#السويداء #الهيئة
✍️ وائل علوان:خرجت مظاهرات يوم الخميس في السويداء،
أزيل فيها علم البلاد عن مبنى المحافظة، ووضع مكانه علم ديني لطائفة الموحدين الدروز المعروف وردّدوا عبارات تأييد للشّيخ حكمت الهجري، وحملوا صورا للشيخ موفق طريف، أحد أبرز المرجعيات الدينية للدروز في إسرائيل.
معظم المتظاهرين كانوا من المنتسبين للمجلس العسكري في السويداء الذي يرأسه العقيد طارق الشوفي والذي تأسس قبل أيام، وقد نفى الشيخ الهجري أي علاقة له بالمجلس العسكري، كما نفى العقيد الشوفي مجموعة واسعة من الاتهامات التي وجهت إلى المجلس، أبرزها ارتباطه بإسرائيل ومشاريعها الانفصالية، وتنسيقه مع قسد، والتخطيط معها لدعم اللامركزية في السويداء،
السويداء ليست على قلب رجل واحد، فكما كانت منقسمة بين المؤيدين لنظام الأسد والمناهضين له، فإنها اليوم منقسمة في الموقف من الحكومة السورية الجديدة والتعامل معها، وربما ليس من المصادفة أن يتشكل المجلس العسكري بعد استقبال الرئيس أحمد الشرع في دمشق لقائدي أهم التشكيلات العسكرية في السويداء، وهما ليث البلعوس، وسليمان عبدالباقي.
يحكم السويداء المرجعية الدينية المتمثلة بمشيخة العقل، والتي توارثتها ثلاث عائلات، وهي: الهجري والحناوي والجربوع، يضاف لها مؤخرا قوات شيخ الكرامة بقيادة ليث البلعوس، وحركة رجال الكرامة بقيادة يحيى حجار، وتجمع أحرار جبل العرب بقيادة سليمان عبدالباقي، ولواء الجبل بقيادة شكيب عزام، وتجمع أبناء الجبل بقيادة لؤي أبو فاعور، ولواء "القاهرون" بقيادة عميد جريره، وقوات العليا بقيادة سامر بالي، وتجمع اللواء بقيادة سامر أبو العز، وسرايا الجبل بقيادة وائل أبو قنصول، وبقايا قوة مكافحة الإرهاب الذراع العسكرية لحزب اللواء السوري.
لا يمكن إنكار التواصل المستمر بين فاعلين في السويداء وإسرائيل، لكن هناك تضخيما كبيرا وصورة نمطية غير دقيقة لحجم هذا التواصل وطبيعته وأهدافه ثم لمآلاته، وما قد ينتج عنه،
نعم تحاول إسرائيل كسب حلفاء لها في السويداء، لاستخدام الدروز كدرع لحماية دويلتهم، من خلال ربط الدرزي باسرائيل مع الدرزي بسوريا، وتصريحات نتنياهو بحمايتهم، لكن الاستجابة للمحاولات الإسرائيلية حتى اليوم محدودة جدا، فلا يريد الدروز الابتعاد عن بعدهم السوري، يقود تيار التقارب مع إسرائيل الشيخ موفق طريق، المسار الثاني يتزعمه الزعيم وليد جنبلاط في لبنان، وهدفه أن يحمي خصوصية السويداء والمكون الدرزي فيها، لكن ضمن سيادة الدولة السورية الجديدة
بعيدا عن التصريحات الرسمية التي تجامل في المواقف، وغالبا ما توارب في التوجهات، فإن هناك تنافسا داخليا في السويداء على الزعامة والمرجعية يعززه التواصل والتنسيق مع الأطراف الخارجية، وهو أمر جوهري يغلب على طبيعة العلاقة مع العاصمة دمشق بصرف النظر عن الجهة التي تحكمها.
وربما لا يظهر التنافس في المرجعيات الدينية التقليدية بين الأسر الثلاث: الهجري والحناوي، والجربوع، إلا أن التنافس واضح بينها وبين القوى الناشئة، وخاصة رجال الكرامة، وشيخ الكرامة، ورجال جبل العرب، والتي بدورها أعلنت ولاءها للحكومة الجديدة التي يقودها الرئيس أحمد الشرع في دمشق.
ليس من المرجح أن تكون السويداء في طليعة أي مشروع مناهض للإدارة الجديدة في دمشق، أو أن تكون السويداء جزءا صريحا فيه، إلا أن العامل الخارجي المرتبط بجزء منه مع مشاريع مناهضة للإدارة الجديدة، قد يستثمر حساسية الوضع مع المكون الدرزي لتمرير الضغوطات، أو حتى التهديدات للإدارة في دمشق. واليوم هناك أطراف تدفع نحو تقسيم سوريا، من قسد ومن السويداء ومن اللاذقية
ليس هناك مشروع جادّ انفصالي أو حتى شبه انفصالي للسويداء، لكن هناك خصوصية يطلبها سكان المحافظة، ومن السهل أن تحصل عليها وتتمتع بها من خلال العمل والتنسيق مع دمشق.
🔔
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق