الخميس، 18 يناير 2024

الصراع الايراني الباكستاني وتصفية حسابات البلوش .. الجزيرة نت

 

يُعتقد أن اسم بلوشستان جاء نسبة إلى عرقية البلوش التي سكنت المنطقة قديما، وهم من المسلمين السنة ويتحدثون اللغة البلوشية والفارسية إلى حد كبير، ويرجع بعض المؤرخين الحضارة البلوشية إلى ما قبل 9 آلاف عام.

وتقول بعض الدراسات التاريخية إن البلوش هم السكان الأصليون لتلك المناطق منذ آلاف السنين، بينما يرى مؤرخون آخرون أن البلوش أصولهم عربية وانتقلوا للعيش في تلك المناطق قبل حوالي ألفي سنة.

ويُعتقد أيضا أن المنطقة كانت جزءا من الإمبراطورية الفارسية الأخمينية ثم الهندية، وخضعت أيضا إلى المقدونيين والغزنويين والسلاجقة والمغول، وقد مرّ الإسكندر الأكبر منها خلال عودته إلى بابل بعد حملته الهندية عبر صحاريها.

كما يُعتقد أنها كانت مأهولة بمزيج من الشعوب الإيرانية والهندية، واتبع الناس هناك في بعض العصور الديانات الهندوسية والبوذية والزرادشتية.

وخلال العصر الإسلامي كانت بلوشستان تخضع لسيطرة الإمبراطورية الفارسية الساسانية، ثم خضعت إلى سيطرة سلالة الراي في السند. ثم حقق المسلمون انتصارا على تلك السلالة عام 644 م في معركة راسيل وغزا مكران.

بعد غزو السلاجقة الأتراك بلاد فارس في القرن الـ11، هاجرت بعض القبائل البدوية من وسط إيران والمناطق الواقعة جنوب بحر قزوين إلى بلوشستان، كما هاجرت بشكل منفصل قبائل البراهوي من وسط الهند إلى المنطقة ونسجت علاقات قوية مع البلوش.

وفي القرن الـ16 انقسمت بلوشستان إلى مناطق سيطرة بين الإمبراطورية الفارسية الصفوية إلى الغرب وإمبراطورية المغول من الشرق، ووفقا لبعض المصادر فإن هذا ما يعكس تقريبا الحدود الإيرانية الباكستانية اليوم. وخلال عهد المغول كانت السيطرة لحاكم محلي في قلات، وهي منطقة في بلوشستان الباكستانية.

منح خان قلات عام 1783 السيادة على ميناء جوادر لرجل أصبح فيما بعد سلطان عُمان وقرر الاحتفاظ بها كجزء من مناطقه، واضطرت باكستان لشرائها من عُمان عام 1958.

وبعد انهيار الإمبراطورية الصفوية وانهيار إمبراطورية المغول، انقسمت بلوشستان إلى إمارات صغيرة وقع بعضها تحت سيطرة أفغانستان مع شيء من الاستقلالية، ومن هذه الإمارات قلات.

وبعد الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية هاجمها البريطانيون خلال غزوهم لأفغانستان، وبذلك وقعت أجزاء من بلوشستان تحت الحكم البريطاني.

وبقي الجزء الإيراني من بلوشستان تحت سيطرة الفارسيين في إيران، بينما كان الجزء الباكستاني تحت سيطرة بريطانيا، إذ رسّمت الحدود بين بريطانيا والإيرانيين عام 1871، ثم اعترف بها بين باكستان وإيران مع بعض التغيرات الطفيفة بين عامي 1958 و1959. وقد سميت سيستان بلوشستان بهذا الاسم بعد الثورة الإيرانية عام 1979.

خلال العصر الحديث شكلت مناطق بلوشستان الباكستانية والإيرانية مناطق تحد لحكومات البلدين، حيث أصبحت مناطق صراع تنتشر فيها جماعات بلوشية تطالب باستقلال أكبر لهذه المنطقة.

الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية

ظلّت منطقة بلوشستان حتى القرن الماضي تفتقر للأهمية التاريخية والإستراتيجية، رغم أنها كانت تربط بين ثقافات وحضارات جنوب آسيا والشرق الأوسط.

لكن الأهمية الكبرى اكتسبتها المنطقة باعتبارها حلقة وصل للتجارة على مدار عقود، لأن جزءا كبيرا منها -يعرف بـ"مكران" وهي مناطق الشريط الساحلي الطويل- يطل على بحر العرب الذي يربط تلك المناطق بالخليج العربي ثم الشرق الأوسط.

وفي باكستان يعتبر ميناء جوادر في إقليم بلوشستان من أهم الموانئ في المنطقة، وهو درة التاج في مشروع الممر الاقتصادي بين باكستان والصين، والذي يخطط له أن يكون رابطا رئيسيا للتجارة الصينية مع العالم العربي.

وعلى الجانب الآخر يطل سيستان بلوشستان على خليج عُمان ويقع فيه ميناء تشابهار الإيراني، الذي لا تزال تسعى الهند لتطويره بهدف منافسة كل من باكستان والصين، والتأثير على أهمية ميناء جوادر

وبغض النظر عن هذه المنافسة، إلا أن وجود هذه الموانئ الكبرى، إضافة إلى موانئ أخرى صغيرة، يرسم ملامح الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية لتلك المناطق بالنسبة للدول المشاركة في المشاريع التجارية هناك.

وتعتبر الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك وإنتاج الموارد الطبيعية من المقومات الرئيسية للاقتصاد في إقليم بلوشستان الباكستاني، حيث تشكل الصناعة أهمية أقل بكثير من هذه المقومات.

وفي سيستان بلوشستان بإيران دخلت الصناعة إلى الإقليم مؤخرا بعد إدخال بعض الإصلاحات الاقتصادية المتعلقة بالضريبة والجمارك، ساهمت في زيادة الاستثمار الصناعي في المنطقة، حيث تم بناء مصانع للإسمنت والنسيج وصناعة شبكات الصيد.

وتعتبر منطقة بلوشستان من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي والفحم والمعادن الطبيعية الأخرى مثل النحاس والذهب والفضة.

الصراع البلوشي

لا تزال المنطقة باختلاف مواقعها بين باكستان وإيران مناطق صراع، فبعض البلوش مثلا في باكستان يعتقدون أن حاكم قلات وافق قسرا على الانضمام إلى باكستان عند تأسيسها واستقلالها عن الهند عام 1947، ويتهمون الحكومة الباكستانية بأنها تسرق ثروات الإقليم ولا توزعها بشكل عادل، وهو ما كان سببا رئيسيا للتوتر المستمر حتى اليوم في الإقليم.

وقد مرّ الصراع في إقليم بلوشستان الباكستاني بعدة مراحل بدأت عام 1958 مع اكتشاف الغاز في المنطقة، واستمر التوتر حتى اليوم في مرحلته الخامسة

ومن أبرز الجماعات الانفصالية البلوشية التي تقاتل ضد الدولة الباكستانية: جيش تحرير بلوشستان، وجيش بلوشستان الوطني، وجبهة تحرير بلوشستان.

وعلى الجانب الإيراني يُعتقد أن أسباب ظهور بعض حركات التمرد البلوشية هي نفسها التي ولّدت مثيلتها في باكستان، بالإضافة إلى بعض الخلفيات الطائفية.

ومن أبرز الجماعات التي تنشط في سيستان بلوشستان جماعة جند الله وجماعة جيش العدل، وهي حركات انفصالية ذات نزعة دينية سنية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية


إيران شنت هجوما صاروخيا كبيراً على قواعد جماعة جيش العدل في باكستان

فمن هم جماعة جيش العدل ؟؟!! تعالوا لنتعرف جميعا على جماعة جيش العدل

لمن لم يعرف جيش العدل 

🔹 جيش العدل هو جماعة أو منظمة سنية معارضة لإيران تنشط في إقليم سيستان بلوشستان، المنطقة الفقيرة التي تقع على الحدود مع باكستان وأفغانستان وإيران

🔹 بدأت الجماعة نشاطها بعد أشهر من إعدام عبدالملك ريغي  زعيم حركة جند الله البلوشية بعد اعتقاله خلال المحاولة للسفر إلى قرغيزستان عبر إرغام الطائرة التي كانت تقله على الهبوط في بندر عباس جنوبي البلد.

نشأت حركة جيش العدل وتقاتل القوات الإيرانية لاستعادة حقوق المسلمين السنة في البلد وتتهم السلطات الإيرانية بممارسة مخططات ثورية طائفية في الإقليم وباقي المناطق التي يقطنها المسلمين السنة

🔹 عندما نشأ جيش العدل رفع أهدافه إلى العلن وكان من أهمها وأبرزها :

_ رفع راية التوحيد وإخراج كل مظاهر ما تصفها بالشرك من جميع الأراضي البلوشية في بلوشستان الغربية من إيران.

_ الدفاع عن أهل السنة في مختلف دول العالم.

_ إرجاع حقوق البلوش المسلوبة من سلطات طهران: حقوق المواطنة، حقوق الأرض، الكرامة، حقوق الإنسان، ثروة البلاد المسلوبة وجوع الأهالي

🔹 الدول التي أدرجته في قائمة الإرهاب:إيران _ الولايات المتحدة الأمريكية _ الهند _اليابان

عقيدة جماعة جيش العدل أو جماعة جند الله 

يعتبر "جيش العدل" من المجموعات المسلحة الأكثر نشاطا في السنوات الأخيرة في سيستان بلوشستان، حيث نفذت عدة تفجيرات وعمليات خطف، وفي فبراير 2019، قتل 27 عنصرا في الحرس الثوري في هجوم انتحاري على حافلتهم، وفق تقرير لوكالة فرانس برس.

وبحسب اطلاعنا على معظم التقارير على عقيدة هذه الثلة المجاهدة وجدنا فيديو يقول فيه "جيش العدل" إنه يجب أن يقاتل "النظام الذين يهيمن عليه الشيعة في إيران، لأنه يضطهد الأقلية السنية"

 وفي بيان بالفيديو نشر أواخر 2012 قال "إن النظام الإيراني لا يستخدم إلا لغة القوة والإذلال وهتك أعراض المسلمات من أهل السنة، وليس لدينا وسيلة أخرى سوى القوة للرد".

ويرفض جيش العدل "التدخل الإيراني في سوريا" ودعم نظام المجرم بشار الأسد في حربه على السوريين.

ووجدنا تصريحا للباحث المتخصص بالجماعات الإسلامية أنيس عكروتي لموقع الحرة يؤكد أن المعلومات التي تروج لارتباطه بتنظيم القاعدة "غير صحيحة، ولا يرتبط لا تنظيميا ولا فكريا بهم".

ويتفق علي رجب المتخصص بالشأن الإيراني  مع هذا الطرح، مشيرا إلى أنه "يشكل حركة سنية قومية خاصة"، ومن الصعب أن يربط نفسه بتنظيم القاعدة أو داعش، لأنه يعرف تماما أن مثل هذا الأمر "يشكل خسارة لقضيته".

وأشار رجب إلى وجود "مجموعات مسلحة أخرى في بلوشستان إيران، مثل جيش الصحابة، وحركة الأنصار، وأنصار الفرقان"، ولكل منها أهدافها وانتماؤها العقائدي.

أخيراً ...

هولاء المجاهدون هم ثلة مؤمنة، يناضلون لأجل حريتهم وعقيدتهم وشرفهم ، وقد درج الإعلام الإيراني والإعلام الأمريكي بنشر صورة سيئة مزيفة وغير صحيحة عنهم .

جيش العدل في بيان له:

- لا نتخذ من باكستان مقرا لنا.

- حاول الحرس الثوري الإيراني التابع لولاية الفقيه المجرم استهداف مقراتنا في إيران، لكنه فشل، لتسقط صواريخه على أراضي باكستان

- سنواصل مقاومتنا لدولة ولاية الفقيه

- لن نسكت على إراقة ولاية الفقيه لدمائنا ، وسيأتي ردنا قريبا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق