مؤسسة حياة (مركز دراسات وطنية)
إعداد مناهج تعليمية وخاصة التربية الوطنية والدراسات التاريخية أو الاجتماعيات مشروع المركز الوطني للمعايير
الخميس، 30 أكتوبر 2025
من المستفيد من الغاء مفاهيم المواطنة من المنهاج السوري .
الأحد، 26 أكتوبر 2025
القنبلة الاجتماعية
القنبلة الحقيقية التي تهدد العالم ..!!
« لا تحتاج ان تكون فيلسوفا لتتنبأ بنهاية أمة ولكن مجرد ان ترى الإله يحتضر عند أحد الشعوب عندها ستكون على يقين ان الإنفجار العظيم قادم لامحال وهذا مايعيشه الغرب اليوم »
الخطيئة العظمى التي قادت الى كارثة تهدد الأمن القومي للبشرية ليست السلاح النووي وليست الأوبئة التي تقف على الأبواب حيث سيظهر فجأة وباء اخطر من كورونا وليست الأمن الغذائي ولا الحروب السيبرانية التي ستجعل الحركة تتوقف فجاة في كل ارجاء العالم بسبب اعتماد كل العالم على البيانات الرقمية مما سيجعل اي اختراق سببا لتوقف البنوك والمطارات كما حصل منذ اسابيع يوم توقف مطار لندن فجأة وتم الغاء كل حركة الطائرات.
❗الخطر الاكبر من كل ذلك هو القنبلة الموقوتة المتمثلة بالأمن الإجتماعي الذي لم يتنبه اليه أحد .
فالعالم كله اعتمد نمط الحياة الغربية التي تقوم على فكرة الحرية، والناس لم تعرف المعنى العميق لهذه المفردة، فكانت اغلب الناس تعتقد ان الحرية هي نقيض العبودية، ولكن في العمق فانهم يعتقدون انه ليس هناك حياة دنيا وعالم آخرة وان الدنيا هي الجنة ولك الحق ان تعيشها كما تريد ، وتحت هذا العنوان تراكمت الانحرافات على مدى عشرات السنين تحت عنوان ان كل شيء مباح وليس هناك شيء اسمه الإله.
واليوم قد أوصلت هذه الظاهرة كل العالم الى نفق خطير تمثل في انحلال كل القيم والعادات والتقاليد فلم يعد هناك شيء يكبح سلوك الافراد والدليل ان كل العالم اليوم يتحدث عن جيل( z ) وهم أول جيل نشأ وترعرع مع الثورة الرقمية، مما يجعلهم رقميين أصليين (Digital Natives) يعتمدون على التكنولوجيا فقط في التواصل والتعلم والتفاعل الاجتماعي وليس على التربية العائلية والمنظومة الاخلاقية.
الخطورة ان تمتزج هذه الظاهرة مع تنامي ظاهرة الفقر التي اصبحت ظاهرة عالمية واعتماد التكنلوجيا الرقمية لتصبح وسيلة بيد العصابات الاجرامية.
ولمعرفة معنى مانقول ماعليك سوى الانتباه الى خطاب ترامب أمام الامم المتحدة حين تباهى انه تمكن من تأمين المنطقة المحيطة بمركز العاصمة واشنطن من المجرمين،فقال بالحرف انك الآن يمكنك ان تذهب للمطعم لتناول وجبتك دون تهديد .
وفي بيرو اعلن الرئيس حالة الطوارئ ليتمكن الجيش من التعامل مع العصابات الاجرامية في العاصمة.
في فرنسا تقف الشرطة عاجزة عن الدخول الى بعض الاحياء.
في امريكا اصدر الرئيس ترامب تعليمات باستخدام الجيش لمعالجة بعض الظواهر في الولايات الامريكية ويتم استخدام سلاح الجو الامريكي لقصف قوارب العصابات.
في اوربا وحدها بلغت قيمة تجارة المخدرات في احصاءات عام 2023 خمسة وعشرين مليار دولار.
أما في الدول العربية فتغيب الاحصاءات التي تتمتع بالشفافية لرصد الارقام الحقيقية لارتفاع مستوى الجريمة والكبتاغون والمخدرات.
فعندما تقرا خبرا عابرا عن ضبط السلطات السعودية لشحنة بالملايين من حبوب الكبتاغون عليك ان تتساءل ليس فقط عن عصابات التهريب ولكن السؤال الاخطر هو من الذي يتعاطى هذه الحبوب وكم عددهم لتكون كل شحنة بالملايين( نعم قد يتذرع البعض ان العمال الاجانب هم الذين يتعاطون تلك السموم،ولكن لنتساءل عن حال مجتمع محافظ يختلط يوميا مع هكذا اعداد من المدمنين).
في العراق ولبنان وخصوصا الضاحية الجنوبية هنالك مربعات امنية لايمكن حتى لقوى الشرطة من دخولها.
في الدول العربية عموما هنالك نمو مخيف لظواهر اجرامية خطيرة .
وحين كانت بعض الانظمة العربية تمنع بعض المسلسلات في التلفزيون كان القطيع يصرخ بموشح الحرية ويطلقون على الانظمة تسمية الاستبدادية وحين تنادي بضرورة العودة للقيم الاسلامية يتهمك القطيع انك تريد استنساخ تجربة قندهار فيخرج عليك السفلة بما لم تسمع من الاتهامات بالظلامية والرجعية والتخلف والدعشنة والتطرف ... الى اخر مايحتويه القاموس من مفردات الاتهامات مادمت تنادي بضرورة ضبط حركة المجتمع.
وبالمناسبة فان ترامب رغم انه فاجر وفاسق لكن جوهر معركته مع الدولة العميقة كانت تدور حول الاجهاض،ومعركة بن غفير مع الدولة العميقة في اسرائيل ليست معركة سياسية بل هي معركة دينية بين تيار يهودي محافظ وبين المثليين وسواهم .
وحتى معركة بوتين الحقيقية هي رغم كونها تحمل طابعا سياسيا لكنها في العمق معركة ضد محاولات الغرب تعميم القيم الغربية الى درجة ان بوتين ادخل تعديلات على محددات الامن القومي الروسي فجعل من ظاهرة تعميم الثقافة الغربية تهديدا للامن القومي لبلاده.
النتيجة ان مظاهر انهيار كل المنظومات الاخلاقية ،
والفقر الذي اصبح ظاهرة عالمية
ونشوء ظاهرة مايعرف بجيل z
الذي يعتمد الذكاء الصناعي بعيدا عن القيم العائلية
ونمو العصابات الاجرامية التي تعتمد احدث التكنلوجيا الرقمية
كل تلك المظاهر ستجتمع في لحظة ما فتشكل التهديد الاخطر للحياة البشرية.
ولكن الشركات كونها هي المستفيد من الانحراف فقد لجأوا الى اعتماد بروباغندا تقوم على فكرة صراع الحضارات والاسلام يمثل تهديدا للغرب،وتجاهلوا الأخطار الحقيقية.
سيأتي اليوم الذي يجد المسلم هو المنتصر الوحيد حيث لازال يمتلك رادعا اخلاقيا يجعله انسانا في عالم فقد طل شيء.
هشام بن الحكم
الجمعة، 26 سبتمبر 2025
عبد يهيم في محبة الله
يقول "..احد التجار
السبت، 28 يونيو 2025
الثورة السورية والثورة الحمراء
من علم الحركات الثورية :
من إجراءات مابعد انتصار الثورة :
(1) اضرب كل رجال المنظومة السابقة
فأنت لا تثور على شخص بعينه وإنما على منظومة كاملة لا معنى لمعاداتها إن لم تضرب كل أركانها وتقضي عليها تماما التهاون في ذلك أو وجود استثناءات.يعني منح قبلة الحياة للنظام ليعود بأسماء ووجوه جديدة.
(2 ) لا بديل عن المحاكم الثورية؛
لا ثورة بدون محاكم ثورية، فلا يعقل أن تقوم بثورة ضد نظام قاتل فاسد، وفي النهاية تحاكمه بالأنظمة والقوانين التي كتبها وفصلها لحمايته ولضمان نجاته.
(3) قانون استثنائي:
المحاكم الثورية يجب أن تقوم على قانون "استثنائي" مكتوب ومعلن يسري لمدة محددة مرتبطة بالعملية الانتقالية، يستوعب الجرائم الجنائية والسياسية معا، ويكون العقاب على قدر الجريمة وتوابعها.
(4) لا تتهاون ولا تلين:
لا تأخذك بأعداء الثورة شفقة ولا رحمة، فمهما كانت صغر الجرائم التي ارتكبها البعض، لابد أن يطبق القانون الثوري على الجميع، فكل مجرم يفلت من العقاب، بمثابة مسمار يدق في نعش الثورة.
(5) اضرب إعلام الثورة المضادة:
الإعلام المعادي للثورة، هو أحد أخطر أركان النظام المتداعي، التهاون معه بمثابة كتابة شهادة وفاة للثورة والثوار، لا مفر من ضربه بيد من حديد.
(6) اعزل المتواطئين:
العزل السياسي والوظييفي هو الضمانة الأساسية لتقدم الثورة على طريق الإصلاح، ويجب أن يشمل كل من يثبت تورطه في معاونة رجال النظام السابق على جرائمهم، في مختلف مؤسسات الدولة الرئيسية (التشريعية والقضائية والتنفيذية) وبالتحديد كل من القضاء والجيش والشرطة، وذلك عبر ضوابط معلنة، ضرورة اتخاذ هذه الخطوة مبكرا، أن ترك هذه العناصر فترة طويلة، سيتيح لها عرقلة العديد من الخطوات الإصلاحية.
(7) احذر المحايدين؛
يقول مارتن لوثر كينج "أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولائك الذين يبقون على الحياد في المعارك الأخلاقية العظيمة"، فاحذر هذه الفئة بشدة ولا تشركها في إدارة أي مرحلة من المراحل بدعوى "الحياد"، فمنهم الجبناء الذين ارتضوا أن يكونوا مطية للنظام السابق ليأكل على رفاتهم، ومنهم محتالون ينتظرون إعلان المنتصر ليقعوا تحت أقدامه طمعا في مكاسب زائفة، وأخطرهم الجيش والشرطة والإعلام والنخبة.
(8) استبعد الجيش من العملية السياسية:
(9) لا تصالح:
لا تصالح، لا مع من قامت بسببه الثورة، ولا مع من خان الثورة بعد قيامها، فكل من خان الثورة عدو للثورة، وسيظل عدو حتى النهاية مهما روج من أكاذيب، ولا يجوز الاستثناء في ذلك على الإطلاق.
(10) لا تفاوض:
فالثورة تمتلك الحق والقوة والإرادة، وليس هناك ما يجبرها على التنازل عن بعض أهدافها مقابل تحقيق سريع للبعض الآخر، فلا تفاوض ولا تدخل في صفقات.
(11) لا تبادر بالعداء؛
لا تعاد من لم يناصبك العداء صراحة، ولا تبادر بالعداوة، فمن يعادي الجميع هو الخاسر دائما، رحب بالمؤيدين المخلصين، وكن على مسافة واحدة ممن التزموا الصمت.
((12) كن صارما:
كن صارما في تطبيق القواعد الداخلية المنظمة لعمل مؤسسات الحكم الجديدة لا تسمح لأحد بالتغريد خارج السرب أو مخالفة القواعد مهما كان منصبه.
(13) طهر صفوفك من المندسين;
لابد من التوافق على ضوابط معلنة لتنقية الصفوف من المندسين والعملاء، فالعدو الخفي أخطر على الثورة من العدو الذي يناصبها العداء علانية، ولكن احذر من شيوع التخوين بين أنصارك.
(14) لا تلق بأوراق مرة واحدة:
تدرج في أساليبك، فاجئ الجميع يوميا بتحركات جديدة متصاعدة غير متوقعة، اجعل تحركات فلول النظام "رد فعل"، اشغلهم بما تعده لهم في الخفاء حتى يصابوا بالجنون ويستسلموا
(15) لا تستخدم أساليب الطاغية:
لا تمنح النظام الفاسد مبررا لتحميلك بالأخطاء حتى لا يسمح لنفسه بالاعتداء عليك، تماسك، ولا تستخدم نفس أساليب الطاغية، فشرف الوسائل من شرف الغايات، فاحرص دائما أن تكون أساليبك الثورية شريفة وشجاعة، فلا تغدر ولا تتخاذل، كن نبيلا حتى النهاية، وإن مت فمت بشرف.
(16) لا تتاجر بالدين أبدا;
ولا تلعب على مشاعر الجماهير، لا تلوث النصوص المقدسة بأخطائك وتحملها تبعات فشلك، فهذه هي حيلة المخادعين، فأنت لا تملك مفاتيح الجنة ولا النار، إخلاصك لمبادئك الثورية الهادفة لإصلاح المجتمع هو قمة إيمانك، فلا يوجد دين يرضى بالظلم والفساد وقمع الحريات، ولا تسمح للآخرين أن يخدوعك بهذه الحيلة.
(17) لا تخضع للخارج:
وطنيتك هي عماد ثورتك، ومهما ادعت الأنظمة الخارجية حرصها على إنجاحك، لابد أن يكون لها أغراض ومصالح، فانئى بنفسك عن هذا الوحل.
(18) تجنب أخطاء الماضي:
اطلع على تجارب الثورات الأخرى بعناية، خاصة في بلدك، لتتجنب تكرار الأخطاء، فهم الماضي بدقة هو سبيلك لبناء مستقبل ناجح.
(19) احذر الشعارات العاطفية:
وهي الشعارات التي سوف يروج لها أصحاب دعاوى "الحياد"، والتي ليس لها مكان في "الظرف الاستثنائي الثوري"، فعادة ما تكون هذه الشعارات مدخلا من مداخل النظام البائد الذي يبحث عن موطء قدم يمكنه العودة من خلاله.
(20) كن مع الشارع:
استوعب مطالب الجماهير، لأنها الأساس الذي تتحرك من أجله ولصالحه، اجعل ثورتك دائما للجماهير لا عليها.
(21) لا تغتر:
استمع للنصائح طالما صدرت عن مخلصين للثورة والمؤمنين بأفكارك، لا تغتر بنفسك، واستعن دائما بالمتخصصين من الثوار الحقيقيين.
(22) وحد صفوفك:
احرص على عدم تفتت القوى الثورية، واجعلها دائما موحدة تحت لواء واحد، لضمان وحدة الصف وقوة التحرك، واحذر أي فصيل يصر على العمل منفردا، وعلى أقل تقدير يجب اعتباره في خانة "مدعو الحياد".
(22) احذر إدارة الثورة بالوكالة:
لا تترك آخرين يديرون ثورتك بالوكالة عنك، فأنت من أخذ المبادرة وغامر وضحى بحياته من أجل حياة أفضل للجميع، فلا تترك الحرية في أيدي من لا يقدرون قيمتها، أنت الوحيد القادر على العبور بالثورة إلى بر الأمان.
(23) لا تنافس رجال النظام البائد:
إن كان هدفك في النهاية هو الوصول لانتخابات تتنافس فيها مع رجال النظام السابق، فلا تقم بالثورة من الأساس.
(24) لا تتعجل ترك الميدان:
لا تترك الشارع قبل أن تتأكد أن الفيصل الثوري بات هو الأمين على ضمان وصول البلاد إلى طريق الإصلاح المنشود.
(25) لا تتخلى عن النضال:
لا تتخلى عن النضال في أي مرحلة من المراحل بدعوى أن الثورة حققت ما يكفي من أهداف وباتت تعرف إلى أين تتجه، فهناك دائما متربصين، فإذا وضع آخر حجر في المبنى بشكل خاطئ قد يهدم المبنى بأكمله.
(26) لا تستسلم:
لا تقبل بأنصاف الحلول التي تفرضها عليك الظروف، دافع عن حلمك حتى النهاية، لا تستسلم.
نصر فروان
الأحد، 22 يونيو 2025
عوفه اليتيمة المظلومة
قصة من وجع الواقع...
وُلدت عوفه في ليلةٍ قاحلة من ليالي كانون الثاني القاسية، أواخر خمسينات القرن الماضي.
بردٌ ينخر العظام، وسماء تمطر وجعًا كأنها تنعى ما سيأتي.
حين دَبّ الطلق في جسد أمها، هرعت "الداية سكوت النعيمي" وهي متلفّعة بشالٍ أسود وفروة زوجها، تصيح في نساء الحارة:
ـ صلّوا على النبي، ساعدوها... المخلوقة عم تتعذب.
كان الألم يملأ الغرفة، وحين اشتدّ، نادت إحدى النساء:
ـ جيبوا عقال الفقير القطب يوسف الرفاعي، يحطوه على راسها... يمكن ربنا يهوّنها عليها.
صرخت عوفه لأول مرة، لكن أحدًا لم يبتسم... كانت أنثى.
بينما سلفتها قبل يومين أنجبت "عليّ"، وسمّوه "عليوُه" ودللّوه، أما هي... فما كانت أكثر من شهيق بارد وسط صمتٍ قاتل.
الأم ابتسمت لها… كانت تودّعها.
رحلت أمها، ولم تكن عوفه قد بلغت العامين، فتركتها في عراء العالم، بلا حضن ولا اسمٍ تحمله بحنان.
طفلةٌ مذعورة، تسير بين نظرات "مرَت الأب" كأنها تمشي على زجاج مكسور.
كانت تلك المرأة قاسية، لا تعرف من الأمومة إلا اسمها، تنهش الطفلة كما تفعل الذئاب حين يغيب الراعي.
حرمتها من كل شيء:
لا حلوى، لا لعب، لا مدرسة، لا حنان... حتى الأطفال كانوا يفرّون من ظلّها، وكأنّها تهمة يُخشى الاقتراب منها.
في يومٍ ما، جبرها الأب أن تمشّط شعر الطفلة من القمل، وكان القمل في تلك الأيام لا يخلو منه حتى الشبان العشاق.
لكنها مشّطت رأسها بمشطٍ أبيض عريض كأنها تحرث الأرض، لا شعر طفلة، بحجة "طلوع الصيبان".
أصيبت عوفه بالحصبة الحمراء، وكانت تلك الحصبة تحصد الأطفال حصادًا، لكنها نجَت... بأعجوبة.
جاء الدكتور "أبو راشد"، سخّن الإبرة على الببور، وطعَنها كما يُطعن العجين بسكين الفقراء، فنجت.
لكن لا أحد قال لها "الحمد لله على سلامتك"...
بعكس "عليوُه"، الذي احتفلوا به بالحلوى، والفرنكات، والضحكات.
أما عوفه؟ فلم تملك فرنكًا واحدًا، ولا حتى شمعة.
كبرت في بيتٍ لا يبتسم، زاوياه معتمة، وصباحاته تطحن الكُره مع كسرة الخبز.
فيه، لم تكن الطفولة نعمة، بل لعنة تُرمى عند باب الفرن.
كانت تُعاقب على الضحك... والضحك نادر، وتُصفع إن تأخرت بفهم الأوامر، وكأنها خادمة لا تعرف الحب ولا الأمان.
لا صديقة، ولا حضن، ولا أحد.
مات الأب... ثم ماتت الخالة.
وظلت عوفه، تحارب الحياة وحدها.
ورثت الفقر، والصمت، والعزلة، والجوع،
صارت ظلًا معلّقًا في بيتٍ لا أحد يسأل فيه: من هذه؟
لم يفتقدها أحد.
كبرت، لكن قلبها ظلّ طفلًا مذعورًا.
كانت امرأة بجسدٍ متعب، بعينين لا تحلمان، ويدين تبحثان عن فتات الرضا.
عاشت على الهامش، تنام على حصيرة، تعمل بالأجرة، تحصد القمح وتقطف الزيتون، وتنقي البندورة والبطاطا.
الحب؟ لم يقترب منها.
ولا أحد طرق بابها، لا أحد سأل عن يومها أو غيابها.
بالنسبة لهم، كانت "عوفه الفقيرة".
اسم دون وجه، ووجه دون ملامح.
مرضت، ولزمت فراشها، وكنتُ أنا الوحيد الذي يزورها.
كنت أطرب وهي تغنّي بصوتٍ مكسور:
مريض واعني… مريض واعني
وأنا بحال التلف، وما نشدوا عني
يومن كنت قوية، كلهم يريدوني
واليوم عند المرض… ما دَحجوا بيا!
وفي ليلة من ليالي رمضان، سمعتها تهمس:
أني لبجي على حالي وأنا حي
وضاقت الدنيا بوجهي وأنا حي
أخويا ال ما سأل عني وأنا حي
ما أريده عند هِيَلات التُراب...
وفي الليلة التالية، رحلت عوفه.
عام 2015، وكانت سوريا في عزّ الحرب.
القصف ينهال، والموت في كلّ زاوية…
لكنها ماتت بصمت، دون أن يشعر بها أحد.
خمسة رجال فقط، دفنوها تحت التراب.
دفنوا جسدها… ونسوا روحها.
هكذا انتهت "عوفه"...
وُلدت في البرد، وعاشت بردًا، وماتت وحدها.
لكنها كانت.
كانت وجعًا عميقًا بما يكفي ليكون مرآةً لمجتمعٍ
ينسى أولاده، حين يكونون أضعف من أن يصرخوا.
بقلم: عبدالوهاب الفروح (أبو بسام)
الأربعاء، 18 يونيو 2025
الحرب الاسرائلية الايرانية وغزة الجريحة
مقالة
بقلم الداعية الفلسطيني جهاد الترباني والله لقد أثلج صدري سبحان من انطقه بالحق 
من
الطبيعي أن نسعد بالقصف الصاروخي الذي يطال منشآت جيش الكيان الصهيوني الإرهابي
الذي يرتكب حرب إبادة علينا في غزة، ومن يتعاطف مع إسرائيل وهي تدنس مسرى رسولنا
محمد صلى الله عليه وسلم وتقتل أطفال المسلمين فهو لا شك مرتد وخارج عن ملة
الإسلام، ولكن لا يتوهمن أحد ويظن أن إيران تقصف إسرائيل دفاعا عن غزة أو دفاعا عن
القدس، شعبي يذبح في غزة منذ ما يقرب من عامين واستشهد منا ما يقرب من 70  ألفا والأقصى تنتهك حرمته منذ سنوات وإيران
وقفت موقف المتفرج ولم تدخل حربا مع إسرائيل مثل هذه الحرب، ما يحدث بين إسرائيل
وإيران هي حرب نفوذ على الإقليم وصراع للسيطرة على المنطقة، فلا تخدع نفسك وتتوهم
أن دمك كعربي أو مسلم مهم لدى أحد الطرفين، إيران لم تحرك صواريخها لوقف حرب
الإبادة في غزة، ولو تحركت في بداية حرب الإبادة لأوقف العالم هذه الإبادة بعدها
بأيام خوفا من اندلاع حرب إقليمية كبرى، بل إن إيران لم تأبه حتى بشيعة لبنان
وتركتهم ليواجهوا مصيرهم وحدهم دون أن تحرك ترسانتها الصاروخية الضخمة للدفاع
عنهم، تحركت فقط عندما ضربتها إسرائيل في عقر دارها ودمرت بنيتها النووية، ولو
انها تدخلت قبل أشهر من أجل غزة لما تجرأت عليهم بنو صهيون، وإسرائيل تركت إيران
وميليشياتها تعبث بسوريا لسنوات دون أن تتدخل لوقف نفوذها داخل سوريا، ولم تأبه
بتوغل عدوتها إيران في سوريا عندما كانت تسفك دماء الشعب السوري، ولم يتدخل
الصهاينة بسوريا إلا بعد سقوط كلبهم وكلب إيران بشار الزفت، واستعدوا لاجتياح
سوريا فقط للدفاع عن الدروز وليس للدفاع عن دماء السوريين السنة الذين تعرضوا لحرب
إبادة وتطهير عرقي على مدى أكثر من 13 عام من إيران ومرتزقتها،
 تابع أحداث هذه الحرب كما تشاء، واسأل الله أن
يكون فيها تخفيف على أهلنا في غزة وسلوى لكل مظلوم ومكلوم وقع عليه ظلم من هاتين
الدولتين الظالمتين، ولكن لا تكن سلبيا وتكتفي بدور المتفرج الذي يريد أن يخرج
سالما بحياته، بل اعمل على أن تتحرك أنت كمسلم عربي لنجدة إخوتك الجوعى في غزة،
واعمل من الآن على أن تعيد بوصلة التاريخ إلى مجراها الصحيح حتى ولو بعد حين،
تماما كما فعل أجدادك العرب المسلمون بعد أن أشغل الله الروم والفرس في الحروب
الطاحنة التي عرفت بالتاريخ بالحرب الساسانية البيزنطية .
 التي قدر الله أن تشتعل بين الفرس والروم قبيل
البعثة النبوية فأضعفتهم وأنهكتهم عسكريا واقتصاديا، لتكون تلك الحروب تمهيدا
إلهيا للظهور الإسلامي عندما انقض على جيوشهما خالد والمثنى وأبو عبيدة وغيرهم من
أجدادنا لتحرير هذه المنطقة من الأرض من ظلم هاتين الدولتين الظالمتين، وليس ذلك
على الله ببعيد.
والله
غالب على أمره.
#جهاد_الترباني
الأحد، 25 مايو 2025
خدع الاحتلال
كنت وفي منشور سابق قدبينت الاساليب الاستعمارية الخبيثة لابقاءالبلادالعربية والاسلامية في حالة تخلف حضاري وذلك بالنهب المنظم لثرواتها ابقائها سوقا لتصريف صناعاتها ومقاومة اية محاولة للنهضة في هذه البلاد وهذا مافعلته الدول الاستعمارية مع محمدعلي باشا ومع محمدمصدق وصدام حسين رحمهم الله جميعا.
نهج اخرتعاملت به الدول الاستعمارية معنا وهوالقضاء على اي بوادر حكم ديمقراطي يسمح للشعب باختيارالحاكم ونواب البرلمان ومهما كانت هذه الديمقراطية هزيلة او منقوصة وذلك.لان الديمقراطيات تصلح نفسها وبالتدرج كما انها تفتح المجال لكل المواهب بالتفتح والابداع ولكن اكثر ماكان يقلق المستعمر هو ان الديمقراطية ستقود في نهاية المطاف الى نظام اسلامي وعندما اقول(نظام اسلامي)فلا اقصد.انه فقط الذي تزدهر في ظله حرية العبادة بل تزدهر في ظله الصناعةوالتقنية والتجارة ويظهر علماء في مختلف الاختصاصات العلمية--فيزيائية ورياضية وكيميائية وحيوية ونووية--كما تمتلئ المؤسسات باصحاب الشهادات الهندسية المبدعة.
واول محاولة لوأد حكم ديمقراطي كانت ايام الخديوي توفيق عام ١٨٨٢م عندما شكل محمدشريف باشا(من اصل تركي) اول حكومة ديمقراطية في تاريخ البلاد العربية ورغم انها كانت في المهد وفي بداية الطريق الا ان بريطانيا لم تمهل تلك الحكومة بضعة اسابيع فارسلت حملة عسكرية هزمت الجيش المصري بقيادة احمد عرابي ودخلت القاهرة ومعها الخديوي توفيق واعدمت عددا من الضباط ونفت عرابي والبارودي الى جزيرة نائية.
لكن الديمقراطية ترسخت من جديد في مصر بدءا من عهد حسين كامل ثم الملك فؤاد وابنه فاروق وبدات مصر تشهد نهضة حضاريةوفي كل المجالات ويكفي ان نعلم ان كل ادباء مصر المشهورين ظهروا في العهدالملكي كما بدات الصناعة المصرية بالتطور على يد راسمالية وطنية محترمة وراقية كان من اركانها طلعت حرب وامثاله كما نعمت مصر بتعددية سياسية وحزبية فيها كل الاتجاهات القومية والليبرالية والاسلامية والشيوعية وكان يتم انتخاب رئيس الوزراء والنواب مباشرة من الشعب وكان الملك فاروق رحمه الله ملكا ديمقراطيا وعدوا لدودا للانكليز ويميل للالمان والطليان فدفع ثمن مواقفه هذه في اول انقلاب عسكري غاشم قاده مجموعة من الضباط سموا انفسهم بالاحرار(والتاريخ هو من يثبت صدقهم اوزيفهم) وذلك يوم ١٩٥٢/٧/٢٣م.
ولتبقى الحقيقة دوما نبراسا لنا فانه كان انقلابا سلميا لم تتم فيه اراقة الدماء ابدا بأمر من الملك فاروق كما ان الانقلابيين عاملوه باحترام وودعوه وداعا ملكيا حيث توجه الى ايطاليا وبقي فيهاحتى وفاته عام ١٩٦٤م رحمه الله وغفر له.
لكن انقلابا دمويا فظيعا وحشيا تم في العراق يوم ١٩٥٨/٧/١٧م ضد الملك الفتى فيصل الثاني بن غازي الاول وكان طيب القلب يعاني من مرض مزمن يعيش في تجمع من المباني يسمى(قصر الرحاب)ومافيه شيء من حياة القصور وفي ويحكم العراق حكما ديمقراطيا تعدديا مع صحافة حرة وبوادر نهضة شاملة وفي ذلك اليوم المشؤوم توجهت عدة قطعات من الجيش العراقي باتجاه القصر وحاصرته فقال الملك رحمه الله ولماذا الجيش؟؟!!اذا كانوا لايريدون حكمنا فسنذهب لوحدنا!!.
لكن ضابطا مهووسا ناقما يدعى شاكر العبوس جمع افراد العائلة الملكية وبدأ باطلاق النار عليهم دون تمييز فقتلهم جميعا الا الاميرة نفيسة التي هربت بابن اخيها الامير علي ولجأت الى السفارة السعودية التي حمتها وابن اخيها بينما بقيت القوات البريطانية شامتة تتفرج.
ويبدو ان القوى الاستمعارية ارادت ان تكمل الحلقة وهنا جاء دور سورية قلب العروبة النابض التي كانت تعيش في ظل نظام ديمقراطي حقيقي بعد الانفصال عام ١٩٦١م فحصلت انتخابات حرة ونزيهة فاز فيها ناظم القدسي(حزب الشعب) رحمه الله برئاسة الجمهورية كما فاز عدد من الاحزاب بالدخول للبرلمان وبترتيب الاصوات هي:حزب الشعب والحزب الوطني وحزب البعث وحزب الاخوان المسلمون في المرتبة الرابعة وكان ذلك مترافقا مع صحافة وطنية حرة لاتحابي احدا بدءا من رئيس الجمهورية.
ولكن القوى الاستعمارية استكثرت علينا هذه الفُسحة من الحرية فكان الانقلاب الشيطاني الاسود يوم ١٩٦٣/٣/٨م على هذا الحكم الديمقراطي النبيل وبيد العسكرالجهلة القتلة السفلةأصحاب الشهوات الدنيئة المحمومةحيث اصبحت الدول التي صنعت مجدالامة وتاريخها مقهورة بالانظمة المستبدة ولتدخل سورية الحبيبة بعدها في ظلمات بعضها فوق بعض حتى اذِن الله ان يزول العهد البعثي/النصيري على يد الفتية المؤمنين النبلاء الأخلاقيين ينبوع الحق والرحمة والخير والعدل أعمدة الشهامة والمروءة والكرامة.
وساكتفي ايها الاعزاء بهذا القدر وساعود ان شاء الله لأتكلم عن انقلابات عسكرية غيرها طعنت شعوبنا العربية في صميم وجودها
مشاركة من الاخ عدنان عبد النبي الفروح
