أهمية الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر
يكثر
في هذه الأيام السهر والحديث في كل المواضيع واللهو حتى يشعر الانسان بان المجالسة
والمتعة هي الحياة الباقية، ولا يلتفت لما يقول وأهمية ما يقول . لهذا اخترت
مجموعة من الاحاديث عن أهمية المجالسة والصحبة والحديث المفيد .
قال
صلى الله عليه وسلم: إياكم والجلوس على الطرقات. قالوا: يا رسول الله (ما لنا بد؛
إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: فإذا أبيتم إلا ذاك فأعطوا الطريق حقها. قالوا:
وما حق الطريق؟ قال: غض البصر) أي: عن المحارم (وكف الأذى، ورد السلام، وأمر
بالمعروف، ونهي عن المنكر) .
وقال
صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يعذب الخاصة بذنوب العامة حتى يرى المنكر بين
أظهرهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه .
وعن
عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا
تقفن عند رجل يقتل مظلوما؛ فإن اللعنة تنزل على من حضره ولم يدفع عنه ، ولا تقفن
عند رجل يضرب مظلوما ؛ فإن اللعنة تنزل على من حضره ولم يدفع عنه .
قال
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينبغي لامرئ شهد مقاما فيه حق إلا تكلم
به؛ فإنه لن يقدم أجله ولن يحرمه رزقا هو له .
وهذا
الحديث يدل على أنه لا يجوز دخول دور الظلمة والفسقة ولا حضور المواضع التي يشاهد
المنكر فيها ولا يقدر على تغييره فإنه قال : اللعنة تنزل على من حضر ، ولا يجوز له
مشاهدة المنكر من غير حاجة ؛ اعتذارا بأنه عاجز ولهذا اختار جماعة من السلف العزلة
لمشاهدتهم المنكرات في الأسواق والأعياد والمجامع وعجزهم عن التغيير ، وهذا يقتضي
لزوم الهجر للخلق ولهذا قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله ما ساح السواح وخلوا
دورهم وأولادهم إلا بمثل ما نزل بنا حين رأوا الشر قد ظهر ، والخير قد اندرس ،
ورأوا أنه لا يقبل ممن تكلم ورأوا الفتن ولم يأمنوا أن تعتريهم وأن ينزل العذاب
بأولئك القوم فلا يسلمون منه فرأوا أن مجاورة السباع وأكل البقول خير من مجاورة
هؤلاء في نعيمهم ، ثم قرأ ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ، قال : ففر قوم ،
فلولا ما جعل الله جل ثناؤه في النبوة من السر ; لقلنا : ما هم بأفضل من هؤلاء
فيما بلغنا أن الملائكة عليهم السلام لتلقاهم وتصافحهم ، والسحاب والسباع تمر
بأحدهم فيناديها ، فتجيبه ويسألها أين أمرت ؟ فتخبره ، وليس بنبي .
وقال
أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حضر معصية ، فكرهها
، فكأنه غاب عنها ، ومن غاب عنها فأحبها ، فكأنه حضرها .
وقال
ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :.
ما
مِن نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ في أُمَّةٍ قَبْلِي إلَّا كانَ له مِن أُمَّتِهِ
حَوارِيُّونَ، وأَصْحابٌ يَأْخُذُونَ بسُنَّتِهِ ويَقْتَدُونَ بأَمْرِهِ، ثُمَّ
إنَّها تَخْلُفُ مِن بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يقولونَ ما لا يَفْعَلُونَ، ويَفْعَلُونَ
ما لا يُؤْمَرُونَ، فمَن جاهَدَهُمْ بيَدِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ
بلِسانِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ بقَلْبِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، وليسَ وراءَ
ذلكَ مِنَ الإيمانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ. [صحيح]
وقال ابن مسعود رضي
الله عنه : كان أهل قرية يعملون بالمعاصي ، وكان فيهم أربعة نفر ينكرون ما يعملون،
فقام أحدهم فقال : إنكم تعملون كذا وكذا فجعل ينهاهم ويخبرهم بقبيح ما يصنعون ،
فجعلوا يردون عليه ولا يرعوون عن أعمالهم فسبهم فسبوه، وقاتلهم فغلبوه فاعتزل ثم
قال: اللهم إني قد نهيتهم فلم يطيعوني، وسببتهم فسبوني، وقاتلتهم فغلبوني، ثم ذهب.
ثم قام الآخر فنهاهم فلم يطيعوه، فسبهم فسبوه فاعتزل ثم قال: اللهم إني قد نهيتهم
فلم يطيعوني، وسببتهم فسبوني، ولو قاتلتهم لـغلبوني ثم ذهب ثم قام الثالث فنهاهم
فلم يطيعوه، فاعتزل ثم قال : اللهم إني قد نهيتهم فلم يطيعوني، ولو سببتهم لسبوني،
ولو قاتلتهم لغلبوني ثم ذهب، ثم قام الرابع فقال: اللهم إني لو نهيتهم لعصوني، ولو
سببتهم لسبوني، ولو قاتلتهم لغلبوني ثم ذهب . قال ابن مسعود رضي الله عنه : كان الرابع
أدناهم منزلة ، وقليل فيكم مثله.
وقال
ابن عباس رضي الله عنهما قيل : يا رسول الله ، أتهلك القرية وفيها الصالحون ؟ قال
: نعم . قيل : بم يا رسول الله ؟ قال : بتهاونهم وسكوتهم على معاصي الله تعالى .
وقال
جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوحى الله تبارك وتعالى إلى
ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها . فقال يا رب ، إن فيهم عبدك
فلانا لم يعصك طرفة عين . قال : اقلبها عليه وعليهم ؛ فإن وجهه لم يتمعر في ساعة
قط .
وقالت
عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عذب أهل قرية فيها
ثمانية عشر ألفا عملهم عمل الأنبياء ، قالوا : يا رسول الله ، كيف ؟ قال : لم
يكونوا يغضبون لله ، ولا يأمرون بالمعروف ، ولا ينهون عن المنكر .
وقال الحسن البصري رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضل
شهداء أمتي رجل قام إلى إمام جائر فأمره بالمعروف ، ونهاه عن المنكر، فقتله على
ذلك فذلك الشهيد منزلته في الجنة بين حمزة وجعفر .
وقال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بئس القوم قوم لا يأمرون
بالقسط ، وبئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر .
عن سعيد بن حسان المخزومي ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم : " كلام ابن آدم عليه لا له
إلا أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو ذكر الله " ،
فقال سفيان : هذا في كتاب الله - عز وجل: ( يوم يقوم الروح والملائكة
صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) ، وقال : ( والعصر إن الإنسان
لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )،
وقال: ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح
بين الناس ) ، الآية .
ارجو من الله التوفيق
والابتعاد عن الكلام الذي لا يفيد وليس فيه مصلحة للمسلمين وأن يعننا على قول الحق
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق