نظرة
عن قرب للمفاوضات بين حماس والاحتلال
خلف أبواب المفاوضات كثير من التفاصيل، التي
يسرَّب بعضها، ويكشف عن بعضها الآخر لاحقاً، نسلط الضوء على المحادثات بين الفصائل
الفلسطينية والاحتلال مع الدكتور عبد الرحمن الفرا، المختص في دراسات الاستخبارات
وجماعات الضغط.
#الفصائل_الفلسطينية #الاحتلال_ال(اسرائيل)ي #عربي_بوست #غزة
المفاوضات
بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال ال(اسرائيل)ي والحديث عن صفقه كبيره لتبادل
الاسرى كيف تجري هذه المفاوضات ومن هم الوسطاء الرئيسيون في هذه المفاوضات وكيف
يمكن ان تفضي الى نتائج لصالح الفلسطينين؟
ما
الذي يجبر الاحتلال بشكل عام على الجلوس والتفاوض مع حركات المقاومة الفلسطينية ؟
منذ
بداية الحرب والاحتلال يتوعد بالقضاء على المقاومة وتحرير الاسرى، وشنت (اسرائيل) حرب
غير مسبوقة ضد قطاع غزه وضد فصائل المقاومة الفلسطينية ، ولو بحثنا في التاريخ الحديث
والمعاصر ودققنا في جرائم الإبادة الجماعية اللي صارت في الحرب العالمية الاولى والثانية
نجد ان (اسرائيل) تجاوزت كل ذلك القتل والاجرام والتدمير، واصبح ذلك من التاريخ من
حجم الدمار وحجم القتل في المدنيين مع ذلك كله لم تصل ((اسرائيل)) الى أهدافها المعلنة.
((اسرائيل)) اليوم مضطرة لأن تجلس
مع المقاومة الفلسطينية وان كان بشكل غير مباشر من اجل عده أمور:
الامر الاول
: تريد اسرها وتحقيق اهدافها ونحن نعلم ان في الفكر العسكري الحروب هي وسيله لتحريك
السياسة، وتحريك المياه الراكدة في عالم السياسة، لكن (اسرائيل) هذه المرة في وضع أصاب الجنون والعظمة عندها وخدش كل ما يتعلق بوجودها، (اسرائيل) لأول
مره منذ تاسيسها تعود الى مشكلة وجودها كما عاشته في 6 اكتوبر في حرب 73 ، اليوم
هذا المشهد بعد كثير من ترميم القوه وكثير من اعاده بناء الصورة الذهنية والنمط عن
هذا الكيان وعن هذا الجيش الصهيوني اليوم (اسرائيل) مره اخرى تكون وجها لوجه في
مشهد اشبه بمشهد زوالها مشهد تحطم الدوله اليهودية، وسقطها، هذا جعلها تذهب الى
اهداف عامه فضفاضه ومحدده في نفس الوقت محدده من ناحيه النظرة المادية ولكنها عامه
من ناحيه القدرة على التطبيق.
اليوم هناك هدفين اساسيين عند (اسرائيل)
من هذه الحرب ومعلنين على لسان رئيس الوزراء نتنياهو وعلى لسان قاده مجلس الحرب
الهدف الاول
قضاء على المقاومة الفلسطينية عن طريق تدمير كل شيء حتى المستشفيات واصبح اكبر هدفاً بالنسبة
ل(اسرائيل) ، واصبحنا نجد ان اهداف العدو تقتصر على البنى التحتية في غزة والعدو يتخبط ببحثه عن الانفاق واوائل الأنفاق
التي اكتشفها الجيش الاسرائيلي كانت في المواقع العسكرية، وهذه المواقع مفتوحه والعدو
في اي اجتياح بري سيدخل اليها ويقتحمها، والمقاومة تعلم ان هذه انفاق لا يمكن ان تكون
امنة للأسرى.
وطريقة تسويقه هى بروباجندا لأنه يكتشف
انفاقاً محروقه لا جدوى منها، واعلنت عنها المقاومة منذ سنوات وليس امرا حديثا.
يجلس
العدو على طاوله المفاوضات ليحاول ان يرمم مشهد السقوط الذي سقط فيه جيشه هذا
السقوط متمثل بالعجز عن تحقيق ايه انجازات عسكريه تذكر على الأرض، فاستهدف البنى التحتيه للشارع الفلسطيني واستهداف
المدنيين والأطفال، هذا المشهد المدمر الهمجي انعكس على موقف كل حلفاء هذا الكيان وعلى كل من يقف خلفه، في
الغرب اليوم تتعالى الأصوات ضد الصهيونية لأن (اسرائيل) اخذت الضوء الاخضر واعُطيت
المساحات التي من وجهه نظر داعميه هي مساحات اكثر من كافيه ولم تستطع ان تفعل شيء
لم تستطع ان تسقط حكم حماس لم تستطع ان تدمر البنيه التحتيه بالكامل.
لم تستطع ان تستعيد أياً من اسرها هذا كله جعل الغرب
في حاله شك من مقدرتها في الحفاظ على خططه وخاصة دول الاتحاد الاوروبي الداعمه، والتي
تقف خلفه، ونحن لا نتحدث عن دعم سياسي ولا نتحدث عن دعم عسكري ، نحن نتحدث عن دعم
بكل الجوانب والاشكال فنجد رئيس وزراء بريطانيا يهبط في اليوم الثاني للمعركه
بنفسه الى تل ابيب على متن طائره عسكريه، كذلك أمريكا وألمانيا هذا مشهد غير مسبوق هذا
دعم الى ابعد الحدود هذه معركه كونيه ضد غزة.
اليوم نجد الدول الكبرى الاوروبيه
يحضرون بسلاحهم بالجسور الجويه، والسفن العسكرية الى الشواطئ البحر المتوسط هذا كله
من اجل فصيل فلسطيني مقاوم يبحث عن شيء يستطيع ان يحرك عبره حاله انسداد الافق في القضية
الفلسطينية ويحقق كرامته وحريته.
الفلسطينيون منذ 1948 وهم في حاله
في نفق مظلم، والمقاومة تحاول ان تبحث عن
ضوء في هذا النفق هذا الضوء تمثل لدى المقاومة الفلسطينية ولدى الشارع الفلسطيني
باسر صهاينة ومبادلتهم باسراهم في سجون الاحتلال، والمحاوله لتحقيق انجازات تتعلق
بالقضيه الفلسطينية سواء على صعيد القدس او على صعيد الضفة وانتهاء بملف تبادل الاسرى.
هناك
عده عوامل دفعت الكيان الصهيوني للمفاوضات
العامل الأول:
حاله الجيش الاسرائيلي القادر على الردع الذي كان طيلة الاعوام الماضية يعرف بانه
الجيش الذي لا يقهر هذا الجيش المسلح بأحدث التكنولوجيا والوسائل القتالية اليوم
سقط امام ما لا يزيد عن 1200 مقاتل ومجاهد فلسطيني في ست ساعات هذا مشهد غير مسبوق.
اليوم فرقه غزه العسكرية تسقط في ست
ساعات امام المقاومون فلسطينيون يصنفوا في المجال العسكري بانهم هواه .
فكان
يجب على الجيش الاسرائيلي ومنظور القياده ترمم قدره هذا الجيش وترمم قدره هذه
الدوله على الردع فكان لابد من خوض حرب تشكل صدمه بالنسبة للفلسطينيين بالرغم من
كل ذلك وبالرغم من كل الدمار وبالرغم من كل ما يحدث الا ان الفلسطينيون يبدون صبرا
تحملاكبيراً والتفافا حول خيار المقاومة هذا بحد ذاته يعزز في كسر اراده المقاتل
الصهيوني، والجيوش تبدا هزيمتها عندما
تكسر اراده مقاتليها في القتال وهذه مساله مهمه فكان الكيان الصهيوني يجب ان يتم
ترميم القدرة على الردع عنده التي فقدها.
الامر الثاني: بالنسبة ل(اسرائيل) هي
تعلم أن المقاومة خلفها كل الشعب وان المقاومة الفلسطينية لن تتخلى عن الاسرى لأنهم
الكروت الرابحه، الاسرى يعني المستقبل الأفضل، الاسرى يعني الخلاص من الحرب بنتائج
افضل.
الامر الثالث:
وهو الاخطر ان قياده (اسرائيل) اليوم مجلس الحرب رئاسه نتنياهو وهذه التركيبة اليمينية
المتطرفة وان كانت تظهر انها حريصة على استعاده الاسرى، الا ان هذا الهدف بالنسبة
لها ليس هو الهدف الاساس بالنسبة لها ، انما التخلص من هذا الصداع الدائم،
كانت (اسرائيل) تتعامل مع قطاع غزه بانه حاله
يجب ان تبقى معزولة يجب ان يشغل الناس في قوت يومهم يجب ان يشغل الناس تحت ظروف
الحصار الصعبة بوسائل العيش لا وسائل
القتال، حتى عندما كان يراقب جيشها تدريبات المقاومة الفلسطينية ومناوراته
وقدراتهم القتالية التي كانت تتطور يوما بعد يوم بحكم التصنيع العسكري وغيره كانت
تعتبر ان هؤلاء القوم مشغولون في ذاتهم.
فكيف سيعبرون الينا كيف سيخترقون الحدود كيف سيصلون
الينا هذه الصورة الذهنية والقناعة التي تشكلت بفعل الايام وبفعل حاله العنجهية الصهيونية
ادت بالجيش الاسرائيلي ان يركن ويستسلم الى تفوقه التكنولوجي ولم يعلم ان التفوق
الاستخباراتي التي احدثته المقاومة الفلسطينية وعلى راسها كتائب القسام في 7
اكتوبر اسقطت كل تلك الصورة النمطية، التي
صنعها الكيان الصهيوني.
المفاوضات تأتي عبر وسطاء وبعد معارك
واحداث كبرى امنيه او عسكريه وهناك نظم واحلاف بين الدول تدفع الدولة للأخذ بها
اثناء تحركها على الارض وضمن قناعتها بان هناك ظهير لها يدعمها ضمن مرسومه من حولها،
فمصر عندما قامت بعبور خط برليف في 6 اكتوبر لم تمض الى هذه الخطوة الا بعد اعداد وتحالفات
وترتيب اوراقها مع الاتحاد السوفيتي وبعد ان امتلكت منظومه دفاع الجوي تؤهل جيشها لأن
يقطع 18 كيلو في صحراء سيناء ضمن امان نسبي هذا كله يأتي ضمن ما تركن اليه الدول
حتى اذا ما جلست على طاوله المفاوضات تصبح هذه التحالفات ورقة ضغط للمساوة وليس فقط مجرد الحديث عن اسرى او الحديث
عن سيطرة.
غزة محاصره من البر والبحر
والجو ما يمكن ان تفعله وما يمكن ان يتبدى لذهن قاده الجيش الاسرائيلي في النهاية
هي ضمن سجن كبير ، ولن تنجح من تحصيل اوراق ضغط واوراق قوه وستبقى ضمن هذا السجن.
حتى
تجربه شاليط كانت بالنسبة ل(اسرائيل) هو جندي فسهل اخفاؤه وقطاع غزه يعني بالنسبة
لجندي كبيراً اما قطاع غزه بالنسبة ل 250 اسير
ليس كبيراً.
نريد ان اسلط الضوء ان الدول عندما
تتحرك تتحرك في منظومات اوسع ضمن تحالفات ضمن مصالح هذه المصالح اكبر ما يخشى منها
امتداد الصراع وتوسع اطار الصراع انتقال الصراع من بوتقة منطقه جغرافية محدده الى
صراعات مفتوحه الى تدخلات اقليميه الى تدخلات دوليه هذا كله ينعكس على حركه النفط والتجارة الدولية مثال ذلك في 1973 كيف تدخلت السعودية
والخليج اوقف تصدير النفط الى الغرب.
خلط الاوراق تجاوز موضوع الدولة في
ذاتها وهذا ما تراهن عليه الدول وتخشاه في نفس الوقت والدول التي تواجه دول هذا
يعني بين قوسين الكيانات موجوده ضمن المنظومه الدوليه، اما عندما نتحدث عن حركات
مقاومه حركات تحرر فحلفائها تشكل ضغط في البعد
الدولي ولكن ليس بمثل تحالفات الدول مع دول.
فما الرهانات الموجودة
مع المقاومة؟
المقاومة اولاً : تراهن بعد الله عز وجل على ذاتها وعلى ما تملك
من مقدرات وقوه واراده وعزيمه على المواصلة في القتال ثانيا
هي تراهن على حاضنتها الشعبية هذه الحاضنة التي تمثل اكبر عامل من
عوامل صمود المقاومة.
وفي حالة غزة نقف عاجزين امام عظمه الشعب الفلسطيني
، ما يحدث في غزه تجاوز كل ما يمكن ان
يخطر على البال كلمه مجزره اصبحت يعني شيء يومي شيء عابر ومصطلح اباده اصبح لا
يعبر عن ما يحدث في غزه ومع ذلك هذا الشعب هذه الإرادة هذه القدرة العالية على
الصبر واحتضان المقاومة غير مسبوقة.
الامر الثالث
نتلمسه في خطابات الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيده صحوة الامة ما المقصود
بمصطلح الامه وكثير من الناس يقولوا ماذا يعني امه في ظل حالة التفكك بعد سايكس
بيكو ومن بعد سقوط الخلافة الإسلامية ، ومن بعد ما دخلت المنطقة تحت الاستعمار
وحاله ظهور الكونتونات الذاتية، وصناعه
انظمه معينة ضمن مصطلح فرق تسود وبروز كثير من المصالح البينية، وخاضت الدول
العربيه نزاعات وصراعات بينها من اجل سلك شائك ومن اجل موارد طبيعيه ، ودخلنا في
حاله تشتت ، والواقع الإسلامي واقع معقد ما بين تفرقه وطائفية ما بين مساحات أيديولوجية
مساحات عرقيه .
هذه
الحالة الممزقة للامه تجعل الكثير من شباب اليوم لا يستسيغ هذا المصطلح لكن اذا ما
تأملنا قليلا في الصحوة وامكانيه تحقيقها
ضمن تحولات تاريخيه كبرى سابقة وكيف صلاح الدين حرر القدس وفلسطين بجهود الامة
عندما تحقق حلف بين الشام ومصر واليمن والعراق عندما وجدنا ان هذه المنطقه تحولت
الى كتله صلبة في مواجهه المحتل الخارجي، والرهان على الامة رابح لأنه سيتحول الى
قوة مؤثرة قادرة .
في البعد الرابع الى رهان أوسع على احرار العالم وهنا
نتجاوز حتى مساله الامه الإسلامية احرار العالم، اليوم اصبحنا نشاهد مسيرات غضب وفعاليات
في كل العالم غربي .
ما
الذي أوصل هذا الكيان لأن يفكر في تهديد وجوده هل فقط ما صنعه المقاومون وهو
الاساس لا بالطبع لأن ما صنعه المقاومون هو مهد الطريق وفتح الطريق لإمكانية تطور فكرة انهاء الاحتلال ان هذه الفكرة ممكنه وقابله
للتطبيق فكره ازاله هذا الكيان هذا خطير بالنسبة للكيان الصهيوني.
دافيد
بن جريون اول رئيس وزراء لدوله (اسرائيل) وهو الرجل الذي اعلن عن اقامه دوله (اسرائيل)
بين قوسين وهو نفسه كان رئيس الوكاله الصهيونيه وهو نفسه كان رئيس الهاجاناه وكان
اول رئيس يستطيع ان يوحد الهاجاناه ويستطيع ان يوحد كل المجموعات المسلحة ضمن الهجانة
احدى اكبر العصابات الصهيونية في مرحله ما قبل الدولة هذا الرجل نفسه عندما عرف
الامن القومي ( فيما تتعارف عليه الدول في تعريفها للأمن القومي تتحدث عن قدره الدولة
على الحفاظ على مصالحها وحمايتها وتحافظ عليها ) بن جريون اختصر تعريف الامن
القومي ل(اسرائيل) في كلمتين الدفاع عن البقاء يعني حرب بقاء لأنه يعلم ضمن
فهم جيو بوليتيكا المنطقة وضمن فهم الاداء يعني الوظيفة المناطة بهذا الكيان في
اطار تزاوج الافكار وفي اطار ما اجتمعت عليه المنظومة الإمبريالية الغربية مع الصهاينة
ان هذا الكيان كيان وظيفي وهو اداه متقدمة مستعمره متقدمة وكيان متقدم يمثل المنظومة
الغربية في منطقه الشرق الاوسط هذا الكلام قد يصنف انه تاريخ بنيامين نتنياهو رئيس
وزراء (اسرائيل) الأن.
يقول
هذه معركه للدفاع عن منظومه الحضارة الغربية هذا الاستمرار وهذه الديمومة في التفكير
وازمه البقاء واللجوء للغرب مسكونين فيه الصهاينة هذا مسكون في العقل الصهيوني منذ
التاسيس والى الأن.
لذلك العوامل الأربعة التي تحدثنا عنها مراهنه المقاومة على ذاتها وعلى شعبها
مراهنه المقاومة على امتها وعلى احرار العالم ، هذه العوامل ستكون هي مسارات التحرير
الحقيقي لفلسطين في قادم الأيام، نحن لا
نتحدث عن عمليه طوفان اقصى كعمليه تحرير لفلسطين ولم يدعي المقاومون ولم يدعي قائد
كتائب القسام محمد ضيف عندما خرج في تسجيله الذي اعلن فيه عن بدء انطلاق العمليات
لم يعلن ان هذه الحرب حرب تحرير ولم يعلن انها حرب استراتيجية هذه محطه على الطريق.
وهنا نستحضر نفس المشهد في 6 اكتوبر 73 عندما
انتهت المعركة وحلل المحللون العسكريون وقدروا تقديراتهم فوجدوا انها كانت حرب
تحريك ولم تكن حرب تحرير كامله وسيناء عادت على
طاوله
المفاوضات لأن الجيش الثاني المصري والجيش الثالث المصري حصروا في الصحراء بعد ان
تجاوزوا القبه الجوية والغطاء الجوي في الصحراء.
في ظل الحديث عن هذه الامور وعن المفاوضات في القاهرة
والدوحة وخاصه انه وجود حاله سابقه مثل مفاوضات
شاليط وما افضت اليه سابقا في من صفقه تبادل بين المقاومة والاحتلال الاسرائيلي
كيف يمكن ان نفهم الأن الظرف الاقليمي للمفاوضات الجارية اليوم ؟
الظرف الاقليمي دائما معقد وتعرف المقاومة
الفلسطينية انها الى حد كبير مكشوفه الظهر لذلك عندما تحدثنا عن الرهانات تجاوزنا
ال المنظومة الإقليمية والدولية والمقاومة الفلسطينية تعلم انها بكثير العلاقات
والصداقات هو اسناد جيد.
وشاليط اثمرت الرهانات
التي كانت في يد المقاومة عليه ، ونفس
الرهانات ايضا موجودة مهما تغير ما بين السابق ما اليوم لأن العقيدة عند اليهود
وهذا ما ثبته موسى بن ميمون في كتاباته انه: استعاده الاسرى هو شيء مقدس يستحق ان
يحارب من اجله اليهودي حتى اخر نفس وهذا بالمناسبة ما انطلق منه نتنياهو في حديثه
في اليوم التالي للمعركة عندما اعلن عن هدف استعاده الاسر ضمن اهداف هذه المعركة.
لكن
الذي تغير ما بين الامس في صفقه شاليط واليوم ان صفقه شاليط هو ان (اسرائيل) بين قوسين
شعرت ان هناك مفاضله ما بين قدرتها على المحافظة على الردع وعلى صورتها ككيان قابل
للاستمرار والبقاء، وما بين التضحية باسرا جعل ردود الفعل داخل الكيان الصهيوني
على صفقه شاليط تترجم الى قوانين والى نظم وإقرار (حنابعل) انه بإمكان الجيش ان يستهدف
الاسرى مع اسريهم ، والجيش الذي يبعث مقاتليه وهو يقول لهم انا سأقتلكم إن وقعتم
في الاسر وانا عندي قرار وغطاء قانوني ، هذا جيش مهزوم هذا جيش لا يستطيع حمايه
جنوده هذه هذه مساله خطيره ، وهذه بيد المقاومة على كسر اراده القتال لدى العدو
الصهيوني.
ما حدث في صفقه شاليط وارتدادات نتائج ذلك دفعت (اسرائيل)
الى مسارات تغلق الطرق على امكانيه بقاء ورقه الاسر ورقه رابحه بيد المقاومة ، وهذه
القضية كسرت عزيمه مقاتليها ومضطرة ان تعود وتسعى من اجل استعاده اسرها وهذا ما
وجدناه في عمليه طوفان الاقصى وما بعدها.
الامر
الثاني المهم انهم اقروا قانونا يمنع القادة السياسيين من ابرام صفقات تقضي بإخراج
من يسموهم بمسمى الملطخة ايديهم بالدماء وهذا نفسه كسر بقرار مجلس الحرب وفي
الكنيست قبل أيام، فمن حيث المبدأ صحيح الصورة تختلف ما بين الامس واليوم ما بين
صفقه شيط وصفقات ما بعد طوفان الاقصى الا ان صفقه شاليط مثلت نقله نوعيه في اداره الصراع
مع الاحتلال.
حماس تعتبر حديثه عهد
بالمفاوضات مقارنة بالتاريخ الفلسطيني ، وتاريخنا زاخر بالمفاوضات ومفاوضات الاسرى
وبعمليات الاسر من عمليات اختطاف الطائرات (ليلى خالد) وكيف صارت عمليات المبادلة عبر
الجبهة الشعبية مع الصليب الاحمر وطائرات في بريطانيا وعن طائره متوجهه من روما
الى تل ابيب وفي 79 عمليه تبادل النورس وكيف تم تبادل جندي طيار قبال 76 اسير
فلسطيني وعمله مبادلة بين عميلة موساد اردنيه في ايدي حركه فتح وما بين قيادة فلسطيني
ايضا ما بعد ذلك عمليه الجليل التي تعتبر اكبر العمليات التبادل كانت من قبل الجبهة
الشعبية القيادة العامة بتبديل 1155 اسير فلسطيني مقابل ثلاثه جنود صهاينة هذه
المحطات كانت مهمه في تاريخ القضية الفلسطينية ومحطات نضاليه .
موضوع الاسرى عند حماس كانت اول تجربه هي تجربه
الافراج عن الشيخ احمد ياسين 97 من قاد المفاوضات في تلك الفترة الاردن وحماس لم
تكن جزء من المفاوضات.
حيث شعر الاردن بأنه مس بكيانه وفي نفس
الوقت كان هناك اوراق لتركيز الضوء فيما يتعلق بخالد مشعل وفي الصورة التي خرجت له
وهو مسجى على فراش الموت ، ولم يكن متوقع انه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركه
حماس سينجو من ذلك الاغتيال الذي تم بنمط جديد اغتيال باستخدام سلاح كيميائي ، اما
ان يموت واما ان يحصل على الترياق ومن كان يظن ان (اسرائيل) ستمنح الترياق وستقدم مكافاة
للملك حسين امام مشهد معقد وصعب جدا جعل قدرتها على المناورة في المنطقة والمحافظة
على كينونتها على محك فكان تفاوض مباشر افضى الى تسليم الترياق وشفاء خالد مشعل وخروج
الشيخ احمد ياسين واثنين من مرافقيه واطلاق الاردن سراح عميل موساد. هذا كان اول
بروز لمشهد حماس في الحلبة الدولية في مسالة المفاوضات وخروج اسرى من حماس ، الشيخ
احمد ياسين
مشهد شاليط كان استثنائي وكان قفزه حتى
في تاريخ المفاوضات حيث اسر في قطاع غزه
من قلب 0اسرائيل) من داخل الدبابة وخرج المقاتلون الفلسطينيون من داخل قطاع غزه
واقتحموا الحدود بفتره زمنيه قياسيه يقوم بها مجاهدون بدائيون في نمط القتال وبوسائل
بسيطة يواجهون فيها الدبابات ، و قطاعات صغيره يقطعون فيها السلك الشائك .
شاليط الذي لم يكن قد جند لاشهر في
الجيش الاسرائيلي ويكون مصيره ان يذهب الى نوبة في فرقه غزه على حدود مع رفح وما
بين منطقه رفح وخان يونس حكايات من تضليل من قبل المقاومة للعدو وتفاصيل كبيره
لتلك العملية على بساطتها وعلى سرعتها الا ان القسام هي التي اشرفت على هذه العملية
ودارتها بشكل دقيق ، كانت عمليه اقتحام وانسحاب والاسر بتوفيق من الله عز وجل ثم
تطوير للنصر الذي حدث من قبل المجموعة المقاتلة.
كانت مصر هي الراعية في الدرجة الاولى
للمفاوضات وكان هناك ايضا وسيط الماني كان له يد في هذا الحدث ، واول مره تحضر
حماس في المفاوضات ، فكيف كان حضور حماس لاول مره في هذا المشهد ؟ خاضت المفاوضات وهي في سده الحكم وهذا امر في
غايه التعقيد ولم تدخل المفاوضات وهي متجردة من المسؤولية عن الناس وعن المجتمع في
قطاع غزه، وعجله الاحداث الداخلية كانت مستقرة لم يكن هناك انقسام بشكله الفج .
نعم حماس تفوز في الأنتخابات يشكل
اسماعيل هنيه حكومته ولازالت الامور ما بين اخذ ورد حماس لم تتمكن تماما بعد من
زمام السلطة والمراسيم الرئاسية كانت واضحه بسلب حماس كثير من قوى وخيوط السلطة.
الشارع الغزي يشير الى تخلي حماس عن خيار المقاومة
المسلحة لأنها دخلت في وحل السلطة اصبحت هناك تساؤلات هل القسام منظومه واحده مع
حماس؟ هل القسام سيتوقف عن العمليات حتى لا يحرج قيادته السياسية التي اليوم هي
تقود الحكومة.
ولكن بعد اقل من خمسه شهور على تسلم حماس لزمام
الحكم تخوض احدى اهم عملياتها التي نقلت الصراع نقله مختلفة في بعده الهجومي
مقاتلي حماس يعبرون الى المستوطنات داخل قطاع غزه أدى الى ان انسحب الاحتلال في
2005.
اليوم المقاتلون يعبرون الى داخل
الاراضي المحتلة فيما يسمى بغلاف غزه وحماس ليست في السلطة ، وسابقاً كانت في السلطة
استطاعت ان تتجاوز الصدمة الاولى التي حاولت ان تصدمها اياها (اسرائيل) مباشره منذ
ان تيقنت ان هناك جندي بين يدي المقاومة عملت على تدمير كل شيء في قطاع غزه، واستمرت الغارات الجوية والاجتياحات غير المحدودة
تريد ان تصل الى شاليط فقطعت الطرق الواصلة ما بين الجنوب والشمال ودمرت بنى تحتيه
لغزه.
شاءت إراده الله ان يقوم حزب الله باسر
جنود صهاينة ويقوم بعمليه في الشمال فتتحول دفه المعركة الى الشمال ونكون على موعد
مع حرب تموز وتستمر هذه المعركة لأكثر من شهر ما بين المقاومة اللبنانية والكيان
الصهيوني مما أدى لاختلال الموازين عند (اسرائيل) وخروجها حتى ما بعد حرب تموز.
ولازالت حماس تحتفظ بشاليط ومضت اشهر والضربات
والاجتياح لم تعد مجدية، فتم تصعيد العمل الاستخباري، مارست (اسرائيل) مجهودا
استخباراتيا غير مسبوق لدرجه انه عندما تثبتت ان شاليط أسر وهو جريح وصل الحال بها
ان ارسلت عملائها للبحث في سلات القمامة وفي المستشفيات في الحارات في كل مكان ، واصبحت
في حاله من الهوس الأمني.
يريد الكيان ان يصل الى مكان الجندي في
اي محافظه أو مدينه أو أي حارة أو بيت، وهل هو في قطع غزه، وصلوا الى مرحله يسألوا
المسافرين في المعابر ماذا لديهم من معلومات
من قبل ان تبدا المفاوضات، وهذا دليل على
ان (اسرائيل) لم تكن تتوقع مثل هذا مشهد جعل (اسرائيل) تصل الى قناعه حتمية المفاوضات
وانها لن تصل الى هذا الجندي لا بمجهود عسكري ولا بمجهود امني استخباراتي، وكان يحاول دائما العدو الصهيوني ان يظهر بمظهر القوي
المتغلب اللا مبالي غير المهتم، ليفقد
حماس نقاط القوه التي تملكه وانه ليس لديه
مشكله وهنا قدره المقاومة على قراءه فكر الكيان
الصهيوني وعلى قراءه المجتمع الداخلي في الكيان الصهيوني هذه مساله حساسة وعلامه
فارقه.
بدأت تتحرك عبر بعثات أوروبية يأتون الى
المنطقة ويفتشون ويثيرون المسألة ويبدون الاستعداد
للوساطه.
قياده حماس في ذلك الحين كانت موجوده في
دمشق في رئاسة خالد مشعل كانت الزيارات ممكنه وكانت دمشق تتوالى دور مصر بحكم الجغرافيا وبحكم التماس
مع حماس ، ومثل مصر تحاول أن تتصدر كدور قيادي
وكمنظومه تؤمن ان القضية الفلسطينية كرت اساسي من كروتها للحضور على الطاولة الدولية.
اليوم مصر جزء من مخاطبه العالم لأنها
بوابه اساسيه للعبور الى القضية الفلسطينية ومصر لا تريد أن تفقد الوساطة ولا
الحضور وحتى أنها تتدخل في كل تفاصيل القضية الفلسطينية والتخلي بالنسبة لها شيء
مستحيل لأنه جزء من جلوسها على الطاولة الدولية بما تمثله القضية الفلسطينية من
بعد دولي وانساني وعلى تماس مع الكيان الصهيوني الذي يمثل واجهه المشروع الغربي في
المنطقه.
كانت المفاوضات
في 2009 صعبة وكان لحماس موقف:
اولا
: كانت حماس حريصة على ان تستفيد من كل تجارب الفصائل الفلسطينية السابقة
ثانيا: كانت حماس تخوض دبلوماسية مكوكيه
مع كثير من الأنظمة العربية وكانت تقدر كثير من التفاصيل التي تستطيع ان تناور
فيها وهذا اعطاها خبره جيده
الثالثاً: تصدر القيادة العسكرية لكتائب
القسام في متابعه هذا الملف كان في البداية يدار بشكل اساسي من المكتب السياسي لحماس وكان يعني
اكثر من مسؤول يتعاقب على هذا الملف مثل الدكتور
الشهيد اسامه المزيني اللي قضى في المعركة الأخيرة بعد طوفان الاقصى هو وعائلته
وابناؤه في استهداف صهيوني غادر لمنزلهم ، الدكتور محمود الزهار ابو خالد تسلم
الملف من اليوم الاول من الجناح العسكري، ويتابعه بشكل مباشر احمد الجعبري ومعه
مروان عيسى نحن نتكلم عن الرجل الثاني والرجل الثالث في القسام في ذلك الحين، وقائد
الاركان محمد ضيف أبو خالد نائبه احمد الجعبري الذي يمثل القسام في المستوى
السياسي لقدرته على التحرك والمناورة اكثر من محمد ضيف، والملف في مستوى عسكري وسياسي
حتى تجاوز الموضوع الى ادخال الاسرى في
داخل السجون في المناقشات وخوض تواصلا مع السنوار داخل السجن وهو شخصيه استثنائية سواء داخل السجن او خارج السجن،
حيث جلس مع اسرى مقدسيين تم تحريرهم في صفقه شاليط ومع اسرى من الضفة ومع اسرى من
غزه .
وكان له دور كبير في تحليل المعلومات والى
اين ستصل المفاوضات ، كان القرار بيد السنوار في الصفقه كان رجلاً مؤثراً بالرغم
من وجوده اكثر 20 سنه في السجن، هو مؤثر سواء كان في قياده العمل او غير موجود في
هذه القيادة وهذه مساله جدا تحسب له، السنوار كان في خط مباشر مع احمد الجعبري
بنفسه يتابع الاسماء ويتابع الكشوفات.
العرض الذي كان مقدم من المانيا كان
بسيطاً هو من200 ل 400 اسير احكام عالية وعن
عدد كبير من النساء والأطفال .
فشلت
لأنها لا تتناسب مع التضحية وكل هكذا جهد وقدره على إخفاء شاليط عن انظار كل الأجهزة
الاستخباراتية في العالم كان هذا الثمن بالنسبة لحماس لا يسوى ولا يعادل كل هذه
الجهود لإخراج شاليط.
استمرت المفاوضات بجهود فرنسيه ومحاولات
وتدخلات تركيه وهذه المحاولات لم تكن جاده
واصبح هناك انقطاع، بعد هذا الانقطاع
اختلفت صيغه حماس واصبح المتحكم الاساسي في الامر القسام اخرج الجانب السياسي من المعادلة
واصبح احمد الجعبري وفريقه المسؤول لأنه بمعرفة كل التفاصيل وقادر على متابعه لكل
الجوانب بعد ان دخلت مصر بقوه على الملف حيث
كانت تناور وتغيب عن المشهد وان تكون ضمن ثنائيات وتضغط لكي لا يتم الخوض في تفاصيل
بعيدا عنها، لأن قضيه فلسطين كرت أساسي بالنسبة لها ولا يمكن ان تستغني عنه وهو مهم
بالنسبة للأمن القومي المصري والقيادة.
في هذه المرحلة ابدى القسام والوفد
المفاوض تماسه الدائم في المفاوضات مع المصريين وهو يملك معلومات استخباراتية كبيره
ويعلم ما الذي يحدث على الارض ، ويعرف الوفد بقيادة احمد الجعبري ومروان عيس
معلومات كثيرة ومهمة ، فنحن لا نتحدث عن ملف شاليط وحده نتحدث عن معلومات تتجاوز
ذلك مثل الفوضى الموجودة في سيناء موضوع الأنفاق الذي عمل ازمة لمصر وكثيراً من
التفاصيل الإقليمية.
اذهل القسام المخابرات المصرية وهى تعي
جيدا كيف يقوم ميكانزم العمل لدى كتاب القسام وكيف تمتلك كتائب القسام منظومه عمل
استخباراتي وادوات مختلفة تتجاوز كثيراً من الخطوط لكن عندما وجدوا انفسهم على
طاوله واحده مع هذا الوفد بهذه القدرة المعلوماتية العالية وبهذه الجدارة في
التفاوض والقدرة على المناورة والوصول الى دق التفاصيل هذا اعطى الوسيط المصري قوة
في مناوره مع الوفود الاسرائيلية.
لعبت
العوامل الشخصية للمفاوض الفلسطيني دورًا مهماً كبوابة للتفاوض ومرونة في التنقل بين دمشق
والقاهرة وما بين التواصل مع المستوى السياسي والتواصل مع الوفد الموجود فيه المستوى
العسكري
وفي نفس الوقت وكما تم الإشارة في (ويكيل ليكس) فتح خط
اي مفاوضات غير مباشرة واستقراء معلومات غير مباشر ما بين وكيل وزاره الخارجية في حكومة
حماس غازي حمد وبين رئيس او مدير مركز الراسات اسرائيلي فلسطيني بطريقه غير مباشره
هذا الموضوع كان بالنسبة لحماس بوابه خلفيه لاستقراء كثير من المعلومات، في نفس الوقت
الدبلوماسية الشخصية لها حسابات مختلفة في العمل رافت شحاده رئيس جهاز المخابرات
في حينه شخصيته كاريزميته فهمه للملف الفلسطيني قدرته على استيعاب طبيعة تفكير العسكريين
.
وهو
مناور مع المستويات السياسية في لحظه من اللحظات اشتداد الحديث بين عمر سليمان
والجعبري هل كان ضغط على المقاومة، مصر في لحظه من اللحظات ارادت ان تغلق هذا
الملف و في كثير من الاطروحات تجد فيها فرصه لإغلاق هذا الملف لأنه وفد (اسرائيل)
وكان يقوده ديفيد ميداني المكلف من نتنياهو في ذلك الوقت كان يبدي حاله من التعجيز
في المفاوضات فمثل في احدى مراحل التفاوض بأن قبول ببعض الشروط عباره عن القبول الأخير،
رد
المقاومة كان وقتها اعتبروا شاليط غير موجود هذا ازعج الوسيط المصري لدرجه انه قال
بصراحه نحن من يتحكم ونحن نتكلم مع مستوى قيادي والمستوى المتنفذ بالشارع الغزي.
لما بدأت تتسرب بعض الاسماء في كشوفات بعض
الاسرى في السجن اصيبوا بخيبة امل وهذا يوحي بأن الاتفاق قاب قوسين او ادنى وهذا
ما جعل المقاومة الفلسطينية وما جعل المستوى السياسي في حماس يحظر الحديث في ملف
التبادل.
وهذا التسريب لعب في اعصاب الاسرى
واهاليهم حتى في الشارع تعرض أسماء ( حسن
سلامه أو السنوار لازم يكون في عنا اسم كبير ومن الضفه من وماذا عن المؤسسين عن الأوائل
عن يحيى عياش نتكلم عن زهر جبارين وبدأت النقاشات حول التوزيع الإقليمي بين الضفة
والقطاع وصلت لمرحله أن المصريين قبلوا بأسماء
وضعتها (اسرائيل).
نبض الشارع بعطي دعم للمفاوض من جانب المقاومة
، والامور لا تدار بنبض الشارع لا تعمل على قاعده وفق ما يطلبه المستمعون، هناك
حسابات دقيقه انعكست في نتائج صفقت وفاء الاحرار كما سمتها المقاومة الفلسطينية.
لو استطلعنا خارطة توزع الاسرى الذين تم الافراج
عنهم كانوا من كل جغرافيا فلسطين من الداخل ومن الخارج من ال 48 من القدس من الضفة
من غزه يعني حسابات دقيقه اعداد المؤبدات اعداد الاحكام العالية اعداد الناس اللي
بيسموهم ملطخه ايديهم بالدماء الناس التاريخيين الناس هناك نتائج لما قراناها
فهمنا ماذا يعني جهد فهمنا كيف اليوم هي مساله مهمه فهمنا كيف اليوم (اسرائيل) في
حاله من اللاوعي لأنها اخرجت من سجونها من قادوا طوفان الاقصى ومن يؤمنون بالخيار المسلح
والقتال هو خيار لا يحتاج حسابات كثيره تطيل من زمن المعركة.
جرت العادة من يدير منظومه بلد ويدير تنظيم
هرمي ويدير منظومه علاقات يتاثر شئنا ام ابينا بكثير من الحسابات واليوم خرج من
سجون الاحتلال الصهيوني من تجرد كثيرا من هذه الحسابات واعطى اعتبارا واحدا
للحسابات التقديرات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية والاستخبارات وفقها كانت ضربه اسقطت
اسطوره الجيش الذي لا يقهر في 7 اكتوبر في طوفان الاقصى هل نحن امام مشهد جديد
سيتكرر فتخرج (اسرائيل) من سجونها من سيقود عمليه اكبر من عمليه طوفان الاقصى في
المستقبل القريب هل حديث كثير من اصوات المقاومة ان قاده التحرير سيخرجون في قادم
الايام من سجون الاحتلال هذا مشهد رعب بالنسبة ل(اسرائيل) وهذا مشهد نقاش حاد
بداخل اروقه الكيان الصهيوني العسكرية والسياسية والأمنية وحتى الإعلامية.
في
ظل الحديث الأن عن صفقه نتحدث عن الاشخاص الذين اداروا صفقه شاليط نحن نتحدث عن
غياب احمد الجعبري استشهد نتحدث عن عمر سليمان غير موجود ، والشخصية الموجودة الأن
هم مروان عيسى من جانب المقاومة ونتنياهو هو في الحكم هو ايضا كان في وقتها في زمن
شاليط ، كيف تنعكس تغير الاشخاص في المفاوضة على نتائج المفاوضات وحتى عملية سير
المفاوضات اي يعني مشهدين منفصلين المشهد الاول مشهد الكيان الصهيوني نعم نتنياهو
المهزوم البائس الذي لم يكن يتوقع في اسوا كوابيسه ان تعيش دوله الكيان الصهيوني
مثل هكذا هزيمه يجد نفسه مضطر مره اخرى للتفاوض غير المباشر مع حماس والقسام
والفصائل المقاومة الفلسطينية.
لديه
المعرفة بعقليات مصنع القرار في حماس وهناك عامل جديد ومهم ضاغط بشكل كبير على
نتنياهو، كل يوم تستمر فيه الحرب هي عباره عن طوق نجاه من السجن نتنياهو في اليوم الذي
تنتهي فيه الحرب في اليوم الذي يغادر فيه المنصب سيسقط سقوطا مروعا.
مروان عيسى في ذلك الحين كان مسؤول
استخبارات حماس في صفقه شاليط كان هو مرجعيه يملك المعلومات كبيرة اليوم وهو نائب قائد الاركان وهو مرجعيه
التواصل مع الملف السياسي عن الجهاز العسكري وهو في سده العمل وفي نفس الوقت من حوله
ممن عايشوا تلك الفترة ومارسوا اعمالها لازالوا موجودون محمد سنوار الاخ الاصغر
ليحيى سنوار كان لأول مره تخرج له صوره قريبه عندما سلم بيده من الجيب لشاليط الى رائد
العطار ورائد العطار سلمه الى الجانب المصري الى احمد الجعبري و واصلوا الى
القاهره، هذا المشهد اثيرت حوله علامات استفهام كبيره في دور محمد السنوار في المحافظة
على شاليط في اداره وحده الظل اللي هي مخوله كانت باسر شاليط والمحافظة على سريه
ملف احتجاز شاليط واليوم هي تتولى عمليه المحافظة على الاسرى الصهاينة داخل قطاع غزه
هذا الرجل لازال حي من ايام ومن اسابيع قليله استطاعت (اسرائيل) ان تصل الى احدى
المواد الارشيفيه في احدى الأنفاق وتخرج صورا لمحمد سنوار وهو يقود جيب عسكري داخل
احدى اكبر الأنفاق التي لم تتخيلها (اسرائيل) في اسوا كوابيسها تحت مدينه قطاع غزه.
محمد سنوار اليوم والقيادة موجودون من
اتخذوا القرار وذلك العهد الذي ابرمت فيه صفقه شاليط كان يقود حماس في غزه نزار
عوض الله وهو موجود وكان يقود العمل الحكومي لحماس والعمل الرسمي لحماس اسماعيل
هنيه وهو اليوم على راس المكتب السياسي لحركه حماس وخالد مشعل الذي كان يقود
المكتب السياسي لحركه حماس اليوم هو يقود اقليم الخارج في حركه حماس هذه الشخصيات
جميعها موجوده اليوم وتدير فيما بينها اوراق المناوره وتمتلك قدره عالية على المناورة.
عندما نتحدث عن استلام حماس لاتفاق
الاطار الذي نوقش فيه باريس بمشاركه قطريه مصرية فرنسية امريكية (اسرائيلية )
تسلمته حماس بتقنية عالية ولم تعد كالأمس حتى في ادق المصطلحات كان بإمكان حماس ان
تخرج في اول تصريح وترفض اتفاق الاطار لسبب بسيط اعلنته منذ اليوم الاول نحن لا
نتحدث عن تبادل الاسرى دون وقف اطلاق نار نهائي وبالذات الاسرى العسكريين لكن حماس
بكل هدوء اعلنت ببيان رسمي حماس تتسلم اتفاق الاطار حماس تدرس اتفاق الاطار الوسطاء
يتدخلون مصر تتدخل قطر وهنا الدور الجديد وهنا الوسيط الجديد سنتحدث عنه حماس تدرس
يوم اثنين ثلاثاء الوسطاء يتدخلون الى متى نحن مؤسسه شوريه تقول حماس نحن لا نتحدث
عن مستوى سياسي منعزل عن المستوى العسكري نحن لا نتحدث عن مستوى سياسي مرتبط
بالخارج دون الداخل نحن كل كتله ونواه قياديه صلبه مشهد معقد بالنسبة ل(اسرائيل)
لماذا لأن كل الغرب ينتظر ان تتوقف هذه المعركة لأن (اسرائيل) لا تستطيع ان تحقق
شيء من اهدافها هنا الإضافة المهمة هنا حماس تتحدث بصريح العبارة اننا دون تواصل
مع القيادة في الداخل لا يمكن لنا ان ننهي دراستنا لورقه اطار المقترحة .
تتم عمليه التواصل وكيف تجري عمليه
المفاوضات تتسلم ، الردود حماس ترجع الى الداخل والأن نعلم وضع الداخل ما هو
بالذات في غزه يعني كيف يتم التواصل وقطاع غزه 17 عام تحت الحصار حماس احدى عوامل
قوتها تماسكها القيادي وبالمناسبة وحده القيادة في كثير من المدارس العسكرية هي
اصل من اصول الحرب هذا حتى في المدارس العسكرية فضلا عن المستوى السياسي
والاستراتيجي حماس خلال 17 عام كما طورت منظومات صواريخ وكما طورت منظومات عسكريه
هي طورت ايضا منظومات استخباراتيه ومنظومات تواصل ومن اهم عوامل نجاح القيادة في
المعارك وفي الظروف الصعبة القدرة على الاتصال والتواصل هي مساله كثير مهمه فحماس
طورت منظومات تواصل بين الداخل والخارج مشفره ومعقده وليس من السهل اختراقها فيها
امان نسبي الى حد ما لأنه المهندسين القساميين الذين استطاعوا ان يصلوا لتكنولوجيا
الطيران من غير طيار واستطاعوا ان يصنعوا معدات عسكريه تسقط اسطورة الميركافا الصهيونيه
ايضا صنعوا منظومات تواصل ونحن نعلم ان الأنفاق تحوى منظومات التواصل السلكي
تليفون تحييد التكنولوجيا تحييد الفضاء الالكتروني ومع ذلك في تجاوز لتحدي الداخل
والخارج والبعد الجغرافي طوروا منظومات للتواصل ما بين الداخل والخارج وتتفاجأ
عندما تعلم ان اتفاق الاطار الاخير جزء كبير من الملاحظات بل ان الملاحق الذي صدرت
وكشفت عنها وسربت الاخبار اللبنانية يتحدث كثير من قاده الفصائل تم اطلاعهم على
هذه الأوراق ان هذه الملاحق تمت صياغتها وكتابتها بالدرجة الأساسية في مسودات داخل
قطاع غزه من قبل السنوار ومن عيسى.
(اسرائيل) تضغط وتضرب في البنى التحتية وتحذر
بالحفر هنا والعبث هناك علها تصل الى نفق هنا او انها تحث الخطى كذلك التائه في
الصحراء يعني تخيل قياده جيش تخرج السنوار كان هنا هذا النفق هذا خط يده اي سقوط
هذا هو لا يفهم على قدره العالية في الحرب النفسية هو لا يفهم انه بذلك يشد من عضد
المقاومة وهو في المفاوضات عندما تصله هكذا رسائل وهكذا ردود تزيد قناعته ان المقاومة
الفلسطينية عندها قدره عالية في السيطرة والضبط والتحكم الميداني والقدرة على
التواصل مع الخارج والتأثير في القرار .
دخول قطر على ملف المفاوضات له تأثير
على سير المفاوضات خاصه انه نتحدث انه في السابق كانت مصر بشكل حصري بيدها الملف وكان هذا بسبب رغبة حماس ورؤية المحللين السياسيين وباحثين في الشأن
الاستخباراتي وجماعات الضغط والمقاومة الفلسطينية كان عندها قرار واضح انه يجب ان
تكون قطر حاضره وبقوه في هذا الملف منذ السبعة ايام بعد 49 يوم من القتال في هذه المعركة
التي تبعت طوفان الاقصى تبعت عمليه طوفان الاقصى كيف كان الإعلان الاولي عن التفاهمات
كان إعلان قطري صار شراكه مع مصر هذه أولا
رغبه من المقاومة الفلسطينية وهذا ليس تقليلا من شان مصر وليس تقليلا من
الدور المصري لكن كان قرار المقاومة الفلسطينية انه اذا ما مورس في لحظه من
اللحظات ضغط على الوسيط المصري او على الوسيط القطري تتعدد اوجه وقنوات الاتصال
هذا في ظل معركه ضخمه في ظل معركه تجاوزت برادات فعلها حدود التأثير في المنطقة
فنحن نتحدث عن اهميه وجود اكثر من وسيط واكثر من مؤثر واكثر من دوله تمتلك
جيوجغرافيا سياسيه وتمتلك تواصل استراتيجي في البعد السياسي والدبلوماسي الدولي
يختلف عن الاخرى قطر منذ ان دخلت على هذا الملف بقوه لم تبدو وكأنها حديثه عهد لأنه
قطر خاضت وساطات كبيره قطر عندها تجربه يعني مميزه وتجارب ناجحه كما هناك تجارب
لمصر ناجحه في الوساطات اهمها يعني الوساطة في صفقه شاليط، فينسب لقطر الكثير من
الفضل في انهاء كثير من الصراعات والازمات في المنطقة ليس الملف الافغاني عنا
ببعيد هذا يحسب لقطر الامر الثاني ان قياده المقاومة موجوده في قطر وبالمناسبة هنا
مساله الالتقاط الدور انت اليوم تتحدث عن تحرك لقياده حماس في جغرافيات معينه قدره
قطر على التقاط الحبل والتقاط شباك العمل الدبلوماسي في هذا المجال والتصدر بقوه والمناورة
وكل ذلك دون تأثير على اي علاقات بينيه معها ومع مصر هذا قمه الذكاء انه دخلنا على
الوساطة دون تقليل من الدور المصري اسناد ودعم للحالة الموجودة حرص على اداره
توازي حجم المعركة واي بعد متعلق بتواجد قياده حركه حماس في الدوحة وقدره عالية
على استكمال ما بدا من مناورات في الملف الافغاني مع الامريكان في دخول جديد
لامريكا على ال المفاوضات هذا لم يكن مسبوقا لم يكن مسبوقا في مفاوضات بين حماس والمقاومة
الفلسطينية والكيان الصهيوني ان كانت امريكا حاضره بهذا الشكل وبهذا التدخل
المباشر كنا نتحدث عن تحرك دبلوماسي وكان بإمكان امريكا ان تكتفي بتحركات وزير
خارجيتها ما بين الدول وجولاته المكوكية لكن اليوم مدير السي اي ايه بنفسه يجلس
الى جانب مدير المساد واذا جانب رئيس الشباك على طاوله واحده مع الوسطاء القطريين
والمصريين.
الرحمة
للشهداء والشفاء للجرحى ويكتب الفرج القريب لأهلنا وشعبنا في فلسطين وان يرفع هذا العدوان
عنهم
د.
عبدالرحمن الفرا في عربي بوست - Arabic
Post
بتاريخ
14/02/2024 اجرى الحوار اسامه ابو ضغير
في بودكاست عربي بوست
الدكتور
عبد الرحمن الفره استاذ التاريخ والعلوم السياسية والباحث في دراسات الاستخبارات
وجماعات الضغط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق