القابلة للاجتهاد.

9.  دعوى أن النصَّ في دستورِ الدولةِ على أن الشريعة هي مصدر التشريع يؤدي إلى تمزيقِ الوحدةِ الوطنية لوجود مواطنين غيرِ مسلمين في الدولة الإسلامية.

10.  دعوى أن تطبيقَ الشريعةِ الإسلاميةِ يعني اضطهاد الأقليات الدينية التي تعيش في المجتمع المسلم.


آمل أن تجدوا فيه مفيدًا، والله الموفق للسداد

الأحد، 29 ديسمبر 2024

احمد الشرع كيف تطورت مهاراته القيادية

 

أحمد الشرع (الجولاني).. القائد العام لإدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية

عاش احمد الشرع في مدينة دمشق في كنف عائلة ميسورة وبدأ دراسة الطب حتى توجه الى العراق لمساعدة أهلها في صد العدوان، وتعود أصول عائلته إلى الجولان السوري المحتل، وكان والده ذا توجه قومي عربي، وقد شارك في بعض الاحتجاجات ضد حكم البعث في سوريا فسجن على إثر ذلك مرات عدة في سوريا والأردن، فلجأ إلى العراق.

تعرف الشرع على هذا الفكر القومي منذ صغره ولكنه لم يكن متفقا فكريا مع والده، ومتفقاً معه بالنسبة للقضية الفالسطينية ووجود هذا التباين بين الابن ووالده دليل قوة واستقلالية في التفكير، حيث بدأ يفكر في "الدفاع عن الأمة التي كانت تتعرض للاضطهاد من قبل المحتلين والغزاة" وهو في سن الـ18، فنصحه شخص بالالتزام بالصلاة في المسجد وقراءة القرآن ودراسة تفسيره، والبحث عن كيفية الوصول إلى العدالة وتخفيف الظلم عن الناس.

حبه للتعلم بما يخدم توجهه الفكري دفعه للذهاب إلى حلب لحضور خطب الجمعة وكان ضمن أوائل الملبّين لنداء الفاع عن العراق، عمل مقاتلا مع تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي حتى قبضت الولايات المتحدة الأميركية عليه واودعته سجن أبو غريب، ثم سجن بوكا، ومن ثم سجن كروبر في مطار بغداد، ثم وضعه الحكومة العراقية في سجن التاجي، ومن هناك أطلق سراحه عام 2008، وكان مجموع فترة اعتقاله 5 سنين.

استطاع الجولاني  خلال سنوات سجنه الخمس من تكوين قاعدة جماهيرية، فقد أثّر في باقي المساجين، وبدأ بنشر "العقيدة الإسلامية الصحيحة" كما يقول، و"تصحيح مفاهيم مغلوطة حول الدفاع والجهاد"،.

استأنف الجولاني نشاطه بعد اطلاق سراحه مع ما كان يسمى "الدولة الإسلامية في العراق" التي تأسست في عام 2006 بقيادة أبو بكر البغدادي، وسرعان ما أصبح رئيسا لعملياتها في محافظة الموصل، مع بداية اندلاع الثورة السورية عام 2011، اتفق مع البغدادي أن يتولى هو مسؤولية سوريا، ويؤسس فيها فرعا للتنظيم، بهدف إسقاط نظام بشار الأسد المستبد،

ذهب إلى بلاده مع 6 أشخاص، وفي غضون عام استطاع حشد 5 آلاف مقاتل، واستطاع الانتشار في مساحة كبيرة في البلاد، وهذا مؤشر على قوة شخصيته وحنكته وقدرته في إدارة المجموعات وتوجيهها، فكان ينفذ عمليات نوعية لايستطيع احد تنفيذها.

رفض الشرع امر أبو بكر البغدادي -في 9 أبريل/نيسان 2013- إلغاء اسميْ "دولة العراق الإسلامية" و"جبهة النصرة" ودمج التنظيمين - في كيان جديد يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وقال حينئذ "نرفض الخلافة التي يعلنونها ونعتبرها غير شرعية لأنها أقيمت على أسس غير شرعية"، وبسبب سياسات التنظيم الخاطئة في إدارة الصراع وكيفية تعامله مع الأبرياء وقتلهم ، وفك ارتباطه بالقاعدة، وتغيير اسمه إلى "جبهة فتح الشام".

وقال الشرع: إن فك الارتباط "جاء تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي"، موضحا أن هذه الخطوة هدفت إلى تحقيق "العمل على إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين كل الناس، والتوحد مع الفصائل المعارضة لرصّ صفوف المجاهدين وتحرير أرض الشام والقضاء على النظام وأعوانه"، والسعي لخدمة المسلمين والوقوف على شؤونهم وتخفيف معاناتهم، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة لعامة الناس".

ووضح فكره وأيديولوجيته في الاتي:

- "نحن لا نكفّر المسلمين، وبهذا خالف اكثر التنظيمات المتشددة وبعض عناصر تنظيمه.

- "لا نطمح للانفراد بصياغة مستقبل سوريا السياسي بعد سقوط النظام، ولا نريد أن ننفرد بقيادة المجتمع حتى ولو وصلنا إلى مرحلة تمكننا من ذلك،

- ستتولى اللجان الشرعية وأهل الحَل والعَقد وضع خطة لإدارة البلد وفق شرع الله تعالى لبسط الشورى والعدل".

- لا ندعم أي هجوم خارجي، سواء على الولايات المتحدة الأميركية أو أوروبا.

قيادته العمليات العسكرية في ردع العدوان

عيّن الجولاني قائدا عاما لإدارة العمليات العسكرية في 27 نوفمبر/تشرين الثاني  2024،لقيادة عملية ردع العدوان،  وتمكنت فصائل المعارضة استرجاع إدلب وحلب وحماة، حتى دمشق وريفها والجنوب ،  دعا المقاتلين إلى "التحلي بأخلاق النصر والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وكذا القيم الإنسانية".

وقال في بيان له "نحن اليوم نواصل الليل بالنهار من أجل سوريا، المستقبل لسوريا التي ستكون بإذن الله بلدا للعدالة والكرامة والحرية لكل السوريين".

 

 

الملخص

احمد الشرع من اسرة ميسورة الحال وتعلمه الطب وعلاقته السياسية المتعارضه مع والده ذا الاتجاهات القومية منحته فرصة كبيرة للتعرف على اتجاهات فكرية وعقائدية كثيرة، واندفاعه للتعلم ومتابعة الموضوع الديني دلالة على شغفه بحب المعرفة وتكوين اتجاه فكري سلم فقاده الى الإسلام . وخلال وجوده في تنظيم القاعدة ومن ثم سجنه لمدة خمس سنوات نضج تفكيره الأيديولوجي واكتسب مهارات القيادة وتوجيه الاخرين فاصبحت فكرة التخطيط والتنفيذ مكتملة عنده ، وهذا سبب مباشر بأنه استطاع ان يتجاوز عدد تنظيمه من ستة اشخاص الى الاف المؤيدين له ومن ثم بناء دولة مصغرة في مدينة ادلب بالرغم من كل الظروف القاسية.

رؤيته الواضحة وايمانه بقدرته على قيادة الصراع والنجاح بمشروعه دفعه لمخالفة الزرقاوي والظواهري ومجموعة من رفاقه وتحقيق أهدافه.

استطاع ان ينتقل من خطاب إسلامي متطرف إلى نوع من الاعتدال.

ودعا مقاتليه إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، وتم ذلك

أرسل "تطمينات" إلى المسيحيين وكل الاقليات بأنهم لن يتعرضوا للأذى ونجح في ذلك.

وجه رسالة بلغة دبلوماسية للسوداني يدعوه فيها إلى عدم التدخل في الشؤون السورية، "فهذه ثورة ضد نظام الأسد، وما نقوم به هو استرداد للحقوق، ونريد علاقات جيدة مع العراق وشعبه".

إعلانه حرية التعبير والعفو العام هو نابع عن ايمانه بصوابية  قراراته وقدرته على ضبط الأمور وهذا كان واضحاً من خلال دعوته للسوريين بالاحتفال بنصر الثورة فخرج الجميع الى الساحات بمنظر مهيب والتزام رائع .

الجمعة، 20 ديسمبر 2024

العلمانية لماذا الان في سوريا

 خرجت مظاهرة يوم أمس وسط دمشق لرفض الحكم بالإسلام وطلب الحكم العلماني، وقد تتبع الناشطون السوريون عدداً من دعاة هذه المظاهرة واستخرجوا مشاركاتهم القديمة في شبكات التواصل فإذْ بهم ممن كان يؤيد نظام الطاغية المجرم بشار الأسد.

وهؤلاء المتظاهرون الذين نزلوا بعد أيام من سقوط النظام، وقبل تحرير شرق البلاد من (قسد) وقبل استقرار الأوضاع: لا يهمهم محاسبة أزلام النظام المجرم، ولا أخذ حقوق المظلومين، ولا إطعام الجائعين، ولا مصلحة البلد، لا في الأمس ولا في اليوم ولا في المستقبل، بل همهم هو همّ المنافقين على مرّ الأزمان: "محاربة الدين وحَمَلَته والتمكين لأعدائه".


وهذه بعض الوقفات حول ما جرى:


1- لا تنشط هذه المظاهرات -عادة- في عالمنا العربي ضد الظلمة والمجرمين كبشار الأسد وأمثاله من المجرمين الذين تمتلئ سجونهم بالدعاة والمصلحين والمظلومين، بل تجد كثيرا من الداعين لهذه المظاهرات ممجدين لهؤلاء المجرمين وداعمين لهم، ولا تنشط مظاهراتهم إلا حين يقترب الإسلاميون من الحكم.


2- ورقة (العلمانية) و (الديمقراطية) و (الحرية والتنوع والمجتمع المدني) و (محاربة التشدد الديني) هي الورقة الرابحة التي يستعملها الغرب متى أرادوا التدخل في شؤوننا الداخلية، بل حتى بما هو أخصّ من ذلك، كالخمر والحجاب ونحو ذلك، كما رأينا في مقابلة BBC التي نُشرت يوم أمس، وكأنهم أوصياء علينا وعلى منطقتنا وأرضنا، وهم الذين تركوا الظالم يعيث في الأرض فسادا ويقتل مئات الآلاف ثم يأتون اليوم ليحملوا همّ أهل السكر والخنا، وهذا في الحقيقة يجب أن يستثير فينا الحمية الدينية ويجعلنا غير مخدوعين بهؤلاء المستعمرين الذين رأينا إنسانيتهم العظيمة في أحداث غزّة.


3- حين يصل أمثال هؤلاء المتظاهرين للحكم فإنهم  ينسون شعارات الحرية ومقتضيات العلمانية وينشطون في محاربة السياقات الإسلامية وقمعها كما هي العادة في العالم العربي منذ الخمسينات من القرن الماضي إلى اليوم، وهذه الشعارات هي أرخص شعارات تم تداولها في العصر الحديث لأنها دائما تستعمل كذرائع دون تطبيق.

ولم تشفع هذه الشعارات لبعض الإسلاميين المساكين الذين طبقوها بإخلاص وشفافية في بعض البلدان العربية بعد الربيع العربي، بل كانت عاقبتهم القتل والسجون وسلب الحقوق لمجرد كونهم إسلاميين حتى مع كونهم ديمقراطيين.


4- إذا كان بعض الذين دعوا إلى هذه المظاهرات من بقايا مؤيدي النظام السابق وكان أمرهم مفضوحاً فإن الإشكال يتجدد حين يتبنى هذه الشعارات لاحقا بعض أبناء الثورة السورية ممن تأثر بأطروحات بعض المفكرين العلمانيين، وقد يكون بعضهم من الإسلاميين، وقد يكون هذا نابعاً من جهل بالدين أو جهل بالعلمانية أو سوء فهم، وقد يكون ناتجاً عن نفاق، أو عن انهزامية وفقدان لروح العزّة التي لم تتحرر البلاد إلا بها. وهذا يُحتّم على أبناء الثورة الصادقين المحافظة على روح العزة والكرامة والاستقلالية، ويحتّم على الدعاة والمصلحين جهداً علميا واسعا وجهادا فكريا كبيرا. 

 

5- من أسباب نفور بعض المسلمين من قضية الحكم بالشريعة هو سوء تطبيق بعض الغلاة لها، وتسلطهم على الناس باسمها، والظن بأن الحكم بالشريعة يعني الظلم والعنف، وهذه مصيبة عظيمة في الوعي يجب تصحيحها ومعالجتها، والمتأمل في الواقع بصدق يجد أن مشكلتنا الكبرى في عالمنا العربي هي في الظلم والعدوان والتسلط على الناس وقمعهم وهذا كله من أبرز صور مخالفة الشريعة التي تأمر بالعدل والقسط.


6- يظن بعض الجهال أن المسلم مخير في قبول حكم الشريعة، وأن هناك نماذج متعددة في مرجعيات الحكم كلها سائغة، وأنه لا علاقة للدين بالسياسة، وهذا كله جهل كبير يجب محاربته، إذ إن المسلم مأمور أمراً مؤكدا بقبول حكم الله: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) بل لا يكون المرء مؤمنا إلا بذلك (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)

ولذلك فإنه -وبغض النظر عما سيؤول إليه الحال السياسي في البلد- يجب توعية الناس بخطورة هذه القضية وأن قبول حكم الإسلام فرض تكليفي لازم، وليس اختياريا، وهو متعلق بأساس الدين والإسلام، وأنه من أصول العبودية لله تعالى، بل هذا هو معنى كلمة (الإسلام) أصلاً؛ فالإسلام هو الاستسلام لله وأمره وشريعته.

ويجب أن يكون هذا خياراً شعبيا واضحا يعين أصحاب القرار على الإحالة على الشعب في الخطاب الإعلامي والسياسي في أنموذج الحكم.

7- كل الكلام السابق هو من جهة القبول والرضا الشخصي للحكم بالإسلام فهو واجب عيني على كل مسلم، أما من جهة إمكان التطبيق السياسي فهذا تكتنفه ظروف وتحديات هائلة تتطلب تدرجا في التطبيق وحكمة ومداراة للواقع الدولي -الذي لن يرضى عموما عن الحكم الجديد في سوريا حتى لو طبقوا العلمانية بحذافيرها مالم تكن هناك تبعية شمولية  حقيقية -غير صورية- وضمان تام لأمن الكيان الإسرائيلي- وهذا كله معلوم لكن المصيبة أن يكون الضغط ضد الشريعة من أبناء الداخل ممن يصطف مع هذا الضغط العالمي.


-- أحمد السيد