القنبلة الحقيقية التي تهدد العالم ..!!
« لا تحتاج ان تكون فيلسوفا لتتنبأ بنهاية أمة ولكن مجرد ان ترى الإله يحتضر عند أحد الشعوب عندها ستكون على يقين ان الإنفجار العظيم قادم لامحال وهذا مايعيشه الغرب اليوم »
الخطيئة العظمى التي قادت الى كارثة تهدد الأمن القومي للبشرية ليست السلاح النووي وليست الأوبئة التي تقف على الأبواب حيث سيظهر فجأة وباء اخطر من كورونا وليست الأمن الغذائي ولا الحروب السيبرانية التي ستجعل الحركة تتوقف فجاة في كل ارجاء العالم بسبب اعتماد كل العالم على البيانات الرقمية مما سيجعل اي اختراق سببا لتوقف البنوك والمطارات كما حصل منذ اسابيع يوم توقف مطار لندن فجأة وتم الغاء كل حركة الطائرات.
❗الخطر الاكبر من كل ذلك هو القنبلة الموقوتة المتمثلة بالأمن الإجتماعي الذي لم يتنبه اليه أحد .
فالعالم كله اعتمد نمط الحياة الغربية التي تقوم على فكرة الحرية، والناس لم تعرف المعنى العميق لهذه المفردة، فكانت اغلب الناس تعتقد ان الحرية هي نقيض العبودية، ولكن في العمق فانهم يعتقدون انه ليس هناك حياة دنيا وعالم آخرة وان الدنيا هي الجنة ولك الحق ان تعيشها كما تريد ، وتحت هذا العنوان تراكمت الانحرافات على مدى عشرات السنين تحت عنوان ان كل شيء مباح وليس هناك شيء اسمه الإله.
واليوم قد أوصلت هذه الظاهرة كل العالم الى نفق خطير تمثل في انحلال كل القيم والعادات والتقاليد فلم يعد هناك شيء يكبح سلوك الافراد والدليل ان كل العالم اليوم يتحدث عن جيل( z ) وهم أول جيل نشأ وترعرع مع الثورة الرقمية، مما يجعلهم رقميين أصليين (Digital Natives) يعتمدون على التكنولوجيا فقط في التواصل والتعلم والتفاعل الاجتماعي وليس على التربية العائلية والمنظومة الاخلاقية.
الخطورة ان تمتزج هذه الظاهرة مع تنامي ظاهرة الفقر التي اصبحت ظاهرة عالمية واعتماد التكنلوجيا الرقمية لتصبح وسيلة بيد العصابات الاجرامية.
ولمعرفة معنى مانقول ماعليك سوى الانتباه الى خطاب ترامب أمام الامم المتحدة حين تباهى انه تمكن من تأمين المنطقة المحيطة بمركز العاصمة واشنطن من المجرمين،فقال بالحرف انك الآن يمكنك ان تذهب للمطعم لتناول وجبتك دون تهديد .
وفي بيرو اعلن الرئيس حالة الطوارئ ليتمكن الجيش من التعامل مع العصابات الاجرامية في العاصمة.
في فرنسا تقف الشرطة عاجزة عن الدخول الى بعض الاحياء.
في امريكا اصدر الرئيس ترامب تعليمات باستخدام الجيش لمعالجة بعض الظواهر في الولايات الامريكية ويتم استخدام سلاح الجو الامريكي لقصف قوارب العصابات.
في اوربا وحدها بلغت قيمة تجارة المخدرات في احصاءات عام 2023 خمسة وعشرين مليار دولار.
أما في الدول العربية فتغيب الاحصاءات التي تتمتع بالشفافية لرصد الارقام الحقيقية لارتفاع مستوى الجريمة والكبتاغون والمخدرات.
فعندما تقرا خبرا عابرا عن ضبط السلطات السعودية لشحنة بالملايين من حبوب الكبتاغون عليك ان تتساءل ليس فقط عن عصابات التهريب ولكن السؤال الاخطر هو من الذي يتعاطى هذه الحبوب وكم عددهم لتكون كل شحنة بالملايين( نعم قد يتذرع البعض ان العمال الاجانب هم الذين يتعاطون تلك السموم،ولكن لنتساءل عن حال مجتمع محافظ يختلط يوميا مع هكذا اعداد من المدمنين).
في العراق ولبنان وخصوصا الضاحية الجنوبية هنالك مربعات امنية لايمكن حتى لقوى الشرطة من دخولها.
في الدول العربية عموما هنالك نمو مخيف لظواهر اجرامية خطيرة .
وحين كانت بعض الانظمة العربية تمنع بعض المسلسلات في التلفزيون كان القطيع يصرخ بموشح الحرية ويطلقون على الانظمة تسمية الاستبدادية وحين تنادي بضرورة العودة للقيم الاسلامية يتهمك القطيع انك تريد استنساخ تجربة قندهار فيخرج عليك السفلة بما لم تسمع من الاتهامات بالظلامية والرجعية والتخلف والدعشنة والتطرف ... الى اخر مايحتويه القاموس من مفردات الاتهامات مادمت تنادي بضرورة ضبط حركة المجتمع.
وبالمناسبة فان ترامب رغم انه فاجر وفاسق لكن جوهر معركته مع الدولة العميقة كانت تدور حول الاجهاض،ومعركة بن غفير مع الدولة العميقة في اسرائيل ليست معركة سياسية بل هي معركة دينية بين تيار يهودي محافظ وبين المثليين وسواهم .
وحتى معركة بوتين الحقيقية هي رغم كونها تحمل طابعا سياسيا لكنها في العمق معركة ضد محاولات الغرب تعميم القيم الغربية الى درجة ان بوتين ادخل تعديلات على محددات الامن القومي الروسي فجعل من ظاهرة تعميم الثقافة الغربية تهديدا للامن القومي لبلاده.
النتيجة ان مظاهر انهيار كل المنظومات الاخلاقية ،
والفقر الذي اصبح ظاهرة عالمية
ونشوء ظاهرة مايعرف بجيل z
الذي يعتمد الذكاء الصناعي بعيدا عن القيم العائلية
ونمو العصابات الاجرامية التي تعتمد احدث التكنلوجيا الرقمية
كل تلك المظاهر ستجتمع في لحظة ما فتشكل التهديد الاخطر للحياة البشرية.
ولكن الشركات كونها هي المستفيد من الانحراف فقد لجأوا الى اعتماد بروباغندا تقوم على فكرة صراع الحضارات والاسلام يمثل تهديدا للغرب،وتجاهلوا الأخطار الحقيقية.
سيأتي اليوم الذي يجد المسلم هو المنتصر الوحيد حيث لازال يمتلك رادعا اخلاقيا يجعله انسانا في عالم فقد طل شيء.
هشام بن الحكم