السبت، 28 يونيو 2025

الثورة السورية والثورة الحمراء

 من علم الحركات الثورية :

من إجراءات مابعد انتصار الثورة :

(1) اضرب كل رجال المنظومة السابقة 

فأنت لا تثور على شخص بعينه وإنما على منظومة كاملة لا معنى لمعاداتها إن لم تضرب كل أركانها وتقضي عليها تماما التهاون في ذلك أو وجود استثناءات.يعني منح قبلة الحياة للنظام ليعود بأسماء ووجوه جديدة.

(2 ) لا بديل عن المحاكم الثورية؛

لا ثورة بدون محاكم ثورية، فلا يعقل أن تقوم بثورة ضد نظام قاتل فاسد، وفي النهاية تحاكمه بالأنظمة والقوانين التي كتبها وفصلها لحمايته ولضمان نجاته.

(3) قانون استثنائي:

المحاكم الثورية يجب أن تقوم على قانون "استثنائي" مكتوب ومعلن يسري لمدة محددة مرتبطة بالعملية الانتقالية، يستوعب الجرائم الجنائية والسياسية معا، ويكون العقاب على قدر الجريمة وتوابعها.

(4) لا تتهاون ولا تلين:

لا تأخذك بأعداء الثورة شفقة ولا رحمة، فمهما كانت صغر الجرائم التي ارتكبها البعض، لابد أن يطبق القانون الثوري على الجميع، فكل مجرم يفلت من العقاب، بمثابة مسمار يدق في نعش الثورة.

(5) اضرب إعلام الثورة المضادة:

الإعلام المعادي للثورة، هو أحد أخطر أركان النظام المتداعي، التهاون معه بمثابة كتابة شهادة وفاة للثورة والثوار، لا مفر من ضربه بيد من حديد.

(6) اعزل المتواطئين:

العزل السياسي والوظييفي هو الضمانة الأساسية لتقدم الثورة على طريق الإصلاح، ويجب أن يشمل كل من يثبت تورطه في معاونة رجال النظام السابق على جرائمهم، في مختلف مؤسسات الدولة الرئيسية (التشريعية والقضائية والتنفيذية) وبالتحديد كل من القضاء والجيش والشرطة، وذلك عبر ضوابط معلنة، ضرورة اتخاذ هذه الخطوة مبكرا، أن ترك هذه العناصر فترة طويلة، سيتيح لها عرقلة العديد من الخطوات الإصلاحية.

(7) احذر المحايدين؛

يقول مارتن لوثر كينج "أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولائك الذين يبقون على الحياد في المعارك الأخلاقية العظيمة"، فاحذر هذه الفئة بشدة ولا تشركها في إدارة أي مرحلة من المراحل بدعوى "الحياد"، فمنهم الجبناء الذين ارتضوا أن يكونوا مطية للنظام السابق ليأكل على رفاتهم، ومنهم محتالون ينتظرون إعلان المنتصر ليقعوا تحت أقدامه طمعا في مكاسب زائفة، وأخطرهم الجيش والشرطة والإعلام والنخبة.

(8) استبعد الجيش من العملية السياسية:


(9) لا تصالح:

لا تصالح، لا مع من قامت بسببه الثورة، ولا مع من خان الثورة بعد قيامها، فكل من خان الثورة عدو للثورة، وسيظل عدو حتى النهاية مهما روج من أكاذيب، ولا يجوز الاستثناء في ذلك على الإطلاق.

(10) لا تفاوض:

فالثورة تمتلك الحق والقوة والإرادة، وليس هناك ما يجبرها على التنازل عن بعض أهدافها مقابل تحقيق سريع للبعض الآخر، فلا تفاوض ولا تدخل في صفقات.

(11) لا تبادر بالعداء؛

لا تعاد من لم يناصبك العداء صراحة، ولا تبادر بالعداوة، فمن يعادي الجميع هو الخاسر دائما، رحب بالمؤيدين المخلصين، وكن على مسافة واحدة ممن التزموا الصمت.

((12) كن صارما:

كن صارما في تطبيق القواعد الداخلية المنظمة لعمل مؤسسات الحكم الجديدة لا تسمح لأحد بالتغريد خارج السرب أو مخالفة القواعد مهما كان منصبه.

(13) طهر صفوفك من المندسين;

لابد من التوافق على ضوابط معلنة لتنقية الصفوف من المندسين والعملاء، فالعدو الخفي أخطر على الثورة من العدو الذي يناصبها العداء علانية، ولكن احذر من  شيوع التخوين بين أنصارك.

(14) لا تلق بأوراق مرة واحدة:

تدرج في أساليبك، فاجئ الجميع يوميا بتحركات جديدة متصاعدة غير متوقعة، اجعل تحركات فلول النظام "رد فعل"، اشغلهم بما تعده لهم في الخفاء حتى يصابوا بالجنون ويستسلموا

(15) لا تستخدم أساليب الطاغية:

لا تمنح النظام الفاسد مبررا لتحميلك بالأخطاء حتى لا يسمح لنفسه بالاعتداء عليك، تماسك، ولا تستخدم نفس أساليب الطاغية، فشرف الوسائل من شرف الغايات، فاحرص دائما أن تكون أساليبك الثورية شريفة وشجاعة، فلا تغدر ولا تتخاذل، كن نبيلا حتى النهاية، وإن مت فمت بشرف.

(16) لا تتاجر بالدين أبدا;

ولا تلعب على مشاعر الجماهير، لا تلوث النصوص المقدسة بأخطائك وتحملها تبعات فشلك، فهذه هي حيلة المخادعين، فأنت لا تملك مفاتيح الجنة ولا النار، إخلاصك لمبادئك الثورية الهادفة لإصلاح المجتمع هو قمة إيمانك، فلا يوجد دين يرضى بالظلم والفساد وقمع الحريات، ولا تسمح للآخرين أن يخدوعك بهذه الحيلة.

(17) لا تخضع للخارج:

  وطنيتك هي عماد ثورتك، ومهما ادعت الأنظمة الخارجية حرصها على إنجاحك، لابد أن يكون لها أغراض ومصالح، فانئى بنفسك عن هذا الوحل.

(18) تجنب أخطاء الماضي:

اطلع على تجارب الثورات الأخرى بعناية، خاصة في بلدك، لتتجنب تكرار الأخطاء، فهم الماضي بدقة هو سبيلك لبناء مستقبل ناجح.

(19) احذر الشعارات العاطفية:

وهي الشعارات التي سوف يروج لها أصحاب دعاوى "الحياد"، والتي ليس لها مكان في "الظرف الاستثنائي الثوري"، فعادة ما تكون هذه الشعارات مدخلا من مداخل النظام البائد الذي يبحث عن موطء قدم يمكنه العودة من خلاله.

(20) كن مع الشارع:

استوعب مطالب الجماهير، لأنها الأساس الذي تتحرك من أجله ولصالحه، اجعل ثورتك دائما للجماهير لا عليها.

(21) لا تغتر:

استمع للنصائح طالما صدرت عن مخلصين للثورة والمؤمنين بأفكارك، لا تغتر بنفسك، واستعن دائما بالمتخصصين من الثوار الحقيقيين.

(22) وحد صفوفك:

احرص على عدم تفتت القوى الثورية، واجعلها دائما موحدة تحت لواء واحد، لضمان وحدة الصف وقوة التحرك، واحذر أي فصيل يصر على العمل منفردا، وعلى أقل تقدير يجب اعتباره في خانة "مدعو الحياد".

(22) احذر إدارة الثورة بالوكالة:

لا تترك آخرين يديرون ثورتك بالوكالة عنك، فأنت من أخذ المبادرة وغامر وضحى بحياته من أجل حياة أفضل للجميع، فلا تترك الحرية في أيدي من لا يقدرون قيمتها، أنت الوحيد القادر على العبور بالثورة إلى بر الأمان.

(23) لا تنافس رجال  النظام البائد:

إن كان هدفك في النهاية هو الوصول لانتخابات تتنافس فيها مع رجال النظام السابق، فلا تقم بالثورة من الأساس.

(24) لا تتعجل ترك الميدان:

لا تترك الشارع قبل أن تتأكد أن الفيصل الثوري بات هو الأمين على ضمان وصول البلاد إلى طريق الإصلاح المنشود.

(25) لا تتخلى عن النضال:

لا تتخلى عن النضال في أي مرحلة من المراحل بدعوى أن الثورة حققت ما يكفي من أهداف وباتت تعرف إلى أين تتجه، فهناك دائما متربصين، فإذا وضع آخر حجر في المبنى بشكل خاطئ قد يهدم المبنى بأكمله.

(26) لا تستسلم:

لا تقبل بأنصاف الحلول التي تفرضها عليك الظروف، دافع عن حلمك حتى النهاية، لا تستسلم.

نصر فروان

الأحد، 22 يونيو 2025

 

عوفه اليتيمة المظلومة

قصة من وجع الواقع...


وُلدت عوفه في ليلةٍ قاحلة من ليالي كانون الثاني القاسية، أواخر خمسينات القرن الماضي.

بردٌ ينخر العظام، وسماء تمطر وجعًا كأنها تنعى ما سيأتي.

حين دَبّ الطلق في جسد أمها، هرعت "الداية سكوت النعيمي" وهي متلفّعة بشالٍ أسود وفروة زوجها، تصيح في نساء الحارة:

ـ صلّوا على النبي، ساعدوها... المخلوقة عم تتعذب.


كان الألم يملأ الغرفة، وحين اشتدّ، نادت إحدى النساء:

ـ جيبوا عقال الفقير القطب يوسف الرفاعي، يحطوه على راسها... يمكن ربنا يهوّنها عليها.


صرخت عوفه لأول مرة، لكن أحدًا لم يبتسم... كانت أنثى.

بينما سلفتها قبل يومين أنجبت "عليّ"، وسمّوه "عليوُه" ودللّوه، أما هي... فما كانت أكثر من شهيق بارد وسط صمتٍ قاتل.


الأم ابتسمت لها… كانت تودّعها.

رحلت أمها، ولم تكن عوفه قد بلغت العامين، فتركتها في عراء العالم، بلا حضن ولا اسمٍ تحمله بحنان.

طفلةٌ مذعورة، تسير بين نظرات "مرَت الأب" كأنها تمشي على زجاج مكسور.

كانت تلك المرأة قاسية، لا تعرف من الأمومة إلا اسمها، تنهش الطفلة كما تفعل الذئاب حين يغيب الراعي.


حرمتها من كل شيء:

لا حلوى، لا لعب، لا مدرسة، لا حنان... حتى الأطفال كانوا يفرّون من ظلّها، وكأنّها تهمة يُخشى الاقتراب منها.


في يومٍ ما، جبرها الأب أن تمشّط شعر الطفلة من القمل، وكان القمل في تلك الأيام لا يخلو منه حتى الشبان العشاق.

لكنها مشّطت رأسها بمشطٍ أبيض عريض كأنها تحرث الأرض، لا شعر طفلة، بحجة "طلوع الصيبان".


أصيبت عوفه بالحصبة الحمراء، وكانت تلك الحصبة تحصد الأطفال حصادًا، لكنها نجَت... بأعجوبة.

جاء الدكتور "أبو راشد"، سخّن الإبرة على الببور، وطعَنها كما يُطعن العجين بسكين الفقراء، فنجت.

لكن لا أحد قال لها "الحمد لله على سلامتك"...

بعكس "عليوُه"، الذي احتفلوا به بالحلوى، والفرنكات، والضحكات.

أما عوفه؟ فلم تملك فرنكًا واحدًا، ولا حتى شمعة.


كبرت في بيتٍ لا يبتسم، زاوياه معتمة، وصباحاته تطحن الكُره مع كسرة الخبز.

فيه، لم تكن الطفولة نعمة، بل لعنة تُرمى عند باب الفرن.

كانت تُعاقب على الضحك... والضحك نادر، وتُصفع إن تأخرت بفهم الأوامر، وكأنها خادمة لا تعرف الحب ولا الأمان.

لا صديقة، ولا حضن، ولا أحد.


مات الأب... ثم ماتت الخالة.

وظلت عوفه، تحارب الحياة وحدها.

ورثت الفقر، والصمت، والعزلة، والجوع،

صارت ظلًا معلّقًا في بيتٍ لا أحد يسأل فيه: من هذه؟


لم يفتقدها أحد.

كبرت، لكن قلبها ظلّ طفلًا مذعورًا.

كانت امرأة بجسدٍ متعب، بعينين لا تحلمان، ويدين تبحثان عن فتات الرضا.

عاشت على الهامش، تنام على حصيرة، تعمل بالأجرة، تحصد القمح وتقطف الزيتون، وتنقي البندورة والبطاطا.

الحب؟ لم يقترب منها.

ولا أحد طرق بابها، لا أحد سأل عن يومها أو غيابها.


بالنسبة لهم، كانت "عوفه الفقيرة".

اسم دون وجه، ووجه دون ملامح.


مرضت، ولزمت فراشها، وكنتُ أنا الوحيد الذي يزورها.

كنت أطرب وهي تغنّي بصوتٍ مكسور:

مريض واعني… مريض واعني

وأنا بحال التلف، وما نشدوا عني

يومن كنت قوية، كلهم يريدوني

واليوم عند المرض… ما دَحجوا بيا!


وفي ليلة من ليالي رمضان، سمعتها تهمس:

أني لبجي على حالي وأنا حي

وضاقت الدنيا بوجهي وأنا حي

أخويا ال ما سأل عني وأنا حي

ما أريده عند هِيَلات التُراب...


وفي الليلة التالية، رحلت عوفه.


عام 2015، وكانت سوريا في عزّ الحرب.

القصف ينهال، والموت في كلّ زاوية…

لكنها ماتت بصمت، دون أن يشعر بها أحد.


خمسة رجال فقط، دفنوها تحت التراب.

دفنوا جسدها… ونسوا روحها.


هكذا انتهت "عوفه"...

وُلدت في البرد، وعاشت بردًا، وماتت وحدها.


لكنها كانت.

كانت وجعًا عميقًا بما يكفي ليكون مرآةً لمجتمعٍ

ينسى أولاده، حين يكونون أضعف من أن يصرخوا.


بقلم: عبدالوهاب الفروح (أبو بسام)

الأربعاء، 18 يونيو 2025

الحرب الاسرائلية الايرانية وغزة الجريحة

 

مقالة بقلم الداعية الفلسطيني جهاد الترباني والله لقد أثلج صدري سبحان من انطقه بالحق

من الطبيعي أن نسعد بالقصف الصاروخي الذي يطال منشآت جيش الكيان الصهيوني الإرهابي الذي يرتكب حرب إبادة علينا في غزة، ومن يتعاطف مع إسرائيل وهي تدنس مسرى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وتقتل أطفال المسلمين فهو لا شك مرتد وخارج عن ملة الإسلام، ولكن لا يتوهمن أحد ويظن أن إيران تقصف إسرائيل دفاعا عن غزة أو دفاعا عن القدس، شعبي يذبح في غزة منذ ما يقرب من عامين واستشهد منا ما يقرب من 70  ألفا والأقصى تنتهك حرمته منذ سنوات وإيران وقفت موقف المتفرج ولم تدخل حربا مع إسرائيل مثل هذه الحرب، ما يحدث بين إسرائيل وإيران هي حرب نفوذ على الإقليم وصراع للسيطرة على المنطقة، فلا تخدع نفسك وتتوهم أن دمك كعربي أو مسلم مهم لدى أحد الطرفين، إيران لم تحرك صواريخها لوقف حرب الإبادة في غزة، ولو تحركت في بداية حرب الإبادة لأوقف العالم هذه الإبادة بعدها بأيام خوفا من اندلاع حرب إقليمية كبرى، بل إن إيران لم تأبه حتى بشيعة لبنان وتركتهم ليواجهوا مصيرهم وحدهم دون أن تحرك ترسانتها الصاروخية الضخمة للدفاع عنهم، تحركت فقط عندما ضربتها إسرائيل في عقر دارها ودمرت بنيتها النووية، ولو انها تدخلت قبل أشهر من أجل غزة لما تجرأت عليهم بنو صهيون، وإسرائيل تركت إيران وميليشياتها تعبث بسوريا لسنوات دون أن تتدخل لوقف نفوذها داخل سوريا، ولم تأبه بتوغل عدوتها إيران في سوريا عندما كانت تسفك دماء الشعب السوري، ولم يتدخل الصهاينة بسوريا إلا بعد سقوط كلبهم وكلب إيران بشار الزفت، واستعدوا لاجتياح سوريا فقط للدفاع عن الدروز وليس للدفاع عن دماء السوريين السنة الذين تعرضوا لحرب إبادة وتطهير عرقي على مدى أكثر من 13 عام من إيران ومرتزقتها،

 تابع أحداث هذه الحرب كما تشاء، واسأل الله أن يكون فيها تخفيف على أهلنا في غزة وسلوى لكل مظلوم ومكلوم وقع عليه ظلم من هاتين الدولتين الظالمتين، ولكن لا تكن سلبيا وتكتفي بدور المتفرج الذي يريد أن يخرج سالما بحياته، بل اعمل على أن تتحرك أنت كمسلم عربي لنجدة إخوتك الجوعى في غزة، واعمل من الآن على أن تعيد بوصلة التاريخ إلى مجراها الصحيح حتى ولو بعد حين، تماما كما فعل أجدادك العرب المسلمون بعد أن أشغل الله الروم والفرس في الحروب الطاحنة التي عرفت بالتاريخ بالحرب الساسانية البيزنطية .

 التي قدر الله أن تشتعل بين الفرس والروم قبيل البعثة النبوية فأضعفتهم وأنهكتهم عسكريا واقتصاديا، لتكون تلك الحروب تمهيدا إلهيا للظهور الإسلامي عندما انقض على جيوشهما خالد والمثنى وأبو عبيدة وغيرهم من أجدادنا لتحرير هذه المنطقة من الأرض من ظلم هاتين الدولتين الظالمتين، وليس ذلك على الله ببعيد.

والله غالب على أمره.

#جهاد_الترباني