الخميس، 30 أكتوبر 2025

من المستفيد من الغاء مفاهيم المواطنة من المنهاج السوري .

موقف مدرسي مادة التربية على المواطنة من المنهاج التدريسي السابق واهمية مفاهيم المواطنة الاخوة الكرام اقترح عليكم تبني او مناقشة هذه الدراسة التي ستلخص الحوارات المحتملة مع الصحافة أو أصحاب القرار ، ارجو المساهمة في تصحيحها او التعديل عليها ونتفق على ذلك اشكر الاخوة الذين قدموا مقترحاتهم وانا استفد منها كثيرا . تُدرّس مادة التربية الوطنية في مختلف النظم التربوية في بلدان العالم، بمسميات متعددة ولكن بمضامين متشابهة، والهدف المشترك لهذه المادة في بلدان العالم جميعها هو تعزيز الشعور بالانتماء الوطني فكراً وسلوكاً، بوصفه يسمو ويسود على مختلف الانتماءات الفرعية. وقد اكد السيد الرئيس احمد الشرع خلال كلماته السابقة امام الحكومة السورية مفاهيم المواطنة انها : الأساس في إعادة بناء سوريا الحديثة، وأنها تتجاوز الانتماءات الضيقة الطائفية أو المناطقية أو الحزبية. والعلاقة بين المواطنة والعدالة الاجتماعية متداخلة بوصفهما أساس العقد الاجتماعي الجديد في سوريا، ولا يمكن أن توجد مواطنة بلا عدالة، ولا عدالة بلا مواطن حر يشعر بالأمان والمساواة. وتتجلى المواطنة في عدة نقاط منها : - تكافؤ الحقوق والواجبات بغض النظر عن طائفته أو قوميته أو انتمائه السياسي، يجب أن يتمتع بحقوق متساوية أمام القانون. - فصل المواطنة عن الولاء السياسي، وهي انتماء قانوني وإنساني للوطن. - تعزيز مفهوم الدولة المدنية وأن الدولة لا تقوم على فكرة “الرعية” بل على “المواطن”، وهو ما يعني قيام نظام سياسي حديث يستمد شرعيته من الإرادة الشعبية، لا من الانتماء الديني أو الوراثي. - إعادة الثقة بين المواطن والدولة من خلال الشفافية، والمساءلة، وإصلاح مؤسسات الخدمة العامة لتكون في خدمة الشعب لا على حسابه. - العدالة الاجتماعية هي ركيزة الاستقرار الحقيقي، وأن تحقيقها هو الطريق لبناء سلام دائم. - ضمان الحقوق الأساسية للمواطنين المخاطر المحتملة لإلغاء مادة تدرس المفاهيم على المواطنة من المناهج الدراسية : إلغاء تدريس مفاهيم المواطنة من المناهج الدراسية يُعدّ خطوة ذات تبعات خطيرة على المستويين التربوي والمجتمعي، لما تمثّله هذه المادة من ركيزة لبناء قيم المواطنة والانتماء والمسؤولية المدنية. ومن هذه المخاطر: 1- إضعاف الهوية الوطنية لدى الطلبة و غيابها سيترك فراغًا في تكوين الوعي الوطني، ما يجعل الأجيال أكثر عرضة للاغتراب الفكري أو الانسياق خلف هويات فرعية أو خارجية. 2- غياب قيم المواطنة والمدنية والحقوقية يؤدي إلى جهل الأجيال القادمة بأساسيات الحياة المدنية، وفقدان الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع. 3- تراجع الوعي السياسي والأخلاقي قد يؤدي إلى نشوء جيل لا يدرك معنى المشاركة السياسية أو الرقابة الاجتماعية أو محاسبة السلطة. 4- تفكك الروابط المجتمعية ويزيد من الانقسامات الاجتماعية والطائفية والمناطقية. زيادة فجوة النزاعات والصراعات، حيث يحتاج المجتمع إلى تعزيز قيم الانتماء للوطن وتعميق مفهوم المواطنة بين الطلاب 5- ضعف ثقافة الحوار والتسامح وقد تتراجع هذه القيم، وتظهر ميول نحو التعصب أو العنف الرمزي واللغوي ,و حتمال زيادة التأثر بخطاب الكراهية والتحريض المجتمعي، سواء عبر وسائل التواصل أو البيئة المحيطة. 6- فقدان الحس بالمسؤولية الجماعية، ويعزز الفردانية السلبية واللامبالاة بالشأن العام. 7- إضعاف مفهوم الدولة لدى الأجيال الجديدة و ضبابية في فهم شرعية السلطة، وأدوار المؤسسات العامة، ومفهوم المواطنة الدستورية. 8- تسهيل الاختراق الثقافي والفكري الخارجي تصبح العقول أكثر قابلية لتأثر بالدعايات الخارجية . 9- تراجع المشاركة المدنية والسياسية والعمل التطوعي، والانتخابات، والمبادرات المجتمعية. 10- انهيار الوعي الجمعي المشترك الذي يربط المواطن بالوطن. تراجع التربية على القيم الأخلاقية العامة : ( قيم الاحترام، المسؤولية، والانضباط المدني ، خاصة في المرحلة العمرية التي تتشكل فيها القيم الأساسية. 11- إضعاف الروح العامة للعمل والبناء في مرحلة إعادة الإعمار والتنمية. 12- تعميق الفجوة بين الدولة والمجتمع بسبب انقطاع القنوات التربوية التي تُعرّف الفرد بحقوقه وواجباته. أهمية المادة بما تحتويه من مفاهيم المواطنة وتأثيرها الإيجابي على المجتمع : 1- مفاهيم المواطنة تغرس منذ المراحل الأولى مفاهيم الانتماء للوطن، والاعتزاز بتاريخه وثقافته، وفهم رموزه الوطنية 2- لان الطلاب يتعلمون من خلال هذه المادة الحقوق والواجبات، وأسس احترام القانون، ومبدأ المشاركة في الحياة العامة. 3- تعزز التربية على المواطنة فهم مفهوم الدولة ومؤسساتها، والفرق بين السلطات، وأهمية الشفافية والمساءلة 4- المناهج الوطنية تُدرّب الطلاب على تقبّل الآخر واحترام التنوع والتعايش مع الآخرين 5- تمثل التربية على قيم المواطنة قناة رئيسية لتوضيح العلاقة بين المواطن والدولة 6- تطوير مهارات التفكير النقدي والمسؤولية من خلال دراسة القوانين، النظم بجميع اشكالها . 7- تعزيز الوعي بالتاريخ والقيم الانسانية والتحديات التي مرت بها البلاد تجعل الطلاب أكثر وعياً بمسؤولياتهم تجاه المجتمع. 8- تعمل على إحياء الموروث الشعبي الأصيل وتعمق ثقافة الانتماء الإنساني الرؤيا المستقبلية لمادة التربية على المواطنة 1- يمكن اعتماد استراتيجيات تعليمية وتربوية حديثة: 2- التركيز على المواطنة، التنوع الثقافي، واحترام الآخر . 3 تعليم مهارات حل النزاعات ومهارة الحوار، والعمل الجماعي . 4 عرض الدروس كأنشطة عملية: ( مشاريع خدمة المجتمع، زيارة المؤسسات العامة، أو محاكاة عمل البرلمان ...). 5 تنمية مهارة استخدام المنصات التعليمية الرقمية، الفيديوهات التفاعلية. 6- إعادة صياغة المادة بدل إلغائها، لتكون أكثر تفاعلًا مع الواقع السوري والعربي، وإدخال الأنشطة الوطنية اللاصفّية لتعزيز قيم المشاركة والانتماء، وتحديث المناهج بما يعزز التربية على حقوق الإنسان والديمقراطية.

الأحد، 26 أكتوبر 2025

القنبلة الاجتماعية

 القنبلة الحقيقية التي تهدد العالم ..!!

« لا تحتاج ان تكون فيلسوفا لتتنبأ بنهاية أمة ولكن مجرد ان ترى الإله يحتضر عند أحد الشعوب عندها ستكون على يقين ان الإنفجار العظيم قادم لامحال وهذا مايعيشه الغرب اليوم »


الخطيئة العظمى التي قادت الى كارثة تهدد الأمن القومي للبشرية ليست السلاح النووي وليست الأوبئة التي تقف على الأبواب حيث سيظهر فجأة وباء اخطر من كورونا وليست الأمن الغذائي ولا الحروب السيبرانية التي ستجعل الحركة تتوقف فجاة في كل ارجاء العالم بسبب اعتماد كل العالم على البيانات الرقمية مما سيجعل اي اختراق سببا لتوقف البنوك والمطارات كما حصل منذ اسابيع يوم توقف مطار لندن فجأة وتم الغاء كل حركة الطائرات.

❗الخطر الاكبر من كل ذلك هو القنبلة الموقوتة المتمثلة بالأمن الإجتماعي الذي لم يتنبه اليه أحد .

فالعالم كله اعتمد نمط الحياة الغربية التي تقوم على فكرة الحرية، والناس لم تعرف المعنى العميق لهذه المفردة، فكانت اغلب الناس تعتقد ان الحرية هي نقيض العبودية، ولكن في العمق فانهم يعتقدون انه ليس هناك حياة دنيا وعالم آخرة وان الدنيا هي الجنة ولك الحق ان تعيشها كما تريد ، وتحت هذا العنوان تراكمت الانحرافات على مدى عشرات السنين تحت عنوان ان كل شيء مباح وليس هناك شيء اسمه الإله.

واليوم قد أوصلت هذه الظاهرة كل العالم الى نفق خطير  تمثل في انحلال كل القيم والعادات والتقاليد فلم يعد هناك شيء يكبح سلوك الافراد  والدليل ان كل العالم اليوم يتحدث عن جيل( z ) وهم أول جيل نشأ وترعرع مع الثورة الرقمية، مما يجعلهم رقميين أصليين (Digital Natives) يعتمدون على التكنولوجيا فقط في التواصل والتعلم والتفاعل الاجتماعي وليس على التربية العائلية والمنظومة الاخلاقية.

الخطورة ان تمتزج هذه الظاهرة مع تنامي ظاهرة الفقر التي اصبحت ظاهرة عالمية واعتماد التكنلوجيا الرقمية لتصبح وسيلة بيد العصابات الاجرامية.

ولمعرفة معنى مانقول ماعليك سوى الانتباه الى خطاب ترامب أمام الامم المتحدة حين تباهى انه تمكن من تأمين المنطقة المحيطة بمركز العاصمة واشنطن من المجرمين،فقال بالحرف انك الآن يمكنك ان تذهب للمطعم لتناول وجبتك دون تهديد .

وفي بيرو اعلن الرئيس حالة الطوارئ ليتمكن الجيش من التعامل مع العصابات الاجرامية في العاصمة.

في فرنسا تقف الشرطة عاجزة عن الدخول الى بعض الاحياء.

في امريكا اصدر الرئيس ترامب تعليمات باستخدام الجيش لمعالجة بعض الظواهر في الولايات الامريكية ويتم استخدام سلاح الجو الامريكي لقصف قوارب العصابات.

في اوربا وحدها بلغت قيمة تجارة المخدرات في احصاءات عام 2023 خمسة وعشرين مليار دولار.

أما في الدول العربية فتغيب الاحصاءات التي تتمتع بالشفافية لرصد الارقام الحقيقية لارتفاع مستوى الجريمة والكبتاغون والمخدرات.

فعندما تقرا خبرا عابرا عن ضبط السلطات السعودية لشحنة بالملايين من حبوب الكبتاغون عليك ان تتساءل ليس فقط عن عصابات التهريب ولكن السؤال الاخطر هو من الذي يتعاطى هذه الحبوب وكم عددهم لتكون كل شحنة بالملايين( نعم قد يتذرع البعض ان العمال الاجانب هم الذين يتعاطون تلك السموم،ولكن لنتساءل عن حال مجتمع محافظ يختلط يوميا مع هكذا اعداد من المدمنين).

في العراق ولبنان وخصوصا الضاحية الجنوبية هنالك مربعات امنية لايمكن حتى لقوى الشرطة من دخولها.

في الدول العربية عموما هنالك نمو مخيف لظواهر اجرامية خطيرة .

وحين كانت بعض الانظمة العربية تمنع بعض المسلسلات في التلفزيون كان القطيع يصرخ بموشح الحرية ويطلقون على الانظمة تسمية الاستبدادية وحين تنادي بضرورة العودة للقيم الاسلامية يتهمك القطيع انك تريد استنساخ تجربة قندهار فيخرج عليك السفلة بما لم تسمع من الاتهامات بالظلامية والرجعية والتخلف والدعشنة والتطرف ... الى اخر مايحتويه القاموس من مفردات الاتهامات مادمت تنادي بضرورة ضبط حركة المجتمع.

وبالمناسبة فان ترامب رغم انه فاجر وفاسق لكن جوهر معركته مع الدولة العميقة كانت تدور حول الاجهاض،ومعركة بن غفير مع الدولة العميقة في اسرائيل ليست معركة سياسية بل هي معركة دينية بين تيار  يهودي محافظ وبين المثليين وسواهم .

وحتى معركة بوتين الحقيقية هي رغم كونها تحمل طابعا سياسيا لكنها في العمق معركة ضد محاولات الغرب تعميم القيم الغربية الى درجة ان بوتين ادخل تعديلات على محددات الامن القومي الروسي فجعل من ظاهرة تعميم الثقافة الغربية تهديدا للامن القومي لبلاده.

النتيجة ان  مظاهر انهيار كل المنظومات الاخلاقية ،

والفقر  الذي اصبح ظاهرة عالمية 

ونشوء ظاهرة مايعرف بجيل z

الذي يعتمد الذكاء الصناعي بعيدا عن القيم العائلية

ونمو العصابات الاجرامية التي تعتمد احدث التكنلوجيا الرقمية

كل تلك المظاهر ستجتمع في لحظة ما فتشكل التهديد الاخطر للحياة البشرية.

ولكن الشركات كونها هي المستفيد من الانحراف فقد لجأوا الى اعتماد بروباغندا تقوم على فكرة صراع الحضارات والاسلام يمثل تهديدا للغرب،وتجاهلوا الأخطار الحقيقية.

سيأتي اليوم الذي يجد المسلم هو المنتصر الوحيد حيث لازال يمتلك رادعا اخلاقيا يجعله انسانا في عالم فقد طل شيء.


هشام بن الحكم