مقالة
بقلم الداعية الفلسطيني جهاد الترباني والله لقد أثلج صدري سبحان من انطقه بالحق
من
الطبيعي أن نسعد بالقصف الصاروخي الذي يطال منشآت جيش الكيان الصهيوني الإرهابي
الذي يرتكب حرب إبادة علينا في غزة، ومن يتعاطف مع إسرائيل وهي تدنس مسرى رسولنا
محمد صلى الله عليه وسلم وتقتل أطفال المسلمين فهو لا شك مرتد وخارج عن ملة
الإسلام، ولكن لا يتوهمن أحد ويظن أن إيران تقصف إسرائيل دفاعا عن غزة أو دفاعا عن
القدس، شعبي يذبح في غزة منذ ما يقرب من عامين واستشهد منا ما يقرب من 70 ألفا والأقصى تنتهك حرمته منذ سنوات وإيران
وقفت موقف المتفرج ولم تدخل حربا مع إسرائيل مثل هذه الحرب، ما يحدث بين إسرائيل
وإيران هي حرب نفوذ على الإقليم وصراع للسيطرة على المنطقة، فلا تخدع نفسك وتتوهم
أن دمك كعربي أو مسلم مهم لدى أحد الطرفين، إيران لم تحرك صواريخها لوقف حرب
الإبادة في غزة، ولو تحركت في بداية حرب الإبادة لأوقف العالم هذه الإبادة بعدها
بأيام خوفا من اندلاع حرب إقليمية كبرى، بل إن إيران لم تأبه حتى بشيعة لبنان
وتركتهم ليواجهوا مصيرهم وحدهم دون أن تحرك ترسانتها الصاروخية الضخمة للدفاع
عنهم، تحركت فقط عندما ضربتها إسرائيل في عقر دارها ودمرت بنيتها النووية، ولو
انها تدخلت قبل أشهر من أجل غزة لما تجرأت عليهم بنو صهيون، وإسرائيل تركت إيران
وميليشياتها تعبث بسوريا لسنوات دون أن تتدخل لوقف نفوذها داخل سوريا، ولم تأبه
بتوغل عدوتها إيران في سوريا عندما كانت تسفك دماء الشعب السوري، ولم يتدخل
الصهاينة بسوريا إلا بعد سقوط كلبهم وكلب إيران بشار الزفت، واستعدوا لاجتياح
سوريا فقط للدفاع عن الدروز وليس للدفاع عن دماء السوريين السنة الذين تعرضوا لحرب
إبادة وتطهير عرقي على مدى أكثر من 13 عام من إيران ومرتزقتها،
تابع أحداث هذه الحرب كما تشاء، واسأل الله أن
يكون فيها تخفيف على أهلنا في غزة وسلوى لكل مظلوم ومكلوم وقع عليه ظلم من هاتين
الدولتين الظالمتين، ولكن لا تكن سلبيا وتكتفي بدور المتفرج الذي يريد أن يخرج
سالما بحياته، بل اعمل على أن تتحرك أنت كمسلم عربي لنجدة إخوتك الجوعى في غزة،
واعمل من الآن على أن تعيد بوصلة التاريخ إلى مجراها الصحيح حتى ولو بعد حين،
تماما كما فعل أجدادك العرب المسلمون بعد أن أشغل الله الروم والفرس في الحروب
الطاحنة التي عرفت بالتاريخ بالحرب الساسانية البيزنطية .
التي قدر الله أن تشتعل بين الفرس والروم قبيل
البعثة النبوية فأضعفتهم وأنهكتهم عسكريا واقتصاديا، لتكون تلك الحروب تمهيدا
إلهيا للظهور الإسلامي عندما انقض على جيوشهما خالد والمثنى وأبو عبيدة وغيرهم من
أجدادنا لتحرير هذه المنطقة من الأرض من ظلم هاتين الدولتين الظالمتين، وليس ذلك
على الله ببعيد.
والله
غالب على أمره.
#جهاد_الترباني